دعوة للتأمل فى شخصية مسيحنا الحى

[كيلارا]

دعوة للتأمل فى شخصية مسيحنا الحى

عاش المسيح كإنسان عادي واحتار الناس في أمره فهو يأكل الطعام ويمشي في الأسواق..
ولكن بالتدريج لاحظوا أن سره ينكشف لهم يومًا تلو يوم..
ما كان للحمٍ ودمٍ أن يعلنا هذا السر بل الآب الذي في السماوات..
عرفنا أن هذا المسيح النجار هو ليس كأي إنسان
بل الله باريء الأكوان قد نطق فيه هو مباشرة ..
هو لا ينطق عن الله ويخبر الناس بما يقوله الله
بل الله ينطق فيه وبه فنعرف في المسيح طريق ربنا ونحيا له ..
لا منفذين مجموعة من الأوامر
بل متحدين بإلهنا الذي قد دعانا للشركة والعشرة معه...
لذلك، هو المسيح الحي ...

السيّد المسيح هو العمق، كيف؟
هو وحده القادر أن يدخل إلى أعماقنا، فيحل مشاكلنا في أعماقها، حلًا جذريًا،
لا بتغيير الظروف الخارجيَّة، بل بمصالحتنا مع الآب،
فننعم بالأحضان الإلهيَّة، فلا يردّنا إلى جنّة عدن، بل إلى خالق الفردوس نفسه.
هو وحده بكونه واحدًا مع الآب السماوي، في ذات الجوهر، قادر أن يهبنا الملء.
ينزع فسادنا ويهبنا عدم فساده، ويغفر خطايانا، ويهبنا برّه.
يعالج مشكلة الألم في أعماقها التي أفسدت الحياة البشريَّة في كل الأجيال،
لا بإزالة الألم، بل بدخوله طريق الآلام، فنجد لذّة وفرحُا في شركتنا معه وسط الآلام.