رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طوبيت 7 - تفسير سفر طوبيا اللقاء براعوئيل وأسرته خطبة سارة زواج سارة لطوبيا الحواشي والمراجع اللقاء براعوئيل وأسرته: "ثم دخلا على راعوئيل فتلقاهما بالمسرة (طو 1:7) ". ما أجمل كلمة دخلا. فهى تفكرنا بإبراهيم أب الآباء، الذى وقف لديه ثلاثة رجال أمام خيمته (تك 18: 1، 2). وليس كلوط الذي ألح على الملاكين لكي يدخلا اليه، ويقضيا ليلتهما في منزله. ولا يناما في ساحة المدينة (تك 19:1 -3). فالعادة قديمًا، كان الغريب يقف في باب المدينة أو الساحة، لكي يستضيفه أحد من أهل المكان أو يقضى ليلته في الساحة إذا لم يستضيفه أحد. أما راعوئيل فمن كرمه وحسن إستضافته للغرباء أصبح مشهورًا لهم. فكانوا يذهبون إليه مباشرة، أما هو فكان يتلقاهم بالفرح والمسرة، وعندما دخل إليه طوبيا ورفيقه عزريا - الذي اختار المكان الذي يستريح إليه وفيه - فرح بهما راعوئيل واستقبلهما ببشاشته المعهودة. ونظر اليهما وقال لزوجته: "إن هذا الإنسان يشبه قريب ". فسألهما قائلًا: " من أين انتما أيها الاخوان الفتيان؟". فقالا له: "من سبط نفتالي من جلاء نينوى". وبدأ يتجاذبان أطراف الحديث حول بعض الموضوعات، ومنها هل يعرفان طوبيا الذي كان يحبه ويمتدحه جدًا؟! وهنا نجد أن راعوئيل يصف طوبيا بانه أخوه (طو 7: 4)، دلالة على شدة القرابة. نعم لقد كان قريبه وأخاه، حتى في فضيلة إضافة الغرباء والاهتمام بهم، ونلاحظ في مدحه له. يعلن عن أن له عينًا بسيطة لا ترى سوى الخير في الكل، ومع كل من يتعاون معه، فهو لم يحاول أن يربط بين عمى طوبيا وأى خطية يكون قد فعلها كما فعل أصدقاء أيوب معه. وأخيرًا علم بأن طوبيا هو أبو الفتى الجالس أمامه. ففرح به جدًا ومن شدة فرحه بكى هو وأسرته مقبلًا إياه (طو 7: 6). فهذا اللقاء يذكرنا بلقاء يعقوب ببيت خاله لابان أو بلقائه بعيسو أخيه. خطبة سارة: وفى أثناء الحديث حيث كانت تعد المائدة، إذ قد ذبح كبش للعشاء. قال طوبيا -الذي كان يعلم جيدًا الهدف من هذه الزيارة- لراعوئيل: "إنى لا آكل اليوم طعامًا ههنا ولا أشرب مالم تجيبنى إلى ما أنا سائله. وتعدنى أن تعطينى سارة ابنتك زوجة (طو 7: 10)". بهذا الخبر جاء على راعوئيل كالصاعقة - لأنه كان يعلم جيدًا كيف تقدم لابنته سبعة رجال ولحقهم جميعًا الموت في ليلة زفافهم الأولى، وقبل أن يعرفوها - فارتعد وخاف أن يصيبه ما أصاب الذين كانوا قبله. وهنا تظهر فضيله أخرى لدى راعوئيل بالإضافه لاستضافته للغرباء وعينه البسيطة وهي اهتمامه بالآخرين كاهتمامه بنفسه، وخوفه عليهم من أي ضرر، ولهذا لم يستطيع أن يقدم جوابًا لهم إلا عندما تدخل الملاك في الحديث. وشجعه على ذلك بقوله: "لا تخف أن تعطيها لهذا فإن ابنتك ينبغى أن تكون له زوجة، لأنه يخاف الله ولذلك لم يقدر غيره أن يأخذها (طو 7: 12)". ونجد أن الملاك أوضح لراعوئيل أن سارة أبنته ينبغى أن تكون زوجة لطوبيا. لأن الزوجة المتعقلة هي من عند الرب (أم 19: 14)، لأن كل عطية صالحة وكل موهبة تامة نازلة من فوق من عند أبى الأنوار(يع 1:17). لذلك نجد أن عبد إبراهيم يطلب من الله أن يعلن له عن المرأة التي عينها لإسحق ابن سيده بعلامة كرمها. ومحبتها لإضافة الغرباء، علاوة على كونها من عشيرة إبراهيم. ولما علم لابان وبتوئيل بذلك قالا له: "من عند الرب خرج الأمر لا نقدر أن نكلمك بشر أو خير، وهوذا رفقة قدامك خذها وأذهب ولتكن زوجة لابن سيدك كم تكلم الرب"، ومع كل ذلك أخذ رأى رفقة في موضوع زواجها. هل ترضى بهذا الزواج أم لا (تك 24: 50 - 58)، فالله لا يلغى حرية الإنسان وإرادته لذلك يقول الحكيم: "هو صنع الإنسان في البدء وتركه حرًا في اختياره" (سى 15: 14)" ولكن ليت إرادتنا وحريتنا تكون وفق مشيئة الله (مت 26: 39، 42). زواج سارة لطوبيا:- وبعدما أقنع الملاك راعوئيل بذلك. أعلن راعوئيل أمامهم أن هذه الزيجة من تحنن الله عليه، واستجابة لصلواته ودموعه. وفرح بالأكثر لأن هذه الزيجة ستكون حسّب الشريعة، وأعلن عن موافقته بزواج طوبيا من ابنته سارة. فأبتدأ بإتمام مراسيم العرس فأخذ بيمين سارة ابنته(1) وسلمها إلى يمين طوبيا. وهو يتلو البركة قائلا: "إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب يكون معكما ويقرنكما ويتمم بركته عليكم (طو 7: 15)". ونلاحظ في هذا الزواج لب ما يقوم به الكاهن في ليتروﭽية سر الزيجة من تسليم العروس للعريس، مع الدعاء إلى الله أن يحل بروح قدسه فيهما، ويوحد بينهما، ويباركهما. فكان أب الأسرة قديمًا يقوم بعمل بعض من مهام الكاهن في الوقت الحالى (أى 1: 5). لذلك نجد راعوئيل وهو يأخذ باليد اليمنى لابنته معطيًا إياها ليد طوبيا اليمنى. وبهذا الوضع تعلن سارة عن موافقتها بالزواج منه، ويعلن طوبيا عن مسئوليته تجاهها والاهتمام بها ورعايتها. ووضع أيديهما في أيدى بعض علامة على اتحادهما معًا. وأما اليد اليمنى لأنها تشير إلى القوة، وكأنهم يعلنان عن اتحادهما بقوة الله وفعل روحه القدوس فيهما لأنه هو الذي يجعل الأثنين واحدًا. (تك 2: 24). " ثم أخذا صحيفة وكتبا فيها عقد الزواج، وبعد ذلك أكلوا وباركوا الله (طو 7: 17) ". ونلاحظ انهم صلوا وباركوا الله في وقت الفرح كما في الشدة. فيا ليتنا لا ننسى أنفسنا ونجعل الله في افراحنا واحزاننا. وبعد ذلك دعى راعوئيل زوجته، وأوصاها أن تعد مخدعًا أخر للعروسين وذلك تحقيقًا لقول الله: "ولهذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته (تك 2: 24)". وعندما جهزت المخدع لهما، وأخذت سارة ابنتها التي بدأت تبكى. متذكرة شدة تجربتها التي ألمت بها مرارًا، فعندما رأتها أمها شجعتها قائله: "تشجعىِ يا بنية، ورب السماء يؤتيك فرحًا بدل الغم الذي قاسيته (طو 7: 20)". نعم أنه هو الله وحده الذي يستطيع أن يحول حزننا إلى فرح (يو 16 -20)، وبهذا التشجيع تذكرها بإيمانها ورجاؤها بالله. من خلال صلاتها التي قدمتها إليه قائلة فيها: " أنك لا تسر بهلاكنا، فتلقى السكينة بعد العاصفة، وبعد البكاء والنحيب تفيض التهلل (ط 3: 22)". وكأنها تعلن عن استجابة السماء لصلاتها. _____ (1) ولذلك نجد عامة الشعب عندما يتقدم لخطبة فتاة يقولون لولدها، نطلب يد ابنتك لابننا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طوبيت 12 - تفسير سفر طوبيا |
طوبيت 5 - تفسير سفر طوبيا |
طوبيت 4 - تفسير سفر طوبيا |
طوبيت 3 - تفسير سفر طوبيا |
طوبيت 2 - تفسير سفر طوبيا |