06 - 09 - 2014, 02:54 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
مفتاح العهد الجديد (26) مفاتيح دراسية للبشائر الثلاث الأولي
كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة
٦ سبتمبر ٢٠١٤
ثالثا: الإنجيل للقديس لوقا الرسول
(1) الكاتب:
هو القديس لوقا الطبيب, وهو نفسه كاتب سفر أعمال الرسل حيث ورد اسمه كثيرا في رسائل بولس الرسول وأثناء رحلاته الكرازية ولذا ندعوه مؤرخا ورحالا وفنانا واسع الفكر.
كان أمميا ليس من أهل الختان (كو4:11) يوناني درس في جامعة طرسوس وغالبا نال الإيمان علي يد بولس الرسول, ولو أن البعض يظن أنه أحد تلميذي عمواس (لو24:13-35) وأنه كان من السبعين رسولا. وهو عموما شخصية متعددة الجوانب أكثر من سائر البشيرين ذو طبيعة شاعرية وثقافية سامية.
وكتب إنجيله من اليونان فيما بين عامي 58- 60م وأرسله إلي صديق له من النبلاء اسمه ثاؤفيلس وكلمة (العزيز) لقب يدل علي الفخامة مثل صاحب العزة.
ويقال إنه استشهد وعمره 84 سنة في بلاد اليونان.
(2) طبيعة الإنجيل:
هو الإنجيل الذي له مقدمة (مثل كثير من المؤلفات اليونانية في تلك الأيام), وقد اختص هذا الإنجيل بذكر حوادث حياة السيد المسيح منذ ولادته, حتي صعوده.. وأعطانا لمحات من طفولة المسيح. وتمتاز بشارة القديس لوقا بالتوازن والمقارنة مثل سمعان الفريسي والمرأة الخاطئة -مريم ومرثا- الفريسي والعشار- السامري الصالح, واللاوي والكاهن-التطويبات والويلات- الابن الضال والابن الأكبر- اللص التائب واللص الهالك.. إلخ.
كذلك نجد لغته اليونانية أكثر أصالة, وفيه 314 كلمة خاصة يذكر أكثرها للمرة الأولي, ويحوي خمس كلمات لاتينية هي دينار (7:41)- فلس (12:6)- مكيال (18:33)- لجئون (8:30)- منديل (19:20).
يمتاز أيضا بصفة العمومية فالخلاص هبة الله للجميع, والمسيح غني بعواطفه نحو كل البشر.
فوق ذلك ينفرد الإنجيل بعدة معجزات وأمثال وأحداث مما دعا البعض أن يسميه إنجيل الشمول وكتب عنه أحد المفسرين أنه أروع كتاب في العالم.
(3) الملامح الرئيسية للإنجيل:
1- مدقق ماهر في سرده الإنجيلي..
فقد كان لوقا أمميا وليس من أهل الختان (اليهود) وهو يوناني (أنطاكيا), درس في جامعة طرسوس, وجاء إنجيله إنجيل الباحث المدقق مستخدما التعبيرات الدقيقة, فمثلا في كلامه عن ظهور يوحنا المعمدان أرخه بستة تواريخ (لو3:1, 2).
1- في السنة الخامسة عشر من سلطنة طيباريوس.
2- إذ كان بيلاطس البنطي حاكما يهودية.
3- وهيرودس رئيس ربع للجليل.
4- وأخوه فيلبس حاكم إيطورية وإقليم تراخونتيس.
5- وليسانيوس حاكم الإبلية.
6- وحنان وقيافا رئيسا الكهنة.
كانت هذه كلمة الله علي يوحنا بن زكريا في البرية (لو3:1, 2).
كما أوضح في مقدمته الغاية التي توخاها عندما سجل إنجيله وهو يتيقن ثاؤفيلس صحة التعليم الذي تلقاه عن أحداث حياة الرب يسوع وأقواله.
ولأنه مؤرخ مدقق ومؤمن, فقد انفرد بأمور عديدة خاصة بالبشارة والميلاد وبالقيامة, وبعض المعجزات والأمثال والصلوات والمقابلات ولذلك يدعوه الآباء إنجيل الشمول.
من الناحية اللغوية والإنشائية يعتبر أفضل إنشاء في أسفار العهد الجديد.. فقد أحسن استخدام اللغة من البشيرين الآخرين, يضاف إلي ذلك استخدامه للغة كطبيب كان ذا مشاعر رقيقة ودقيقة بآن واحد.
بعض الأصحاحات تعتبر من الأدب اليوناني الرفيع, خاصة تلك التي بها فصول انفرد بكتابتها مثل أصحاح (15) وخاصة قصة الابن الضال, التي جذبت اهتمام كبار الكتاب والنقاد في كل العالم.
من الناحية التاريخية فالذي سجله لوقا يعتبر متكاملا, فسائر الإنجيليين كتبوا زمنين في تاريخ الخلاص هما:
أ- زمن الموعد… (العهد القديم).
ب- زمن يسوع… (العهد الجديد).
أما لوقا فإنه بوضعه مجلدين (إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل) كان أدق تميزا للأزمنة فهناك..
أ- زمن الموعد… (العهد القديم).
ب- زمن يسوع… (العهد الجديد).
ج- زمن الكنيسة… (الكنيسة المسيحية).
ويتضح تكامل هذا الإنجيل من تقسيمه علي مقدمة وثلاث مراحل كبري..
- مقدمة.. (1-3): روايات الطفولة, زمن الاستعداد, لاهوتيات.
- المرحلة الأولي.. (4:14- 9:50): في الجليل, خطة وبرنامج.
- المرحلة الثانية.. (9:15- 19:28): إلي أورشليم, تنفيذ البرنامج.
- المرحلة الثالثة.. (19:29- 24:53): في أورشليم, تحقيق البرنامج.
ب- مسكوني.. لكل الأمم..
لقد كتب ليقدم فهما أفضل عن الإيمان المسيحي سواء لثاؤفيلس أو لغيره من المؤمنين. وبالرغم أن بداية كتاباته كانت يهودية (أصحاح1, 2) إلا أنه أوضح بعد ذلك في كل إنجيله كيف أن المسيحية هي استمرارية تحقيق وعود الله قديما في شخص ربنا يسوع المسيح, وبالتالي فلا حاجة للإنسان أن يصير يهوديا قبل أن يتحول مسيحيا ويؤمن بالمسيح.
لقد كتب إنجيله في جنوب اليونان, وقدمه لكل الأمم مؤكدا علي أن المسيحية هي لكل إنسان.. فنراه يذكر:
أ- تسبحة سمعان الشيخ وفيها يقول: نور إعلان للأمم (2:3-32).
ب- وفي تسبحة الملائكة يوم الميلاد يذكر وبالناس المسرة دون تخصيص لليهود.
جـ- سلسلة الأنساب أوصلها إلي آدم لأن هذا يناسب الأمم.
د- اهتم بصداقة المسيح حتي للسامريين الذين يكن لهم اليهود عداوة أكثر مما للرومان, ولذلك نراه ينفرد بمثل السامري الصالح (10:30-37), وشفاء العشرة البرص الذين لم يرجع منهم سوي واحد كان سامريا (لو17).
هـ- ذكر إرسالية السبعين رسولا لكل الأمم (لو10).
لقد وضع أمامه هدف إظهار أن محبة الله ليس لها حدود لجنس أو لون أو لسان, وبالتالي فقد كانت اقتباساته من العهد القديم محدودة وقليلة, بالإضافة علي أنه يقدم الكلمات العبرية في معناها اليوناني.. فعن مكان الصليب يقول إكرانيون (يوناني), وليس جلجثة (عبراني).
ويقول سيد (يوناني), وليس رابي معلم (عبراني).
وعن سمعان يقول الغيوري (لو6:15), وليس القانوي (عبراني) (مت10:4).
كذلك نجد أن إشاراته إلي الناموس والأنبياء قليلة ولا يستخدم عبارات آرامية أو عبرانية مما وردت في البشائر الأخري
|