: في المجموعة العبرية مزامير لا عنوان لها ، تدخل عليها في الترجمة السبعينية تمهيدات جديدة
. 84 مزمورا تنسب إلى داود ، وأخرى إلى كتبة مختلفين ، إلى ارميا وحزقيال وزكريا وحجاي ويوناداب ، تضاف إليها أحيانا معلومات غير معروفة عن ظروف تأليف المزامير . وأصحاب الترجمة السبعينية يفسرون على طريقتهم ما في العناوين العبرية من دلالات غامضة . أما ترجمتهم فتمكن ، بالرغم من بعض القراءات الخاصة بها ، من الوصول إلى نصوص تبدوا أصح مما ترد في الأصل العبري . وهذه الترجمة لا تزال الترجمة المعتمدة في الكنائس اليونانية وفى الترجمات الرسمية التي تحتفظ بها الكنائس الشرقية
. لم يكف إسرائيل يوما ، عبر تاريخه المضطرب ، عن تلاوة المزامير وترنيمها والتأمل فيها ، بمناسبة أعياده الوطنية والدينية ، وفى طقوس المجمع وفى منازله ، حتى انه قيل أن اليهود يولدون وفى أحشائهم هذا الكتاب
. أما في العهد الجديد ، فان المزامير تحتل مكانة مرموقة ، يستشهد بها اكثر من مائة مرة . ويسوع نفسه يستشهد بالمزمور 11. (متى 22: 41-46) لإثبات ما للمسيا من منزلة رفيعة ، كما انه يتلو مع تلاميذه أناشيد "هلل" التي كانت تختم عشاء الفصح (متى 26 :3.). ويتلو ، وهو على الصليب ، مطلع المزمور 22 (متى 26 :46) ، ويلفظ نفسه الأخير وهو يتلو آية من آيات المزمور 31 (لو 23: 46). وقد جرت العادة عند المسيحيين الأولين أن يتلوا ويرنموا المزامير (1كو 14 : 26 وأف 5 : 19 وكو3 : 16 ويو 5 : 13) وانتشرت هذه العادة في وقت مبكر ضمن العبادة الخاصة