عاش بضع سنوات مع زوجته كأخ وأخت، اختلى بعدها في أحدى المغاور ليحيا في الصوم والصلاة ورعاية الأغنام. كان يكتفي من الطعام بما هو ضروري للعيش ويتصدّق بما يزيد على حاجته. وإن لم يجد فقيراً يعطيه ما كان يرسل إليه من الخبز، كان يوزّعه على طيور السماء بحيث لا يضيّع بركات الإمساك ولا نعمة الإحسان. رقد بسلام في المغارة فيما كان يصلي. ذهبت الكلاب التي كانت تحرس قطعانه لتنبئ أخصّاءه بموته. وعندما وصلوا إليه، بعد ثلاثة أيام، كان جسده ما يزال طرياً وكانت تفوح منه رائحة طيب زكي. وقد دفنوه في المغارة. كما بنوا، بعد فترة، كنيسة على اسمه شهدت بواسطته عجائب كثيرة.