أى إله عظيم مثل الله

[بنت معلم الاجيال]

السيدة/ ك ... من قنا، تقول:
تحكى لنا مجموعة من المعجزات العجيبة التى حدثت معها بصلوات القديس الأنبا مكاريوس، فتقول:
 كانت لى أخت مدرسة فلسفة تشكو من مرض الإسهال المزمن، وقد ذهب معها والدى إلى أطباء كثيرين ولكن دون فائدة .. وذات يوم طلبت منى أن أذهب معها إلى القديس الأنبا مكاريوس - أثناء حياته بالجسد - لما قصَّت عليه متاعبها رشمها بالزيت المصلى وقال لها: "لازم تتحملى وأوعى تقولى ليه كده يا رب أنا عملت إيه .. متزعليش، لازم يكون عندك صبر وربنا معاكى". وخرجنا من حضرته وكانت تشعر براحة نفسية عميقة.

[بنت معلم الاجيال]

ولكن سمح الرب بأن المرض يزداد عليها يوماً بعد يوم، فسافر بها والدى إلى القاهرة فقرر الطبيب ضرورة إجراء جراحة خطيرة جداً، فرفض والدى وعاد بها إلى قنا .. فذهبت أنا إلى القديس الأنبا مكاريوس - وكان دائم السؤال عنها - وطلبت منه أن يصلى لها لأنها كانت تعبانة جداً، وأخذت معى ماء ليصلى عليه وتشرب منه ليشفيها الله. فبعد أن صلى على الماء قال لى: "هى بنت المسيح والمسيح عايزها" فانهرت أمامه، وكنت أبكى بشدة وطلبت منه بإلحاح أن يصلى لها فقال لى: "ربنا عايزها. هى مِلْكُهُ وهو حر فيها هو اللى جابها وهو اللى ها يأخذها" وبعد أن شربت أختى من الماء المصلى بأيام قليلة انتقلت إلى السماء والعجيب أن القديس الأنبا مكاريوس كان يعرف أختى أكثر منا جميعاً، فقد كانت خادمة نشيطة فى مدارس الأحد وكانت تقوم بأعمال خير ورحمة كثيرة ولم يعلم أحد منا فى المنزل بذلك إلا بعد انتقالها.

[بنت معلم الاجيال]

بعد انتقال أختى حزنت والدتى عليها حزناً شديداً وكانت دائمة البكاء ليل نهار، حتى أصابها ورم كبير بالعين اليسرى لدرجة أن العين خرجت من مكانها الطبيعى، فذهبت إلى أحد الأطباء المشهورين بالقاهرة، فقرر أنه من الضرورى أن تُنزع العين من مكانها لأن وجودها بهذا الشكل يؤثر وبخطورة شديدة على العين السليمة، فأغمى عليها بسبب هذا القرار وحزنت بشدة فأخذها أخى إلى د./ عبد اللطيف صيام، وقبل أن تتقدم للكشف وضعت كتاب البابا كيرلس تحت الجاكيت الذى ترتديه، فقال لها الطبيب أنه سيعطيها بعض الأدوية، فإن رجعت العين وزال الورم انتهت المشكلة، وإن لم تتحسن سيكون من الضرورى أن تُنزع العين لكى لا تشكل خطراً على العين السليمة.
فذهبت إلى القديس الأنبا مكاريوس وكنت قد وضعت زجاجة ماء صغيرة بحقيبتى، وشرحت له الموقف وخطورته فقال لى: "قولى لماما ماتخافيش العين مش هتتشال .. مش ممكن" ثم وضع الصليب على حقيبتى وقال: "هاتى الميه أنا أرشمهالك" فذُهلت جداً فلا أحد يعرف أننى وضعت زجاجة ماء فى حقيبتى.
ثم أعطيت الماء المصلى لوالدتى وطمأنتها بما قال القديس، وسافرت لإعادة الكشف بالقاهرة، فقال لها الطبيب: "مبروك العين شفيت تماماً ومش هتتشال"

[بنت معلم الاجيال]

 عندما ذهبت إلى القديس ليصلى لوالدتى كنت وقتها حاملاً، فطلب زوجى من القديس أن يسمى لنا المولود فقال لى: "إبراهيم .. أبو الآباء وقليل اللى بيسميه" فوافقنا على ذلك، وبعد ولادة إبراهيم باسبوع ابتدأ عنده إسهال شديد جداً ولم يتوقف حتى عمر 45 يوماً، ذهبت خلالها إلى ثلاثة أطباء بقنا بلا فائدة وكنت حزينة جداً لأجله .. ثم ذهبت مع أخت زوجى إلى القديس الأنبا مكاريوس وأخذت معى جميع الروشتات وشرحت له الحالة فقال لى: "ما تروحيش لأى دكتور تانى" وأخذ منى إبراهيم ورشم جسده كله بالصليب وقال لى: "تعمدى ابنك يوم الجمعة فى القداس أنا هاصلى فى المرقسية" فأجبته: "أنا ما اقدرش أعمده دلوقتى علشان الإسهال .. مايصحش" فقال لى: "متخافيش .. واسمعى الكلام .. يوم الجمعة" .. وبعد العماد يوم الجمعة انتهى الإسهال نهائياً.

[بنت معلم الاجيال]

ذات يوم كنت وابنى إبراهيم بالكنيسة المرقسية لحضور أحد الاجتماعات. وطلب ابنى أن ينزل إلى المزار فرفضت بسبب الزحام الشديد جداً، ولما ألح علىَّ أقنعته بأننا سنأتى فى يوم آخر يكون أكثر هدوءاً، وانصرفنا. وفى اليوم التالى وبلا أية أسباب أو مقدمات وجدت يد ابنى بها ورم مفاجئ فأخذته إلى د./ عباس فريد الذى أعطاه بعض الأدوية. وفى اليوم الثالث ازداد الورم جداً وإحمرَّ الذراع كله رغم العلاج المستمر فتذكرت بسرعة القديس الأنبا مكاريوس. وأدركت أننى أخطأت فى حقه، فأخذت ابنى بسرعة وذهبت إليه وسجدت أمام أيقونته الطاهرة بالمزار وطلبت منه أن يسامحنى ويشفى ذراع ابنى ثم وضعت الستر الذى حول الصورة على ذراعه .. وفى اليوم التالى مباشرة لم أجد الورم بل اختفى فجأة كما ظهر فجأة، وتركنا باقى العلاج.
هكذا القديس الأنبا مكاريوس هو شفيعنا أمام الله نلجأ إليه فى كل ضيق يقابلنا فيستجيب الله له نظراً لدالته القوية جداً أمامه.
بركة صلواته تكون معنا جميعاً. آمين ...