الصليب هو دافع التكريس لله
إذ أراد بولس أن يحرك الكورنثيين لتسليم حياتهم بالكامل للرب , لم يجد دافعاً أقوى من الصليب فكتب لهم قائلا ((أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله)) 1 كو 19:6 و29.
ثم عاد يكتب لهم في رسالته الثانية فقال ((لأن محبة المسيح تحصرنا إذ نحن نحسب هذا أنه إن كان واحد قد مات لأجل الجميع فالجميع اذاً ماتوا وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام)) 2 كو 14:5 و15 فالصليب يدفع المؤمن للحياة لمن مات لأجله وقام لأنه يشعر أن محبة المسيح تحصره فلا يستطيع إلا أن يكرس نفسه له ليرد صدى هذه المحبة الغامرة ونجد في سفر اللاويين صورة واضحة للتكريس بالدم إذ نقرأ ((ثم قدم الكبش الثاني فذبحه وأخذ موسى من دمه وجعل على شحمة أذن هرون اليمنى , وعلى إبهام يده اليمنى وعلى إبهام رجله اليمنى)) لا 23:8 فما معنى وضع الدم على الأذن واليد والقدم ؟ ! معناه أن الأذن تسمع وتعرف صوت الله , وأن اليد تعمل لخدمة الله , وأن القدم تسير مع الله !! وهذا هو ما يفعله دم الصليب المرشوش على المؤمنين