الألم والإنسان الروحي
الخوف في الألم والخوف من الألم هما الخوف نفسه وهو يعني خوف الإنسان الروحي من أن يكون الله قد ابتعد عنه.
عندما عانَت القديسة كاترينا عذابات كثيرة وصعبة، ظهر لها ربنا فسألَته:
"أين كنتَ إلى الآن، أيها السيد، لتريحين من الآلام الكثيرة؟"
فأجابها الرب: "كنتُ هنا في قلبك".
لكن الخوف الأعظم عند الإنسان الروحي هو عندما لا تعترضه الآلام لوقت طويل.
دخل راهب في إحدى المرات كنيسة في الإسكندرية ورأى امرأة راكعة أمام أيقونة المخلّص وتصرخ إلى السيد:
"لقد تخليت عني أيها السيد، أيها الرحوم ارحمني".
عند سماع الراهب لهذه الصلاة سألها:
"مَن أخطأ إليكِ حتى أنّك تتشكين بهذه المرارة إلى الله؟"
فأجابت المرأة: "إلى الآن لم يخطأ إليّ أحد، ولهذا أنا أبكي لأن الله قد هجرني لثلاث سنوات ولم يزرني بأي ألم. خلال هذه السنوات، لم يصبني أي مرض، لا أنا ولا ولدي، حتّى ماشيتي لم ينفق منها أي واحد".