اطمئنوا لهذه الاسباب داعش لا مكان لها فى مصر
من السهل أن تضع قنبلة أسفل سيارة شرطة، أو تقتحم كمينا في منتصف الليل، أو ترسل انتحاريا ليفجر كنيسة، لكن ليس من السهل أن تخرج مناطق من سيطرة الدولة لتقيم عليها إمارة لذا لا تجزعوا فداعش مصر فاشل.
ما أريد أن أؤكد عليه أن المنطقة كلها ستشهد موجة عنف وليس سيناء وحدها لأسباب لها علاقة بانهيار التنظيمات في الشام، وحالة السيولة الحدودية، والسبب الأهم، هو غياب التنمية فى سيناء لعقود طويلة، واتحاد ثالوث المخدرات والسلاح مع التكفيريين ومهربي الأنفاق، وكلهم لا يريدون للدولة وجود بسيناء، فضلاً عن الخطايا التى ارتكبها الأمن الفترة الماضية، ومنها توسيع دائرة الاشتباه، مما أوجد بيئة حاضنة للجماعات الإرهابية، التى بلغت عقب الثورة لأكثر من 19 تنظيماً مسلحًا، مثل أجناد مصر، وأنصار الشريعة، وأنصار الإسلام، وجند الله (أصدرت فيديوهين خلال الأيام القليلة الماضية)، وجند الإسلام، وبيت المقدس ألخ ألخ
الأهم المشار إليه، أن قاعدة إخراج مناطق من سيطرة الجيش، لم تحدث مطلقاً فى سيناء، ولن تحدث، وهذا دليل واضح على السيطرة، وهذه العمليات لا تأتى إلا في سياق إثبات الوجود، وحروب النكاية، التى تسمى فى التراث، دفع الصائل، ولذا فأى حديث من قبل المواقع الإخوانية، او مقالات المقربين منها، الذين يطلق عليهم الآن، باحثين فى علم الاجتماع السياسي، أو الحركات الإسلامية، هو كذب محض.
الخطة التنموية لا جديد فيها حتى الآن، ويمكن بمراجعة دقيقة لجهاز تنمية سيناء، سنكتشف حجم الملايين التى لا يعرف مصيرها حتى الآن، قبائل تتعاون مع الجيش، وتحديدًا فى الشيخ زويد، وآخرون يتعاونون مع التنظيم ويرشدون عن أبناء عمومتهم، مثل خالد المنيعى، الذى ذبحوه أمام عائلته.
لعل ما سبق صورة مصغرة لما يجرى، فى دلالة واضحة، أن هناك مشكلة حقيقية، ليست مشكلة سيطرة تنظيم على مناطق، فهذا لم يحدث كما قلنا، لكنها مشكلة مجتمع سيناوى، يحتاج إلى خطة تنموية وسياسية حقيقية، وساعتها ستحل مشكلة التنظيمات الإرهابية المسلحة.
إذن فالخلاصة التى نعود لنؤكد عليها، أن داعش لا مكان لها فى مصر، على مستوى الفكر، فالشعب المصري لا يقبل التكفيري، ولا على مستوى الاستراتيجيات، وداعش مصر، لم يصل لمرحلة التوازن، مع الأمن المصرى مطلقاً، ولن يصل إليها، ولا على مستوى السيطرة، فهو ينحدر ويتراجع، ولا يتقدم، والدليل أن الـ19 تنظيمًا لم يتبق منهم سوى 4 تنظيمات، والباقون تقوقعوا فى تنظيم واحد، من أجل الحياة والبقاء لأكبر فترة ممكنة، لكن على الدولة فقط، أن تراجع أخطائها فى هذه المنطقة، وتضع خطة شاملة حقيقية، ولتبدأ فيها من الآن، ولا تعتمد على سلاح الأمن وحده، فالأمن لا ينفع أن يكون وحيداً، ولا الجيش ينفع أن يقاتل وحده ونحن فقط نتفرج.