رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس جان ماري فيانيه (خوري آرس)
عيد القدّيس جان ماري فيانّيه "خوري آرس" وُلِدَ جان ماري في بلدة دارديّي Dardilly الصغيرة جنوب فرنسا في ٨ أيار ١٧٨٦ من عائلة قرويّة فقيرة مادّيًا ، لكنّها غنيّة بالإنسانيّة والإيمان . وبعد عذاب كبير في التعليم إرتسم كاهناً . وكانت حياته تعليمًا مسيحيًّا حيًّا وقائداً بالغيرة على خلاص النفوس. فبعد ولادته بثلاث سنوات نشبت الثورة الفرنسية ، وفي ١٢ تمّوز ١٧٩٠ صوّت المجلس التشريعيّ على "وثيقة الدستور العلمانيّ للإكليروس"، وبموجبه صار الكهنة الفرنسيّون يُعتبرون موظّفين لدى الدولة ، يأتمرون بقراراتها ويرفضون أية علاقة بالبابا وبالكنيسة . وفي ٢٧ تشرين الثاني ١٧٩٠ أضافوا تعديلاً أقسى ، فرضوا بموجبه على الكهنة أن يقسموا الوفاء للثورة أمام ممثّل رسميّ لسلطة الرعب القائمة آنذاك . رفضت روما هذا القرار ، ورفضه أيضاً مُعظم الكهنة في فرنسا ، وكانت النتيجة مأساويّة ، فقُتل عدد كبير جدّاً من الكهنة ، وحصلت مجزرة "الكرمل" في باريس . المجزرة بدأت بإعدام ٢٣ كاهناً رفضوا أن يقسموا الولاء وينفصلوا عن الكنيسة الجامعة ، وقد تمّ إعدامهم في دير كان قد تحوّل الى سجن للكهنة . وبين ١٧٨٦ و ١٨٥٩ ، أي فترة حياة خوري آرس ، عرفت فرنسا الكثير من التغييرات في نظامها ، فتحوّلت من نظام ملكيّ إلى نظام ثوريّ فنظام ملكيّ دستوريّ ، فجمهوريّة أولى ، ثم إلى دولة يحكمها قنصل ، ثم إلى أمبراطوريّة ، ثم إلى نظام ملكيّ من جديد ، فإلى أمبراطوريّة ثانية . كان جان ماري من ضحايا النظام السياسيّ أيضاَ ، فبسبب النظام المعادي للكنيسة أُغلقت المدرسة الوحيدة في قريته ، لذلك لم يتعلمّ القراءة حتى بلغ عمر التاسعة ، وبسبب هذا فسوف يعاني دوماً من عجز كبير من الناحية العلميّة كان يمنعه من أن يصبح كاهناً . كما إضطر الى الإنتظار حتى عمر الثالثة عشرة سنة لينال المناولة الأولى ، بسبب النقص في التعليم الديني وغياب المكرّسين ، ولهذا السبب أيضاً إضطر الى التأخر لدخول الإكليريكيّة ، فإلتحق بقسم الدعوات المتأخّرة رغم أنّه بدأ يعي دعوته منذ الصغر . العقبة الأكبر التي كانت تعيق الشاب عن تلبية دعوة الرّب كانت معارضة والده لكهنوت الإبن ، فجان ماري القوّي كان ضروريّاً لعمل الحقل ، وكان جان ماري يتفهّم حاجة والده ، وكان يتمزّق بين ضرورة الإستجابة لنداء الرّب ، وبين مسؤوليّته تجاه عائلته . في ٢٣حزيران ١٨١٥ نال السيامة الشمّاسيّة في ليون ، وفي ١٣ آب ١٨١٥ ، وبعمر التاسعة والعشرين سنة ، صار الطالبُ كاهناً في مدينة غرينوبل بوضع يد الأسقف سيمون . وفي ٩ شباط ١٨١٨ وصل الى آرس حيث عيّنه الأسقف كاهناً لهذه الرّعيّة الصغيرة ، وبقي فيها لمدّة ٤١ سنة ، ولن يتركها إلاّ ساعة الإنتقال الى بيت الآب . وصل الى رعيّة فقيرة ، وهو بعمر ٣١ سنة ، دون مورد رزق ، ودون قدرة كبيرة على الوعظ ، إنّما بحيوّية كبيرة ، وحاول ترك الرّعية ثلاث مرّات ليلاً ، ولكن رعيّته كانت تمنعه من الخروج ، كانوا يجبرونه على العودة الى بيت الكاهن . وحين كان يستغيث بالأسقف ، كان الجواب دوماً : "إبق حيث تريدك الكنيسة أن تكون". كانت آرس قرية مسيحيّة ، تعلن إيمانها المسيحيّ بحسب التقليد والعادة ، لا بحرارة الإيمان وبالإستعداد للشهادة . ولكن هذا الأمر لم يمنع الخوري الساعي إلى قداسته والى قداسة رعيّته من الجهاد من أجل تغيير الواقع ، فكان يزور العائلات ويهتّم بمشاكلهم ، كانوا يرونه يصليّ دوماً ، يهتمّ بالفقراء ، يزور المرضى ، كان دائم الحضور في الرعيّة ، لا بل في الكنيسة نفسها ، حتى صاروا يقولون أن "الخوري يسكن في الكنيسة لا في بيت الرعيّة". ورغم هذا ، بقي يصطدم بحقيقة أن كنيسته كانت فارغة يوم الأحد، فقد كانوا كلّهم في حقولهم يعملون من أجل لقمة العيش ، ومن لا يعمل ، فكان يذهب إلى المقهى في ساحة البلدة . لم يكن هذا الإلحاد سبباً لفقدان أمل خوري آرس ، فكان أوّل ما قام به هو تجديد أواني كنيسته ، صارفاً على هذا الأمر كلّ مقتنياته ، فإشترى الكؤوس الفاخرة ، وثياب القدّاس الباهرة ، وأجمل صلبان المذبح والشموع الخلاّبة والأواني الأكثر زخرفة ، فكان بعمله هذا يقول : "الرّب هو الأولى بالخدمة"، "تمضون الأحد في عمل الحقل وفي المقاهي ، بينما الله متروك"، وبدأ أبناء الرعيّة يأتون الى القدّاس ، ليروا ما يحدث أوّلاً ، ثم يبقون إثر كلمات خوريهم . وفي غضون أشهر قليلة ، سوف تتحوّل آرس الى الرعيّة الأكثر التزاماً في الأبرشيّة كلّها . كان يقضي كل وقته في سماع الإعترافات ، وكان التائبون يأتون اليه من كلّ فرنسا ، ولم يكن يتوقّف إلاّ ساعة القدّاس . ورغم هذا الوقت الّذي قضاه في سماع الإعترافات ، وجد خوري أرس الوقت ليؤسّس في رعيّته مدرسة وميتماً ، دعاه "ميتم العناية الإلهيّة"، كان معدماّ من ناحية المال ، إنّما لم ينقصه الطعام يوماً في الميتم : كانوا يذهبون لأخذ الخبز ، فيجدونه فارغاً ، فيأتون الى بيت الرعيّة ليشكوا لكاهنهم الأمر ، فيطلب منهم أن يصلوّا معه ، وبعدها يعودون الى الميتم ليجدوا المعجن مليئاً بالقمح . سنة ١٨٥٨ ، أي سنة واحدة قبل موت القدّيس ، بلغ عدد زوّار آرس سنوياً حوالي مئة آلف زائر يأتون للإعتراف . ورغم أن أسقف الأبرشيّة كان قد أرسل إليه فريقاً من كهنة يعاونونه في الإعتراف ، إلاّ أن الحجّاج كانوا يريدون الإعتراف أمامه هو ، فكان يبقى في كرسيّ الإعتراف حوالي ١٧ ساعة يوميّاً . كان "يبدو كملاك محبّة ولطف ، إنّما على محيّاه كنّا نرى الإنهاك والإجهاد" بحسب قول شهود عايشوه . وفي الساعة الثانية فجراً من ٤ آب ١٨٥٩ ، أسلم الخوري القدّيس الرّوح بعد حياة تعب وخدمة متواصلة ، بعمر ٧٣ سنة . مرّة ، في صلاته ، هاجمه الشرير صارخاً : "لو كان هناك ثلاثة مثلك على الأرض ، لكانت مملكتي مهدّمة الآن"، لذلك أعلنته الكنيسة شفيعاً للكهنة ، وللإكليروس الأبرشيّ بشكل خاصّ، لكيما يكون مثالاً وقدوة في عطاء الذّات الكامل ، في حبّ المسيح ، وفي الوفاء لدعوته ، وفي خدمة النفوس التي توكل اليهم ، لتقديسها وتقديمها للرّب . في ٨ كانون الأوّل ١٩٠٥ ، أعلنه البابا بيوس العاشر طوباويّاً وشفيعاً لكهنة فرنسا . وفي ٣١ أيّار ١٩٢٥ أعلنه البابا بيوس الحادي عشر قدّيساً ، وفي عام ١٩٢٩ أعلنه شفيع خوارنة الرعايا في العالم . صلاته معنا آمين . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس جان ماري فيانيه شفيع السنة الكهنوتية |
القديس جان ماري فيانيه الّذي لُقب بـ "خوري آرس" |
صورة القديس جان ماري فيانيه |
القديس جان ماري فيانيه |
جان ماري فيانيه |