رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن هدف الله فى الإنسان، هو أن يخلص من سقطته الأصلية، وينهى حالة الصراع الذى يعيشه منذ المعصية الأولى، أما الخلاص فلا يتم إلا إذا ولد الإنسان من جديد، هكذا قال المسيح لنيقوديموس: " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ " (يو3: 5). فالمعمودية هى موت وقيامة. وإن كنا فى مياه المعمودية نصير أعضاء فى جسد المسيح فهذا يعنى إننا نحمل سمته المقدسة التى أعنى المحبة (1يو8:4)، أما من يقول إنه قد استنار بالمعمودية وهو لا يحب فهو ليس على صواب لأن " مَنْ قَالَ إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ " (1يو2: 9). ونحن عندما نقول إن المعمودية استنارة، فهذا يعنى: إن الإنسان بعماده يتحرر من ظلمات الخطية، التى تحجب عن النور الالهي، فيتأمل الأمور الإلهية والحقائق الأبدية! وبهذا المفهوم الروحى يخاطب القديس كيرلس الكبير طالبى العماد قائلاً: " لقد اقترب يوم عرسكم، فكفوا عن الانشغال بالأمور الزمنية لتربحوا الروحية، ليتنقَ ذهنكم كما بنار، لتُصهر نفوسكم كالمعدن، قتزول الشوائب ويتنقى المعدن، صلوا لتستحقوا الأسرار السمائية الخالدة.." تذكر دائماً أنك عندما اعتمدت قد صرت على صورة الله، والله روح، عش إذن بالروح! أما الروح فلا يُرى! جاهد إذن لكى تتخلص من المرئيات والماديات التى تعوق انطلاق روحك، تحرر من قيود الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، وتمسك بالروحيات التى ستبقى فى الأبدية معك. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|