رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو الغفران الكامل؟
سأحاول أن أشرح بقصّة رمزيّة ما هو الغفران الكامل ولكن بدايةً، إسمحوا لي، أن أستذكر معكم كلام الربّ يسوع حين ظهر لتلاميذه قائلاً: “خذوا الروح القدس، فمَن غفرتم خطاياهم غُفرت لهم، ومَن أمسكتم خطاياهُم أُمسكت” (يو 20: 22 – 23). لقد أعطى الرب يسوع رسله، ما له من سلطان خاص على مغفرة الخطايا (مر 2: 10)، وفوّض إليهم “خدمة المصالحة” (2 كو 5: 18)، خصوصاً في الكلمات التي وجّهها رسمياً لسمعان بطرس: “سأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فما ربطته في الأرض رُبطَ في السماوات، وما حللته في الأرض حُلّ في السماوات (متى 16: 19). وهذه المهمّة أعطيت أيضاً لهيئة الرسل متّحدين برئيسهم (متى 18: 18؛ 28: 16 – 20). إنطلاقاً من هذا السلطان، وبروحٍ أبويّة، يمنح خليفة بطرس أي قداسة البابا، في أوقاتٍ محدّدة، الغفران الكامل لكلّ تائبٍ مؤمن… فما هو الغفران الكامل؟ “ذات مرة، كان هناك صبي يعاني من مزاج سيئ وعصبيّة في الطبع… أعطاه والده كيسًا مملوءاً من المسامير وقال له أن يزرع (يضع) واحدًا في سياج الحديقة الخشبيّ كلما فقد صبره أو تشاجر مع أحد الأشخاص. في اليوم الأول زرع الصبي 37 مسماراً في السياج. وبدأ العدد يتقلّص مع مرور الأيام لأنّ الصبيّ اكتشف أن السيطرة على نفسه أسهل من زرع تلك المسامير. وأخيراً جاء اليوم الذي تمكّن فيه الصبي من السيطرة على نفسه بشكلٍ كامل. فذهب وأخبر والده بالأمر، فلم يكن على الوالد إلا أن يطلب منه إزالة مسمار من السياج عن كل يوم لم يفقد فيه صبره. مرت الأيام، وأخيراً تمكن الصبي من إزالة كلّ المسامير من السياج. فراح وأخبر والده بالأمر. فمسك الأب يد ابنه وذهبا معاً إلى السياج وقال له: “لقد فعلت خيراً، لكن انظر كم عدد الثقوب الموجودة في السور. لن يكون السور كما كان من قبل… عندما تتجادل مع شخص ما وتقول له شيئًا سيئًا، تتركه مع جرح مثل هذا الثقب. لا يهم كم مرة تعتذر، إنّما سيظل الجرح موجوداً. إن الإصابة اللفظية تؤذي بقدر الإصابة الجسدية“… فكيف يمكننا محو تلك الثقوب؟ يتكوّن الإعتذار الجيد من ثلاثة أجزاء: 1) أنا آسف: وهي مرحلة التوبة 2) كان خطأي: وهي مرحلة تحمّل المسؤوليّة والإقرار وطلب المسامحة 3) ما الذي يمكنني فعله لإصلاحه؟: وهي المرحلة الثالثة التي نحاول فيها معالجة العواقب أي التكفير. ومعظمنا يتجاهل المرحلة الثالثة، لأنّها الأصعب، ولأننا في الكثير من الحالات نحن عاجزون عن الإصلاح الفعليّ وإن فعلنا فبالتأكيد نحن غير قادرين على إعادة الشيء إلى ما كان عليه! هنا يأتي “الغفران الكامل”، عندما تتوسّط الكنيسة، بالسلطان الممنوح لها من يسوع المسيح، لتنال للخاطىء من لدن أبي المراحم، ترك التكفير وتطبيق العدالة أي ترك العقوبات الزمنيّة التي هي نتيجة نابعة من طبيعة خطيئتنا وليست نابعة، كما يعتقد البعض، من انتقام يُنزله الله بنا. وبإختصار: الأب هو الله الذي يسامح؛ المسمار هي الخطيئة؛ الولد هو نحن في ثلاثة ظروف: 1) نخطأ تجاه بعضنا البعض وتجاه الله ونزرع المسامير 2) نتوب في الإعتراف ونُزيل المسامير ونحاول التعويض، ونُخبر الله عن فعلنا، فيسامحنا. 3) نستفيد من الغفرانات إذ نطلب من الله، الإصلاح والتعويض عن ما نحن عاجزون عن إصلاحه. هو وحده القادر على جعل كلّ شيءٍ جديد… |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لنطلب الغفران من سيد الغفران |
يسوع هو الله الكامل والإنسان الكامل في آن |
أما الله فهو الكامل في عظمته، الكامل في قداسته |
البابا فرنسيس ومنح الغفران الكامل |
هل أدركت الغفران الكامل لخطاياك؟ |