رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ممارسة الحريَّة المسيحية ''وليقودوا حسب طبيعتهم إلى تقدّم عامّ في الحريَّة الإنسانية والمسيحية، وهكذا عبر أعضاء الكنيسة، ينير المسيح بنوره الخلاصي المجتمع الإنساني بأسره أكثر فأكثر'' (نور الأمم/36). ''كلُّ شيء حلال، ولكن ليس كلّ شيء يبني'' (1كورنثس 23/10)، قد يطلب منا ضميرنا أن نتنازل عن حقوقنا في سبيل مصلحة الأخوة، إنَّ هذا لا يعتبر بلا شكّ حداً لحريَّتنا، بل طريقاً لممارستها بنوع أسمى. والمؤمنون إذا ما تَحرَّروا من عبوديتهم السابقة ليخدموا الله ''عليهم أن يصيروا بالمحبَّة عبيدَ بعضهم البعض'' (غلاطية 13/5)، كما يوجِّههم الروح القدس، وإذ جعل بولس نفسه خادماً، أو بمعنى آخر -عبداً لأخوته- (1كورنثس 19/9)، لم يفقد حريَّته لكنَّه كان مقتدياً بالمسيح وهو الابن الذي جاء لِيَخْدُمْ. ويقول القديس بولس أنَّ المحبَّة هي كمال الشريعة (رومية 13/ 8-10). ولا تعرف محبَّة القريب حدوداً، بل تَتَّسع للأعداء والمضطهدين ويتمثّل الكمال، على صورة كمال الله، بالرحمة التي يتوجب على تلميذ المسيح أن يكون مشدوداً إليها. تستمد المحبّة المسيحية، المجانية والشاملة، طبيعتها من محبَّة المسيح الذي وهبنا حياته: ''فليحبَّ بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم'' (يوحنا 13/ 34-35)، هذه هي الوصية الأولى الموّجهة للتلاميذ. ويؤكِّد القديس يوحنا أنَّ من يتصرَّف بثروات هذا العالم، ويغلق قلبه بوجه قريبه المحتاج، لا يستطيع أن يحظى بمحبَّة الله المقيمة في داخله. إنَّ محبَّة الأخ هي محكّ محبَّة الله ''لأنَّ الذي لا يحبّ أخاه وهو يراه، لا يستطيع أن يحبَّ الله وهو لا يراه'' (1يوحنا 20/4) . هذه المحبَّة الإنجيلية والدعوة إلى النبوّة الإلهية الموجَّهة إلى جميع الناس، تفرضان فرضاً مباشراً وجازماً إحترام حقوق الكائن البشري بالحياة والكرامة. لا فارق بين محبَّة القريب وإرادة العدل، التعارض بينهما تشويه للمحبَّة والعدل معاً، لا بل يُكمِّل معنى الرحمة معنى العدالة، بالحؤول دون إنغلاقها في دائرة الثأر. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|