وهنا يأتي السؤال: لماذا نظر الله إلى هابيل وقربانه وإلى قايين لم ينظر؟
هل كما يقول كثير من الشُراح حسب اعتقادهم المبني على مضوع الذبائح، أنه قدم من ثمار الأرض ولم يُقدم ذبيحة دموية؟؛ ثم أمام هذه الفرضية نتساءل: من أين له الذبيحة إن لم يكن راعياً؟ وهل كان الرب في حاجة إلى أن يروي ظمأه بقطرات دم ذبيحة من هابيل؟ أم أنه – كما يقول البعض – ينتظر ذبيحة كفاريه عن قايين كما قبلها من هابيل، بالرغم من أن النص لم يتكلم نهائياً ولو حتى بالإشارة البعيدة عن أي تقدمة تخص خطايا ولا كفارة من الأساس، بل تكلم عن تقدمة شكر وتمجيد لله وهي موجوده في سفر اللاويين بعد ذلك بزمان طويل، وهي مقننه بتقديم البكور من كل شيء لأنها مكرسه ومخصصه لله كنوع من أنواع الشكر العملي المقدم لله، وهنا نفس ذات الموقف، فكل واحد فيهما قدم من بكر عمله، فالراعي قدم من أبكار غنمه وأفضلها، والزارع قدم من أبكار أرضه، بمعنى ان كل واحد قدَّم من بكر عمل يديه وتعبه ليمجد ويشكر الله على ما أعطاه معترفاً به رباً وسيداً.