رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التواضع بلغة الآباء القديسين + من يشاء أن يصف بكلام محسوس الشعور بمحبة الرب وفعلها فينا، أو الشعور بالتواضع المقدس، والطهارة المغبوطة وإشراق الله في النفس، وخوفه تعالى ويقين القلب وذلك بصورة صحيحة ودقيقة واضحة وصادقة ويظن أنه بوصفه هذا يغير الذين لم يذوقوا ذلك الشعور ولم يختبروه، يشبه رجلاً يريد أن يبني بأقواله وتشابيهه حلاوة العسل لمن لم يذوقوه البتة، أما هذا فعبثاً يشرح حتى لا أقول إنه يثرثر. وأما ذاك فإما أن يبدو وكأنه عديم الخبرة بما يصف أو أن يكون مغروراً. + تراءى الشياطين يوماً لأحد الأخوة الجزيلي المعرفة وطوبوه على فضيلته فأجابهم قائلاً: إن كففتم عن مدحي بهذه الأفكار التي تزرعونها في قلبي فسوف استنتج من انصرافكم عني أني عظيم، وإن لم تكفوا فمن مدحكم لي سأفطن لنجاستي "لأن كل متشامخ القلب هو نجس عند الرب" فانصرفوا إذاً لأتعظم متشامخاً أو فامحوني وبسببكم اقتني مزيداً من التواضع. فانذهلوا من هذا الجواب المحير وتلاشوا في الحين. + التكبر يختلف عن عدم التكبر وكلاهما يختلفان عن الاتضاع. فالمتكبر يدين غيره طول النهار وغير المتكبر لا يدين أحداً وقد يدين ذاته أحياناً، أما المتواضع فيدين ذاته كل حين وهو غير ملام. + الاتضاع غير الاجتهاد في سبيل الاتضاع، وغير الثناء على المتضعين: فالأول يتصف به الكاملون والثاني المطيعون الحقيقيون والثالث جميع المؤمنين. + لقد دبرّ الرب لأجل اتضاعنا أن لا يستطيع أحد معاينة جراحاته وعيوبه كما يراها قريبه، فنضطر بالتالي إلى أن تنسب شفاءنا لا إلى ذواتنا بل إلى القريب والله. + لقد علّم أباؤنا الدائمو الذكر أن أتعاب الجسد طريق للتواضع وأساس له. أما أنا فأوصي بالطاعة واستقامة القلب اللتين تعارضان بطبيعتهما الغرور. + أوتار الاتضاع وسبله هي التالية: ولكنها ليست بالضرورة علامات ثابتة لاقتنائه: الفاقة، الغربة الحقيقية، الحكمة المستورة، بساطة الكلام، التماس الصدقة، كتمان حسن النسب، إقصاء الدالة، طرح الثرثرة. + هناك فرق عظيم بين الاعتقاد بأن الله موجود وبالمعرفة الطبيعية أو بالكتاب المقدس وبين المعرفة الحق للرب يسوع بالروح القدس. + عن الإنسان بحاجة لكثير من الجهد ولغمر من الدموع حتى يحفظ روح المسيح الوديعة فيه وبغير المسيح تنطفئ الأنوار، وشعاع الحياة في النفس يغني أو يموت. بإمكاننا إضعاف الجسد بسرعة بواسطة الكثير من الأصوام، لكنه ليس من السهل تذليل النفس حتى تبقى في التواضع لأن هذا يستلزم الكثير من الوقت. القديس سلوان الآثوسي (أقوال وحياة) + إن روحي عرفت الرب وحبه. فكيف إذاً ما زالت تراودني تلك الأفكار الشريرة؟ + السيد ترأف بي وعلمني هو بذاته كيف عليّ أن أتضع "أحفظ روحك في الجحيم ولا تيأس" هكذا انقلب الأعداء. القديس سلوان الآثوسي + يقول أحد الشيوخ: لقد خلّص التواضع كثيرين بدون تعب, وهذا يثبته لنا مثل العشار والابن الشاطر, فهذان الإنسانان استطاعا بكلمة أن يحيطا برضى الله. + مضى أحد الرهبان الشباب إلى الأب ثيوذور الفرمي كي يعترف له بحزنه ومشكلاته ولما قابله وجلس أمامه قال له: عندما كنت في العالم, كنت أكثرُ من الصوم والصلوات والأسهار, وكانت صلاتي مفعمة بالدموع والندامة وكان في قلبي اشتعال عظيم لكل عمل يرضي الله. أما في البرية فقد أضعت كل ما كنت أمتلكه, وأخشى أن أفقد خلاص نفسي. فقال له الشيخ الحكيم: ما كنت تقوم به وأنت في العالم يا ولدي, كان مجرد عمل من أعمال المجد الباطل وكنت تتوخى من ورائه المديح البشري, لذا, فالله لم يكن يقبل أعمالك, وأما في العالم فلم يكن إبليس يحاربك, ولم يكن يعارض مشيئتك وذلك لأنك لم تكن تجني من كل أعمالك نفعاً وفائدة, أما الآن وقد أصبحت جندياً للمسيح, فقد تسلح إبليس للحرب ضدك واعلم أن الله يرضيه جداً أن تتلو مزموراً واحداً بتواضع، هنا في الصحراء، أكثر مما ترضيه الأمور الكثيرة التي كنت ترددها هناك مع المجد الباطل. كذلك فإنه يقبل برضى صوم يوم واحد تقوم به هنا، في الخفاء، على صوم لأسابيع كنت تقوم به هناك. فتشدد الراهب لدى سماعه هذه الكلمات وعاد إلى قلايته ليجدد جهاده. + يقول البار افرام: الزهرة تسبق الثمرة، والطاعة تسبق التواضع. + المتواضع هو مطيع بالضرورة، لا بل يحترم الجميع كباراً وصغاراً وعنده في قلبه الوداعة والمحبة. + جلس الأب يوحنا الكوخي عند باب الكنيسة بعد قداس الأحد فتحلّق حوله الأخوة وطرحوا عليه بعض الأسئلة حول الحياة الروحية فوقف أحدهم "وربما ملأ قلبه الحسد" وقال للأب يوحنا: إن قلبك مملوء سماً يا يوحنا. فقال له الأب أنت على حق يا أخي أنت تتكلم من خارج فقط ماذا ستقول لو رأيت ما في داخلي؟ + عندما يكرمك الناس. أتضع وقل لنفسك: لو عرفوا ما أنا عليه بالحقيقة، لما قاموا بهذا، وبهذا لا تتلف نفسك، بل تحفظها وتصونها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الفرح بلغة الآباء القديسين |
المحبة بلغة الآباء القديسين |
السلام بلغة الآباء القديسين |
الإيمان بلغة الآباء القديسين |
المحبة بلغة الأباء القديسين |