رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“هاءنَذا أُرسِلُكم كَالحُملانِ بَينَ الذِّئاب”؟ هل أخطأ يسوع بهذا القول؟ «وبَعدَ ذلِكَ، أَقامَ الرَّبُّ اثنَينِ وسبعينَ تِلميذاً آخَرين، وأَرسَلَهمُ اثنَينِ اثنَينِ يتَقَدَّمونَه إِلى كُلِّ مَدينَةٍ أَو مَكانٍ أَوشَكَ هو أَن يَذهَبَ إِلَيه. وقالَ لَهم: “الحَصادُ كثيرٌ ولكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون، فاسأَلوا رَبَّ الحَصَاد أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه. اِذهَبوا! فهاءنَذا أُرسِلُكم كَالحُملانِ بَينَ الذِّئاب. لا تَحمِلوا كِيسَ دَراهِم ولا مِزوَداً ولا حِذاءً ولا تُسَلِّموا في الطَّريقِ على أَحد. وأَيَّ بَيتٍ دَخَلتُم، فقولوا أَوَّلاً: السَّلامُ على هذا البَيت. فإن كانَ فيهِ ابنُ سَلام، فسَلامُكُم يَحِلُّ بِه، وإِلاَّ عادَ إِلَيكُم. وأَقيموا في ذلكَ البَيتِ تأَكُلونَ وتَشرَبونَ مِمَّا عِندَهم، لِأَنَّ العامِلَ يَستَحِقُّ أُجرَتَه، ولا تَنتَقلوا مِن بَيتٍ إِلى بَيت. وأَيَّةَ مَدينَةٍ دَخَلتُم وقَبِلوكم، فَكُلُوا مِمَّا يُقَدَّمُ لَكم. واشفْوا المَرْضى فيها وقولوا لِلنَّاس: قَدِ اقتَرَبَ مِنكُم مَلَكوتُ الله”» (لوقا 10: 1-9). يمكن أن نقسم إنجيل لوقا هذا إلى ثلاثة تحديّات. التحدّي الأوّل هو واقعيّة يسوع: “الحَصادُ كثيرٌ ولكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون، فاسأَلوا رَبَّ الحَصَاد أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه”. يعرف يسوع جيّدًا حجم الواقع الذي نعيش فيه: فهنالك حاجة كبيرة لكي نخدم الناس من القلب وقليلون هم الذين يرغبون أن يقوموا بذلك، أي الذين يرغبون بأن يصبحوا تجسيد عمل المسيح في التاريخ. يسوع هو كالمتسوّل الذي يطلب أيدينا لكي يتابع في تضميد الجروح، يسألقلبنا لكي يتابع في حبّ من هو يائس ووحيد، ورجلينا للذهاب إلى حيث لا يرغب أحد بالذهاب. فكثيرون هم الذين يرغبون بالأخذ وقليلون الذين يرغبون بالعطاء: صلّوا لكي يقرّر أحدهم إعادة تجسيد الرغبة بالعطاء. التحدّي الثاني هو أيضًا ذو واقعيّة كبيرة: “هاءنَذا أُرسِلُكم كَالحُملانِ بَينَ الذِّئاب”. يعلم يسوع جيّدًا أنّ دخولنا إلى العالم ليس بنزهة بل هو خطير على قدر خطر مرور الحملان بين مجموعة ذئاب.ويحذّرنا مسبقًا من ذلك لأنّه يسوع ليس ساذجًا ويرغب أن يخلّصنا من السذاجة. فأن نكون مسيحيّين في عصرنا الحاضر يعني أن نكون أمام مجموعة ذئاب، لكنّ لا تكمن قوّتنا في مخالبنا وحنكتنا القصوى، بل في سكوننا وهدوئنا لأنّ الراعي الذي أحبّنا حتّى بذل ذاته من أجلنا يسير إلى جانبنا. فلقد صَدَقَ مرنّم المزمور عندما قال: “الربّ راعيّ فلا يعوزني شيء”. لا يجب أن نصير أقوى أو أسوأ من الآخرين من أجل الاستمرار، بل علينا فقط أن نبقى حملان، في البساطة، الطهارة الأفكار والثقة بالله. يأتينا التحدّي الثالث من تعليمات الدعوة وهي: “لا تَحمِلوا كِيسَ دَراهِم ولا مِزوَداً ولا حِذاءً”. أي لا تثقوا في الوسائل بل ثقوا فقط بالذي يرسلكم. لأنّ العناية الإلهيّة تأتي إلى معونتنا في كلّ حين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|