رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقول المعترض أن المسافة بين أحمتا وراجيس تبلغ 165 ميلًا (250 كيلومتر تقريبًا) ولقد قطعها الإسكندر الأكبر في أحد عشر يومًا والبعض الآخر يقول في خمسة عشر يومًا فكيف يستطيع طوبيا قطعها في يومين.
* لم يقل المعترض هل إسكندر الأكبر قطع هذه المسافة أثناء حربه مع داريوس إمبراطور مملكة فارس أم بعدها. فإذا كان الإسكندر قطعها أثناء حربه فله الحق وكل الحق أن يفتخر بذلك فهو كغازي - مستعمر- أولًا: لابد له من مقاومة ومحاربة من يتصدى له من أهل هذه البلاد والنصرة عليهم. وثانيًا: لابد له في أثناء هذه المسافة من ترتيب جيوشه حسب الخطط التي تستجد بالنسبة لظروف الحرب. ثالثًا: عليه أن يختار الطريق الذي يناسبه في تحقيق طموحاته بأقل قدر ممكن من الخسائر التي يتكبدها حتى يصل إلى الحرب الفاصلة، واحتلال عاصمة الإمبراطورية الفارسية. ولهذه الأسباب لابد من الوضع في الحسبان أن هذه المدة يتخللها بعض الوقت لتنظيم الجيش، أو التعوق لأسباب عسكرية، أو سياسية، أو بسبب مقاومة أهل البلاد له باعتباره عدوًا يريد احتلال بلادهم، وبهذا تستغرق هذه المسافة مدة من الزمن أكثر من وقتها الطبيعي. أما لو كان بعد الحرب فهناك فرق شاسع بين الإمبراطور الجديد وهو يتفقد البلاد، وبين إنسان ليس له أي صفة سياسية، فنجد أن تقام بعض الاحتفالات على طول الطريق لكي يظهروا له الطاعة والخضوع والولاء. وقد نجد الإمبراطور يكرم البعض ويعاقب البعض الآخر أمام الكل لكي يكونوا عبرة لمن يحاول التمرد. أو إقامته في بعض الأماكن لتقديم فروض العبادة وشكر الإلهة التي ساعدته، ومنها آلهة أهل هذه البلاد لكي يكسب رضا وود سكان هذه المقاطعات، أو التعوق للاستجمام في بعض الأماكن التي قد تروق له، وبالتالي هذه الرحلة تستغرق وقت أكثر من إنسان عابر في طريقه لا يهتم بشئ سوى أن يصل إلى هدفه. فهذه المسافة - 250 كيلومتر - حسب قوانين الكشافة لا تستغرق أكثر من أربعة أو خمسة أيام، حيث أن الجوال يستطيع قطع مسافة طولها 60 كيلو متر في مدة اثنتي عشر ساعة. مع العلم أن الإنسان الشاب يستطيع أن يمشي على أقدامه لمدة ثمانية عشر ساعة في خلال اليوم الواحد. ولهذا نجد بعض التجار كانوا يقطعون المسافة من القاهرة إلى الإسكندرية قبل وسائل المواصلات الحديثة في يومين أو ثلاثة على أكثر تقدير. ومازال للآن نجد بعضًا من عامة الشعب قد ينذرون أن يذهبوا إلى أماكن العبادة مشيًا على الأقدام. وأعرف من هؤلاء مجموعة من مركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا يذهبوا إلى دير السيدة العذراء بجبل الطير التابع لمركز سمالوط، ويقطعون هذه المسافة والتي تتجاوز الستة وخمسون كيلو مترًا في مدة من الزمن تقترب من اثنتي عشر ساعة ولابد من ملاحظة أخيرة وهي تعدد الطرق وبالتالي اختلاف الزمن. فعلى سبيل المثال: يوجد عدة طرق بين ديري القديسين العظيمين الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس فإحداهما تقطعه السيارة في ساعة تقريبًا وبسرعة 100 كيلومتر في الساعة تقريبًا، ويوجد طريق آخر كان الرحالة يقطعونه في ثلاثة أيام، ويوجد طريق آخر يتم قطعه في مدة لا تتجاوز ثلاثة عشر ساعة سيرًا على الأقدام مع أن مكان الدير ثابت ولكن عندما اختلف الطريق اختلف الزمن أيضًا. فطوبيا أخذ الطريق القصيرة بين راجيس وأحمتا حتى لو كان هذا الطريق في نظر البعض وعر ومحفوف بالمخاطر. ونلاحظ في رحلة عودة طوبيا عندما ترك زوجته سارة مع عبيدها وممتلكاتها وصل قبلها بسبعة أيام مع أنه نفس الطريق (طو 11: 18). وبهذا يسقط هذا الاعتراض أيضًا. |
|