أربع نصائح فعالة عند التفاوض بشأن راتبك الذي تستحقه
هل تشعر بأنّك تحتاج إلى راتب أعلى يتناسب مع شهاداتك ومهاراتك وخبراتك؟
هل التفكير بشأن كيفية التفاوض على راتبك يقلق ليلك؟
هل تتقاضى راتبٍ أدنى من الذي تخيلته؟
حسنًا، خد نفسًا عميقًا، فأنت لست وحدك في هذا، فهُناك الكثيرين غيرك. حيث يعتقد العديد من حديثي التوظيف والباحثين عن عمل، والخريجين الجُدد في سوق العمل أنّ التفاوض بشأن الرواتب مهمة شاقة جدًا.
في حين أنّ حشد الشجاعة للتفاوض ليس بالعمل السهل؛ لأنّها مهارة هامة تتطلب الإتقان، فكل موظف يستحق فرصة للقتال من أجل ما يستحقه، كما أنّ جهات التوظيف لا يتسمون عادةً بالسخاء بالقدر الذي نريده.
تبدو عملية التفاوض على الراتب عند الحصول على وظيفة جديدةً معقدةً ومجهدةً، فما هي أصول التفاوض بشأن راتبك Salary Negotiation؟
فيما يلي تُقدم أراجيك لك بعض النصائح الهامة، التي يجب أخذها في الاعتبار عند جلوسك على طاولة المفاوضات حول راتبك الذي تسحقه:
1- بحث السوق
من الأمور الهامة التي تذكر بشأن التفاوض عند التوظيف عن الراتب المُستحق، هو أنّ جهة التوظيف (سواءٌ كان المدير التنفيذي، أو مسؤول الموارد البشرية، أو حتى صاحب العمل)، دائمًا يكون لديها تقدير مبدئي للراتب المخصص للوظيفة، بناءً على الراتب الذي كان يقدم لموظفيه السابقين، أو بناءً على ما يقدم منافسوه، وعليه فإنّ أفضل شيء يمكنه أن يجعلك مُهيئًا لأخذ خطوتك الأولى نحو غرفة التفاوض، هو البحث.
واحدة من الطرق الرئيسية للتحضير للتفاوض حول راتبك، هو البحث لمعرفة معدل الرواتب التي يتقاضاها المهنيون ممن يؤدون الأعمال نفسها التي تؤديها أنت، ويتقلدون نفس المنصب، والمسمى الوظيفي الخاص بك، مع مستوى خبرتك في الصناعة الخاصة بك أو السوق الذي تعمل في مجاله. باختصار قارن راتب الوظيقة مع مثيلاتها.
فمعرفة الأرقام والقيمة التي تساويها هذه الوظيفة، عبر بحث السوق وسؤال الخبراء والأصحاب وزملاء المهنة ومطالعة المواقع الإلكترونية المُتخصصة في التوظيف، سوف يجعلك في موقف أقوى عند التفاوض، ويسهل عليه عملية اختيار القرار، والقدرة على إقناع جهة التوظيف.
2- إظهار قيمتك
هل يعكس راتبك حقيقة المسؤوليات الملقاة على عاتقك؟ هل يعكس معدل خبرتك المهنية وأدائِك العام؟ لماذا تستحق الراتب الذي تتفاوض عليه؟ هل لديك شهادات أو دورات تدريبية خاصة؟ هل يمكنك تقديم أمثلة على العمل أو القيادة الاستثنائية؟
أعلم، أنّه كلما زادت قيمتك بالنسبة للعمل، فإنّ جهة التوظيف تكون على استعداد لدفع المزيد لك، من خلال إظهار أوراق التفاوض التي يمكنك إحضارها إلى طاولة المُفاوضات مع جهة التوظيف، وتفنيد ما وراء ما هو مطلوب في بطاقة الوصف الوظيفي الخاص بمهام عملك Job Description، سوف تعزز القيمة الخاصة بك.
يجب أن تؤكد أنّك تقوم بجميع مهام وظيفتك على أكمل وجه، وأن تؤيد كلامك بأرقام وبيانات حقيقية. هل تمكنت من تحسين المبيعات؟ وإلى أي مدى؟ هل استطعت استقطاب عميل مهم؟ كم عدد الصفقات التي نجحت في تحقيقها للشركة؟
في حين كانت الشركة في حاجة لمهاراتك، كلما أمكن تمسكهم بك وعرض راتب مناسب، وعليه قُم بتوضيح لماذا تحتاج الشركة إليك، وماهي المهارات التي تتمتع بها.
3- تمرّن، تمرّن، تمرّن
على الرغم من سيرتك الذتية ومهاراتك الرائعة وبراعتك في تنفيذ مهام عملك، فإنّ كل مفاوضات الرواتب تطرح حتمًا بعض الأسئلة الصعبة للإجابة عليها.
كثيرًا ما يدخل حديثو التوظيف، والباحثون عن عمل إلى غرفة التفاوض دون أن يكون هناك قدر من التدريب على إجراء عملية التفاوض، مما يؤدي إلى تجميدهم تحت الضغط. لذا، فإنّ قضاء بعض الوقت في التدريب يسمح لك بفرصة الإعداد الجيد للإجابات، وأن تبقى هادئًا ومُقْنِعًا؛ لأنّك لن تكون متوترًا بسبب محاولة تجميع إجابات الأسئلة.
من خلال إعداد ردودكم المُقنعة، عليك أن تكون قادرًا على الحفاظ على الهدوء، والإجابة بشكل رصين ومناسب، مع تسليح نفسك بكل المعلومات التي تحتاج إليها قبل الدخول إلى غرفة المُفاوضات، بما في ذلك بعض الأسئلة التي ترغب في أن تسألها بنفسك لمسؤول إجراء التفاوض معك.
4- كن واثقًا من نفسك
تكون المفاوضات جيدة مع كل باحث عن عمل واثق من نفسه وجيد الإعداد. لذا، تأكد من أن تقف على الأرض وتتفاوض على ما تعتقد أنّك تستحقه فعلًا، ولكن تذكر أن تفعل ذلك وأنت هادئ، مع الاستماع والانخراط مع الاحترام.
بطبيعة الحال، فإنّه يجدر بأن يكون التفاوض بالمستوى المقبول، إذ أنّ الحدة فيه ربما تثير شُكوكًا، تؤدي إلى حدوث تراجع من قبل جهة التوظيف، والغضب معناه إنهاء المقابلة، مع أنّه من المفترض هناك مساحة من التفاوض لازالت متاحةً.
وإذا كان موقفك قويًا في المفاوضات، وإن كان لديك عروض أخرى لتنظر فيها، أو خطة بديلة، أو أنّك تتمتع بمهارات قيمة، يمكنك استخدامها لصالحك.
وفي نهاية المطاف، إذا لم تستطع التفاوض حول الراتب، يمكنك التفاوض على مزايا أخرى، مثل: بدل المواصلات، والسكن، والتأمين الصحي، والإجازات … إلخ، ولكن حاول الاستفادة من كل فرصة تأتيك بكل ما أوتيت من قوة حتى لو لم يرتقِ ذلك لتوقعاتك في الوقت الحالي، على الأقل حتى تجد فرصةً أفضل، فالوقت لاينتظر.