رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الطفل المدلل عادة ما يكون الطفل المدلل محل انتقاد الجميع ، ويخشى عليه أن يصبح متعلقا بوالديه لدرجة لا يستطيع أن يتخذ أبسط القرارات الخاصة به دون الرجوع إليهما ، ويفتقر إلى الثقة بالنفس والمهارات اللازمة للتغلب على المشكلات اليومية ، حيث تشير الإحصائيات النفسية إلى أن نسبة حالات القلق والاضطرابات السلوكية تنتشر في الأسر المفرطة في التدليل أكثر من الحازمة ، حيث إن الطفل المدلل على نحو خاص يبدو كثير المطالب ، ويحاول تأكيد ذاته لأنه يريد من الآخرين أن يصغوا إليه ، كما أنه لا يميل للمشاركة .. ونظرا لأنه يحس باهتمام الأسرة به فإنه يستغرق وقتا أطول في تعلم ما هو مقبول ومرفوض . ويؤكد الدكتور مجدي لبيب اختصاصي الأمراض النفسية في المستشفى الوطني بالرياض أن التدليل في سن الطفولة ضار بالطفل وأيضا بالوالدين على المدى البعيد ، مشيرا إلى أن الطفل المدلل عندما يشب ويكبر يريد أن تكون طلباته مجابة سواء من والديه أو ممن هم حوله من الأقرباء والأصدقاء ، وبالطبع ليست هذه هي الحياة قائلا ليست كل الآمال يمكن تحقيقها مباشرة ، فالكثير منها يحتاج إلى الوقت والجهد ، وأن الإنسان المدلل يجب أن تصل إليه الأشياء (( على الجاهز )) وهذا أفضل بالنسبة له من أن يتعب ويجد في سبيل تحقيق أهدافه ، إضافة إلى أنه دائم الاعتماد على والديه حتى في اتخاذ قراراته ، كما أن شخصيته باهتة وغير قيادية وغير ناضجة لا تستطيع أن تتحمل مصاعب الحياة . وأشار حبيب إلى أن التربية السليمة في الصغر يجب أن تحمل كل معاني الحب للطفل ، وأن يكون العقاب دون قسوة أو ضرب ، كما يجب أن يعرف الخطأ من الصواب وليس كل شيْ من طرفه مقبولا .. فالحزم ضروري دون قسوة مع حب الطفل بلا غرض أو سبب . منوها إلى أن بعضهم لا يحب الطفل عندما يسمع الكلام وينفذ كل ما يطلب منه ويضربه عندما يفعل العكس فهذه تربية خاطئة . وبين أن التربية السليمة تعتمد على التعليم والحزم مع الحب في الوقت نفسه ، فما هو خطأ ..هو خطأ يجب أن يعاقب عليه ، وما هو صواب يجازى ويكافأ عليه ، ويكون الثواب والعقاب على قدر الخطأ والصواب دون قسوة أو تدليل . لاتحطمي شخصية ابنك لا يبني الأمم إلا الأشخاص الأقوياء الجادون الذين يتمتعون بشخصية قادرة على اتخاذ القرار. فكيف يستطيع الأبوان تربية أبناء يتمتعون بشخصيات قوية وقادرة على اتخاذ القرار؟ إن هذا السؤال يقودنا إلى معرفة الأمور الثلاثة التي تضعف الشخصية. •الإفراط في التدليل: ينسى المربي نفسه- أحياناً – من فرط حبه لابنه ، فيدلله دلالاً يفقده شخصيته ويحوله إلى شخص لا يمكننا الاعتماد عليه. والتدليل يعني: تلبية كافة طلبات الابن مهما كانت صعوبتها، في أي وقت كان، الأمر الذي يجعل الطفل يشعر بأنه شخص مجاب الطلبات والأوامر. لذلك فإن الإفراط في التدليل يعني: 1-إضعاف جانب تحمل المسؤولية في الابن لأن جميع طلباته مجابة. 2-تحكم الابن في أبويه وخضوعهما له. 3-تمكن مشاعر " الغرور" و " التكبر" لدى الابن، وتكراره لعبارة: ( أبي لا يرفض لي طلباً )، ( أمي لا تقول لي" لا " أبداً ). 4-تمرد الابن على سلطة والديه وعدم احترامه لوالديه أو تطبيقه لقوانينهما. 5-تحول الابن المدلل إلى شخص غير قادر على التكيف الاجتماعي، لأنه دائماً يتوقع من أصحابه وأقرانه أن يستجيبوا لغروره وطلباته ، لذلك نراه دائماً وحيداً بدون أصدقاء. •الإفراط في القسوة: يخطئ المربي عندما يعتقد أنه بالقسوة و الشدّة و الضرب يربي رجالاً أشداء أو نساءً أقوياء. لأنه في هذه الحالة يقتل فيهم أهم نقاط قوة الشخصية ، وينشيء أشخاصاً تكون صفاتهم: 1-الخوف: فالابن يكون دائم الخوف من والديه ، فتنعدم العلاقة بينه وبينهم ، ويتأثر سلوكه معهم فيبتعد عنهم ، وإذا رآهم ارتعد وهرب إلى غرفته وإذا مرّ بالقرب منهم ارتجف وتنحى. 2-التردد: إن هذا الابن يفقد الثقة في نفسه، ويكون دائم التردد ولا تكون لديه قدرة على اتخاذ القرار ، ويظهر ذلك جلياً عند الكبر. 3-الانطواء وعدم القدرة على تكوين علاقات مع الآخرين، فيصبح شخصاً وحيداً، منكمشاً فاقداً لأهم صفات قوة الشخصية. •الإفراط في الحماية الزائدة عندما يرزق الله الأبوين ابناً واحداً بين مجموعة من الإناث، أو بنتاً وحيدة بين مجموعة من الذكور، أو عندما يولد طفل بعد فترة طويلة من العقم، تحاول الأم أو الأب حماية هذا الابن الصغير بطرق مختلفة مثل: •منعه من اللعب مع الأطفال الآخرين ، وإن لعب لا يجعلونه يسقط أو يتأذى ويظهرون خوفهم الشديد عليه. •المحافظة عليه من الدخول في مشاكل ، ومحاولة حل كافة المشاكل التي تعترضه. •الحماية من الأمراض والبكتريا والجراثيم ، وذلك بالتعقيم الزائد والإفراط في الاهتمام بالصحة. -النتيجة: حتماً.. ابن ضعيف الشخصية إن أهم صفات هذا "الصغير" تكون: 1-الاعتماد على الآخرين. 2-عدم القدرة على تحمل المسؤولية. 3-الخوف والتردد. 4-عدم القدرة على التكيف الاجتماعي وتكوين علاقات جيدة. 5-عدم القدرة على حل المشاكل. الاستمتاع بالأمومة ليس مستحيلاً!! كثيرًا ما نلاحظ عدم قدرة الأمهات على التواصل مع أبنائهن؛ وذلك على الرغم من اختلاف ثقافة وظروف كل أم إلا أن المشكلة واحدة وهي عدم القدرة على الاستمتاع بوقتهن مع الأبناء.. الوقت الذي ستقضينه مع أبنائك ليس هو المهم، ولكن الأهم هو كيفية قضائك لهذا الوقت معهم ؟!! فقد تكونين ربة منزل، ولكنك مرهقة ومشغولة بأعبائك المنزلية، وبهمومك الشخصية التي تدفعك مسافات بعيدًا عن أبنائك، وقد تكونين امرأة عاملة لا تجد الوقت أو الطاقة لقضاء بعض الوقت مع أبنائها … فنموذج المرأة العاملة المطحونة في عملها – التي قد تكون في مركز مرموق - ومع انتهاء يومها في العمل .. تتجه إلى دار الحضانة الموجود بها الابن لتتسلَّمه، وهي منهكة القوى لا تقوى على الحديث أو حتى الاستماع لما سيقوله ابنها، وفور وصولها إلى المنزل تسرع للانتهاء من احتياجاته الأساسية لتضعه في السرير لتجد بعض الوقت لتنتهي من مسئولياتها المنزلية الأخرى … ومع نهاية اليوم تشعر بتقصير وتأنيب ضمير تجاه هذا الابن الذي لا تجد له الوقت لتقضيه معه. ونموذج آخر لأم قررت عدم الخروج للعمل، وذلك لتتمكن من التفرُّغ لأبنائها ومنزلها سواء أكان هذا القرار عن رضا وقناعة أم قد فُرِضَ عليها فهي تكرس حياتها لأبناها ومع ذلك قد تشعر ببُعد أبنائها عنها. في رأيي أن المشكلة في الحالتين هي في مدى المحاولة الحقيقية في التواصل مع الأبناء…… فإن ما يهم هو قوة حضورك ومدى تأثيرك في طفلك خلال الوقت الذي تقضينه معه وليس كم الوقت الذي تقضينه معه .. فبتنظيمك لوقتك ورغبتك القوية في إثبات قدرتك على القيام بالتزاماتك جميعها سوف تجدين الوقت الذي تقضينه بين أبنائك؛ بحيث يكون وقتًا ممتعًا ومفيدًا يقربك منهم ويؤثر في نموهم النفسي، العاطفي، البدني، العقلي، والاجتماعي. سواء أكنت امرأة عاملة أم ربة منزل خصصي وقتًا محددًا لابنك نصف ساعة أو ساعة في اليوم، كذلك حددي وقتًا للطبخ والاهتمام بنظافة المنزل، وحددي وقتًا لإعداد التقارير في العمل .. اغتنمي هذا الوقت في اللعب مع أبنائك ألعابهم الطفولية الجميلة التي تخرجك من الروتين اليومي. قرري في يوم أن تقوموا بالتلوين؛ أحضري مجموعة ألوان وأوراق وابدئي في التلوين، سيجلس ابنك بجوارك وهو في منتهى السعادة وهو يراك تشاركينه اللعب والتلوين، وأؤكد لك أنك ستستمتعين بذلك الوقت، وفي يوم آخر أحضري أوراقًا ملونه ومقصًا واصنعي علمًا صغيرًا للوطن .. علميه الألوان واستخدام المقص وحدثيه عن وطنه وعلمه ونشيده ستشعرين أنك تبدئي حياتك من جديد مع أبنائك .. مع بداية فصل الربيع أحضري طبقًا صغيرًا وقطعة قطن وحبوب اللوبيا مثلا وحدثيه عن الربيع والزرع والنمو والشمس وكيف أنه ينمو كما ينمو الزرع ومدى حاجته للشمس والغذاء … قد يطول الحديث أو يقصر ولكن بالتأكيد سيتجاوب ابنك معك، ويتعلم كيف يفكر وتنمو معه الرغبة في المعرفة ومن أسئلته ستجدين الموضوع التالي الذي تستطيعين أن تتواصلي معه من خلاله. فقط جربي أن تتحدثي باهتمام مع ابنك أو تشاركيه أي نشاط من أي نوع يحبه ومدى تأثير ذلك على علاقتكما.. أعطيه في هذا الوقت المخصص له بشكل يومي الاهتمام والتركيز الحقيقي لكل ما يقول أو يفعل … انظري في عينيه واستمعي له ولا تقاطعيه ولا تتركيه وهو يتحدث إليك لتفعلي أي شئ آخر؛ لأن في ذلك إهمالاً له يفقده الرغبة في التحدث معك، وقد يشعره بأنه شخص غير مهم، وما يتبع ذلك من أثر سيئ على نفسيته … اهتمي بأن تستمعي له وأن تجعليه يتحدث عن نفسه، وعن الآخرين..عن مخاوفه، أحلامه، رغباته وعن رفضه لبعض أو لكثير من الأشياء وأسباب رفضه لها، وذلك ليتعلم كيف يعبر عن نفسه وعن مشاعره وليتعلم الشجاعة في مواجهة ما يجهله أو يخافه.. وعليك بالتأكيد الاهتمام بالرد على تساؤلاته، ولكن ليس بإجابات محددة مسبقا عرفتيها أو تعلمتيها ولم تفكري فيها … لا تسارعي بالرد بأجوبة غير مقنعة أو غير منطقية، وذلك لأن أجوبتك على أسئلته ستتحول لأسئلة يواجهك بها مرة أخرى .. فلا بد من الحرص الشديد في التعامل مع أسئلة أطفالك، وعدم الاستهانة بها، وذلك لأنك منبع المعرفة الأول لهم فلا بد من اكتساب ثقتهم حتى تكوني المرجع الأول لهم في سنوات عمرهم الأولى. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نجدة الطفل ترفض الطفل المتورط في قضية قتل بالسيجارة |
أنت الأجمل |
الباذنجان المخلل |
كيفية التعامل مع الطفل المدلل |
التعامل مع الطفل المدلل |