كان يمكن أن يقضي بَيْلْشَاصَّر ليلته الماجنة - وهو يشرب الخمر ويسكر- ولا يمد يده إلى أواني بيت الله، لكنه أراد أن يزداد سروره في تلك الليلة بتحدي الله نفسه، ففكَّر كيف يتباهى أمام عظمائه، فجاءته تلك الفكرة الجهنمية: أن يأتوا إليه بتلك الأواني، ويشربون فيها جميعًا الخمر. ويا للعجب على كل من يفرح بتعديه وصايا الله وفعل الخطية!!
أما الأعجب فهو أنهم عندما أتوا بالآنية «كَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيُسَبِّحُونَ آلِهَةَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ وَالْخَشَبِ وَالْحَجَرِ» (دا5: 4). إنهم ليسوا فقط «فَرِحِينَ بِفَعْلِ السُّوءِ»، ولكنهم أيضًا «مُبْتَهِجِونَ بِأَكَاذِيبِ الشَّرِّ»؛ كانوا يعلمون تمامًا أن هذه الآلهة هي من صنع أياديهم، فيمكنهم تكسيرها وإعادة صنعها، أو حتى حرقها وإبادتها، فهم يعلمون تمامًا أنها كذبة كبيرة، لكنهم يصدقونها ويبتهجون بها! وإني أتعجب من أناس في أيامنا هذه يبتهجون بأكاذيب الشر، عندما يسيرون وراء فكر أو تعليم كاذب لا يمت بصلة لكلمة الله، حتى يصدقوه، ويعيشون في خداع مستمر!