وإن الأم والأخوات أخذن الماء الذي غسل فيه رجليه، ووضعوه قدامه، وبدأت كلُّ واحدةٍ تغسل وجهَها منه، وهو يُصَلِّب عليها. وكانت بين الأخوات بنتٌ عذراء عمياء من بطنِ أمها، فحدث لما أمسكن بيديها، وأحضرنها إلى ذلك الإنسان، أن كان الأب أنبا دانيال قد حضر عندهن بالروح في تلك الساعةِ، وأمسك بيد العذراء وأحضرها إلى ذلك الإنسان، وقلن له: «يا أبانا، نطلب من قدسِك أن تصلِّب على عينيها»، فقال لهن: «قدِّمن لها فضلةَ الماءِ الذي في اللقان». وكان قولُه هذا استهزاءً بالماءِ، واستقلالاً لعقولهن، فلما أخذت الأختُ الماءَ، ورشمت عليه باسمِ المسيحِ قائلةً: «بصلاة القديس أنبا دانيال»، فللوقتِ انفتحت عيناها، وذلك الإنسانُ ينظرُ.