بعض التوصيات لعوده الاهتمام بقداس الكلمة
ها هي بعض التوصيات المُقترحة لعودة الاهتمام بقداس الكلمة:
-
التوصية الأولى
-
التوصية الثانية
-
التوصية الثالثة
-
التوصية الرابعة
-
التوصية الخامسة
الختام
التوصية الأولى:
- إن الشخص يكره ما يجهله؛ لذلك علينا ككنيسة تدريس قداس الكلمة وتقديمه بصوره واضحة وشَيِّقة للشعب كطقس مهم في الكنيسة. بل لا نبالغ أن قُلنا أنه نصف القداس؛ فالقداس قسمين رئيسين: هما الاجتماع والشركة، وهما لم يكونا منفصلين عن بعضهما في أي وقت في تاريخ الكنيسة.
التوصية الثانية:
- العودة إلى قوانين الكنيسة الأولى بأن يكون حضور القراءات الكنسيَّة ضرورة للسماح بتناول القربان المقدس في نهاية القداس. حتى أن ابن كبر يذكر أمرًا عجيبًا في هذا الموضوع حيث يقول: "وقد يتفق أن يحضر إلى الكنيسة بعد توسط القداس مَنْ كان قد أعاقته ضرورة، أو حضر من مكان بعيد، فَيُقْرَأ له إنجيل ثانٍ آخر القداس، ويقرب ولا سيما في الأعياد السيدية الكبار. أما إذا تأخر إلى أن يبدءوا بالقربان، فلا يقربه الكاهن متى علم به، لأنه لم يحضر القداس ولا سمع ما يُتْلَى من الفصول، ولا تَأَهَّب لتناول السرائر حق التأهُب".
إذًا، فإنه بحسب طقس الكنيسة فإن الإصغاء إلى القراءات الكنسية مؤهِّل للتناول من الأسرار المقدسة، وهذا هو الرباط بين الكلمة والأفخارستيا.
التوصية الثالثة:
- يجب على الكنيسة أن تختار أشخاص للقراءة "الأغنسطس" قادرين على القراءة السليمة الواضحة؛ حتى يفهم الشعب القراءة، وتصل إليه بصوره سليمة. هذا التقليد الذي ابتدأه القديس أثناسيوس الرسولي في اختيار القارئ وتدريبه، ولكنه اندثر الآن، وأصبحت القراءة الآن تُعْطَى لأشخاص غير مدربة على القراءة السليمة، فيجب أن يعود مره أخرى للكنيسة؛ بحيث يكون الأغنسطس قارئ جيد للكتاب المقدس، فاهمًا ما يَقْرَأ، بل يستطيع أن يشرحه أيضًا.
"الأغنسطس في البيعة قارئ الفصول في أسماع الناس، فَمَنْ لا يفهم ما يقرأهُ، كيف يُمْلِئ مسامع غيره بما لا يفهمه هو"؟! (القديس ساويرس بن المقفع).
التوصية الرابعة:
- وهي خاصة بآبائي الكهنة وأخوتي الوُعَّاظ، فإن الكنيسة رَتَّبَت العِظة في نهاية القراءات حتى تشرح العظة المعاني الروحية التي وُرِدَت بالقراءات، طِبقًا للمنهج الكنسي على مدار السنة الليتورجية. إن القراءات بهذا التنسيق المُبْدِع تشهد بعمل الروح القدس في الكنيسة، وتُسَلِّم للأجيال فكرًا لاهوتيًا دقيقًا، وإيمان مستقيم، وتَسْليم للأجيال الحقائق اللاهوتية في يُسْر وسهولة. وهذا التراث الذي تَسَلَّمناه ليس فقط موضع تباهي وفخر، بقدر ما هو مسئولية أمام الله، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. هذه المسئولية تَتَطَلَّب من الواعِظ والمُعَلِّم تقديم القراءات بنفس الروح الليتورجية المسيحية. فإننا نسمع كثير من العظات لا تتفق مع فِكر الآباء المعروض في القراءات، فما فائدة القراءات لو أخذنا منها آية واحده ليدور حولها الحديث مع إهمال كل التعاليم المطلوب تقديمه طِبقًا لبرنامج الكنيسة المتكامل؟ السيد المسيح بنفسه هو الذي وضع طقس العِظَة: "ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يُفَسِّر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب". العظة هي تفسير الكتب لاستعلان سر المسيح، والنتيجة أنه "لما اتكأ معهم أخذ خبزًا وبارَك وكسر وناولهما فانفتحت أعينهما وعرفاه.. ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا.." (لو 24: 30-32).
إن علامة حضور المسيح في العظة هو التهاب القلب ونخسه للتوبة، مما يعدنا لانفتاح العين لتجهيز المسيح عند كسر الخبز.
التوصية الخامسة:
- أن القراءات في الكنيسة ليست فقط تعليميّة، ولكن تحمل مفهوم الذِّكرى؛ أي الحضور الفعلي للمسيح. وهذا ما يُفَسِّر نداء الشماس قبل قراءة الإنجيل: "قفوا بخوفٍ ورعده"، "وانصتوا بحكمة". وحضور الرب يرتبط بجماعة المؤمنين، فإن لفظ الليتورجية Λειτουργία يعني (لآوس λαος: شعب + أرجو εργασία: عمل). ولذلك فإن الكتاب المقدس يمكن أن يُقْرَأ على أساسيات فلسفية وتفسيرية مختلفة، أو يتحوَّل إلى قراءات دينية خاصة. ولكن لدى الكنيسة النظرة مختلفة، فيتحول جزء قداس الكلمة (ليتورجية الكلمة) إلى "عمل جماعي" أو "شخص جماعي" يُدْعَى "شعب الله". إن المناخ الحيّ للكتاب المقدس هو الكنيسة، وذلك من خلال القراءات أثناء العبادة، فتوجه المؤمنين إلى كلمه الله المُحيية ليتحقق قول المسيح: "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياه" (يو 6: 63).
خاتمة:
بالرغم0 من أن منهج كنيستنا القبطية يعتبر من أعرق وأوسم المناهج -بل قد يكون أقدمها جميعًا- إلا أنه لم يأخذ خطه في الدراسة العِلْميّة، رغم الاحتياج الشديد لهذه الدراسة. ما أحوجنا اليوم لباحثين متخصصين وعلماء لغات لدراسة هذا الموضوع البِكْر والخصيب، الذي يستوعب الكثير من الأبحاث والدراسات المتخصصة والمتنوعة..