منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 10 - 2017, 11:22 AM   رقم المشاركة : ( 11 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

كذلك الآباء القدماء، فإنهم جسروا على الحياةِ والموتِ، وذاقوا كلَّ التجاربِ، واحتملوا الضيقات، وقدموا ذواتَهم ذبيحةً حية ًروحانية، ووُهبت لهم المعرفةُ الروحانية، وصاروا مسكناً لله، وأحسُّوا بالأسرارِ. واتصل السرُّ شيئاً فشيئاً، حتى انتهى إلينا نحن الذين بالاسمِ والشكلِ فقط. إن أمورَ سيدنا مراراتٌ تعقبها حلاوات، مظلماتٌ تعقبها نيرات، محزناتٌ تعقبها مبهجات، أما أمورُ العالمِ فهي حلاواتٌ تعقبها مرارات، نيراتٌ تعقبها مظلمات، مبهجاتٌ تعقبها محزنات. يعرفُ الحقَّ، ذاك الذي ذاق تجربةَ هؤلاءِ، لا من سماعِ الآذان فقط».
قال القديس برصنوفيوس: غرباءُ نحن، فلنكن غرباءَ بالكمالِ، ولا نحسب أنفسَنا شيئاً، ولا نشاء أن يحسبنا أحدٌ فنتنيح. جاهد أن تموتَ في القبرِ من كلِّ إنسانٍ، وقل لفكرِك: «لقد متُّ ووضعتُ في القبر»، وأنت تخلص. وليس غلق الباب هو الموت، بل غلق الفم والطاعة هي أيضاً مُطفِئةٌ لجميعِ سهام العدو المحماة. أما الذرور العظيمة (أي الأربطة) والأعصاب التي تشدِّد كلَّ الأعضاءِ، وتشفي كلَّ مرضٍ واسترخاء، فهي المحبةُ التي أعطانا الآبُ وأحيانا بها.
وقال أيضاً: «هذا هو الوقت الذي فيه نفتشُ عن أوجاعنِا وننوحُ ونبكي ونلومُ أنفسَنا في كلِّ شيءٍ، ونُلقي ضعفَنا قدام الله، وهو يعيننا ويقوينا».
وقال كذلك: «إن كنتَ تحب أن تخلصَ من الأوجاعِ النجسةِ، اقطع منك الخُلطةَ والدالةَ مع كلِّ إنسانٍ، ولا سيما من ترى قلبَك مائلٌ إليه بشيءٍ من الأوجاعِ، وهكذا يُعتق من السبحِ الباطل، لأن السُبحَ الباطل ملتصقٌ بالرياءِ، والرياءُ يلدُ كلَّ الأوجاعِ، لأن المجاهدين، إن لم يحرصوا فلن يُكلَّلوا، والفرسان إن لم يجاهدوا في معركةِ الحربِ، فلا يُمدحون من الملكِ».
وقال أيضاً: «لا تأخذ ولا تعطي مع إنسانٍ يُقاتلك به العدو، بل انظر لنفسِك، واعلم أن مصيرَك أن تموتَ وتلقى الديانَ».
كان شيخٌ لا يأوي تحتَ سقفٍ، بل كان يقيمُ في حرِّ الشمس وبردِ الليل، فقال له أحدُ الإخوةِ: «لماذا يا أبي، لا تأوي تحت سقفِ بيتٍ، فتستريح قليلاً من هذا التعبِ»؟ فأجابه الشيخُ: «إن لصوصاً أخذوا مالي وسلبوني سُترتي، ولهذا لا آوي تحتَ ظلالِ بيتٍ، بل تائهاً، أبيتُ تحت الحرِّ والبردِ، وأصرخُ إلى إلهي ليلاً ونهاراً، ولا أهدأ حتى يتحنن عليَّ وينتقم لي من أعدائي، ويردَّ لي ما قد سلبوه مني».
قال أنبا سرابيون: «كما أن أجنادَ الملكِ وقوفٌ بين يديه، ولا يقدرُ واحدٌ منهم أن يلتفتَ يميناً أو شمالاً، كذلك الإنسانُ، إذا كان واقفاً قدامَ اللهِ في الصلاةِ، يجبُ عليه أن يكونَ عقلُه مجموعاً بخوفٍ، وإذا كان كذلك، فلا يستطيع العدو أن يضرَّه أو يُرهبه».
قال شيخٌ: «لتكن همَّتُكَ في ملكوتِ السماواتِ، وأنت سريعاً تخلص، وترثها».
  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بستان الرهبان كامل مسموع
زهور من بستان - كتاب بستان الرهبان
تحميل كتاب بستان الرهبان كامل مسموع
كتاب بستان الرهبان لبيلاديوس
كتاب بستان الرهبان


الساعة الآن 12:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025