12 - 06 - 2014, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب نحو الهدف - الراهب القس بطرس البراموسي
هل أنت سمكة أم قطعة خشب؟! الراهب القس بطرس البراموسي * أنظروا السمكة الصغيرة جدًا التي تستطيع أن تقاوم التيار وتسبح ضده وتستمر في مسيرتها لان فيها حياة وفيها إرادة تحركها.. بينما نجد كتلة خشب ضخمة جدًا تجرفها المياة وتسير بها في التيار حيثما تشاء دون أي مقاومة لأن ليس بها حياة ولا إرادة ولا هدف.. فهل كل منا يفضل أن يكون سمكة.. أم قطعة من الخشب؟! * تعالوا بنا نرى موقف امرأة لوط.. لقد خرجت من أرض سادوم ولكن قلبها لم يزل فيها.. لم يكن خروجها من أرض الخطية والعار خروجًا حقيقيًا من القلب ولم يكن أيضا من أجل الله.. كانت يدها في يد الملاك الذي اقتادها إلى خارج المدينة.. المدينة التي احترقت مع أسرتها ولكن قلبها كان يحترق أيضا شوقًا إلى ما هو داخل المدينة.. عجيبة هذه المرأة لم تهلك داخل سادوم ولكنها هلكت وتحولت إلى عمود ملح بعد أن خرجت من هذه الأرض. كان موتها درسًا روحيًا في خطورة النظر إلى الوراء .. أي التراجع إلى الخلف بعد أن تكون قد بدأت حياة التوبة "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله" (لو 9: 62). * فالإنسان الذي له هدف حقيقي ثابت في الله لا ينظر مطلقًا إلى الوراء أثناء سيره وراء الله وهو مع الله.. يمسك في يمين الله وهو مطمئن جدا. |
||||
12 - 06 - 2014, 04:26 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب نحو الهدف - الراهب القس بطرس البراموسي
هل هدفك هو الله؟ * فإن كان هدفك هو الله فلا تكن ذو قلبين ولا تكن متمردًا على الله ولا على الآخرين.. فمشكلة يهوذا الاسخريوطى كانت هذه: كان يجلس مع السيد المسيح يسمع تعاليمه ويرى معجزاته ويجلس معه على مائدة واحدة يأكل معه من نفس الصحفة.. وفي نفس الوقت كان يتفق مع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب أن يسلم سيده لهم بثلاثين من الفضة أجرة العبد.. كان ثمن المسيح في نظر يهوذا هو ثمن عبد.. وليس حتى ثمن إنسان عادى.. لم يبعه كشخص عادى في المجتمع ولكن باعه كعبد.. كان يُقبل السيد المسيح ويقول له (السلام يا سيدى) وفي هذه القبلة يسلمه إليهم فقد عاش هذا المسكين بلا هدف.. فكانت حياته ثقيلة عليه وعلى جميع من حوله فهلك إلى الأبد بوقوعه في اليأس وشنقه لنفسه.. مسكين هذا الشخص الذي عاش بلا هدف روحى وأحب الظلمة أكثر من النور لأن أعمالة كانت شريرة.. فهلك هلاكًا سريعا إذا أحب المال أكثر من سيد المال.. أحب العالم أكثر من خالق العالم.. أحب الظلمة أكثر من نور العالم.. أحب ذاته بدلًا من أن يبذل ذاته عن معلمه. تعلم من حنانيا وسفيرة * تعالوا بنا نرى مثلًا آخر.. هو مثل حنانيا وسفيرة أرادا أن يجمعا بين هدفين معًا.. أن يحيا مثل الكل الذين كانوا يذهبون ويبيعون كل مقتنياتهم ويحضروا أثمانها ويضعونها تحت أقدام الرسل.. وأن يحتفظا ببعض المال لكي يحيا به.. أرادا أن يتمتعا بمديح الناس لهما أنهما أحضرا أموالًا للرسل وأيضًا يكون عندهما ثروة يتمتعان بها.. ولكنهما للأسف الشديد لم يدركا أن الله العالم بخبايا الأمور والسرائر كلها.. علم ما في قلبهما وتكلم على فم بطرس الرسول وقال "ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الله" (أع 5:9). * وسقطا الاثنان ميتين حنانيا ثم سفيرة وحُملا ودُفنا سريعًا ولم يكسبا المال ولا كسبا عضوية الكنيسة لم يكن لهما الهدف الروحي النقى الثابت الذي لا يعرج بين الفرقتين. تعلم من بيلاطس * موقف هذين هو موقف مشابه لموقف بيلاطس الذي أراد أن يجمع بين هدفين أراد إرضاء ضميره بأن يطلقه وإرضاء اليهود بأن يجلده ثم يطلقه حرًا.. ولما فشل في الجمع بين الهدفين، غسل يديه بالماء دون أن يغسل قلبه من الداخل من أفكاره الشريرة ولم يحكم حكمًا عادلًا.. بل أراد أن يموت الضمير بغسل يديه ظانًا بهذا الفعل أنه يكون بريئًا من دم السيد المسيح ولكن هيهات أن يتبرأ من دم المسيح. تعلم من الشاب الغني * لنرى أيضًا قصة الشاب الغنى، كان يريد أن يجمع الهدفين معًا أيضًا يريد أن يتبع المسيح وأن يحتفظ بكل ماله.. وجاء يسأل عن الحياة الأبدية وكيفية الوصول إليها فإنه في الظاهر صاحب هدف صالح وواضح يسعى إليه.. لكن قلبه كان يحب العالم الحاضر على الرغم من إنه قد حفظ الوصايا منذ صغره. " أيها المعلم الصالح.. ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية.. هذه كلها حفظتها منذ حداثتى.. اذهب وبع كل مالك وأعطه للفقراء وتعالى اتبعنى حاملًا الصليب.. فذهب حزينًا لأنه كان ذا أموال كثيرة.." (مت 19:16 – 22). * وإذ كشف له السيد المسيح الداء الذي به الذي ينبغى أن يعالجه ودعاه أن يكون صاحب هدف واحد (الملكوت والحياة الأبدية) ويتخلى عن الأخر (المال).. مضى حزينًا لأنه أحب المال والعالم أكثر من الله والملكوت والحياة الأبدية. عدم وضع أهداف أخرى سوى الله * وهذا ما سوف يحدث مع كل واحد يحاول أن يضع إلى جوار الله هدفًا أخر. * ومن الخطير جدًا أن كثيرين يقولون أن الله هو هدفهم.. وفي نفس الوقت يريدون أن يدخلوا من الباب الواسع.. ونحن نعلم أن هذا الباب الواسع لا يوصل إلى الله مطلقًا لأنه " بضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل ملكوت الله" (أع 14: 22)،فالذين يريدون أن يجعلوا الله هدفهم ينبغى عليهم أن يتألموا من أجله.. وأن يبذلوا ذواتهم من أجل المسيح عالمين جيدًا أن تعبهم ليس باطلًا في الرب لان الكتاب يقول " كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه" (1كو 8:2). * فهؤلاء قد استقروا على هدفهم الروحي بكل ثبات لا يغيرونه بسبب أي ضغوط أو إغراءات أو أي متغيرات تطرأ على حياتهم. * فهم اختاروا الله هدفًا لهم.. بغير ندم ولا تردد وبغير إعادة تفكير أو إعادة لمحاسبة النفس. * وأيضًا لم ينظروا لحظة إلى الوراء مثل امرأة لوط.. لم يعودوا يفحصون الأمر من جديد. * لم يقولوا ينبغى أن نعيد حساباتنا أو يساومون مع الشيطان فخط حياتهم واضح أمامهم لا يتغير.. فهم استقروا عليه منذ نعومة أظافرهم ولم يعد هذا الموضوع مجال نقاش وينطبق عليهم قول معلمنا بولس الرسول.. " إذًا يا إخوتى الأحباء. كونوا راسخين غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين. عالمين أن تعبكم ليس باطلًا في الرب" (1كو 15: 58). فهم لا يعيشون حياة صراع بين الخير والشر أو بين الله والعالم.. لا يعيشون وقتًا في النور ووقتًا في الظلام.. لم يكونوا في لحظة نور للعالم ولحظة أخرى ظلمة يتغير فيها كل من يمشى فيها.. هم دائمًا نور للعالم وملح للأرض. * إن الصراع هو علامة على عدم الاستقرار والتذبذب لكن هؤلاء الأشخاص الذين يضعون الله هدفًا أمام عيونهم كل حين فلهم خط واضح لا تردد فيه ولا انحراف عنه يمينًا أو يسارًا العالم وملذاته تتعارض مع محبة الله.. بل يصبح الله هو شهوتهم الوحيدة التي تملأ قلبهم تمامًا ولا يبقى فيه شيء لأحد أخر. * تعالوا بنا نرى القديسين الذين تابوا عن حياتهم السابقة التي أحبوها في الخطية مثل: القديس اوغسطينوس والأنبا موسى الأسود والقديسة مريم القبطية والقديسة بيلاجية هل أحد من هؤلاء عاد إلي الخطية بعد توبته.. لم يحدث مطلقًا بل وضعوا أمام عيونهم الله (هدفهم الوحيد) وساروا نحو الهدف وثبت هذا الهدف أمام عيونهم كل حين.. " جعلت الرب أمامى في كل حين لأنه عن يمينى فلا أتزعزع" (مز 16: 8). * إلهنا الصالح يعطينا أن نحيا له كل أيام حياتنا ولا يضيع هذا الهدف من أمام عيوننا لحظة واحدة وأن يكون هو هدفنا الأول والأخير ولا نحيا حسب العالم والجسد بل نحيا لله وللروح كل أيام حياتنا. |
||||
12 - 06 - 2014, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب نحو الهدف - الراهب القس بطرس البراموسي
الوعود الكثيرة * جيد للإنسان أن يبدأ طريقه وأهم شيء في البداية هو أن يبدأ الطريق بعلاقة طيبة مع الله فكثيرون حتى الآن لم يبدأوا.. يعيشون حياتهم حتى الآن في غربة عن الله.. فهم يعيشون حياة علمانية بحتة.. حياة جسدية بكل صورها فقد شغلتهم أمور العالم المادية والشهوات الجسدية والمسئوليات العالمية المتنوعة والكثيرة التي لا حصر لها.. التي إذا انشغل الإنسان بها وأعطاها إهتمامًا فوق حجمها بلعت منه الوقت وضاع وقته كله فيها دون أن يدرى.. فهى متاهة كبيرة لا يستطيع الشخص أن يخرج منها ما دام دخل إليها بكامل إرادته. - وهؤلاء الأشخاص للأسف لم يخطر على بالهم لحظة واحدة أن يهتموا بأبديتهم كما يهتموا بحياتهم الجسدية. * فإن جاء لهم الوقت ووقفوا وقفة قوية حاسمة مع ذاتهم وفكرهم وبدأوا في الإهتمام بأبديتهم (أقوم الأن) "أقوم وأذهب إلى أبى" (لو 18:15) تكون هذه نقطة تحول أساسية في حياتهم. |
||||
12 - 06 - 2014, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب نحو الهدف - الراهب القس بطرس البراموسي
أسباب البدء * تختلف أسباب البدء من شخص لأخر حسب حياته التي كان يحياها.. وحسب الجو المحيط به.. وحسب قوة إرادته.. 1. فربما أحد من هؤلاء الأشخاص يتأثر بعظة أو سماع جزء من الإنجيل كما حدث ذلك مع الأنبا أنطونيوس حينما سمع فصل إنجيل الشاب الغنى " أي صلاح أعمل لتكون لى الحياة الأبدية.. يعوزك شيء واحد. أذهب وبع كل ما لك وأعطِ الفقراء.. وتعال إتبعنى حاملًا الصليب.." (مر 18:10-21). - تأثر الأنبا أنطونيوس بهذا الفصل وشعر أن هذه الرسالة موجهة له شخصيًا وخرج من الكنيسة أخذًا القرار وذهب يبيع كل ممتلكاته ويوزعها على الفقراء واضعًا أخته الوحيدة في بيت للعذارى وذهب إلى البراري ليبحث كمن يبحث عن نفسه ليروى نفسه الظمآنة.. ليشبع من خبز الحياة وماء الحياة.. ليحيا حسب الروح وليس حسب الجسد بينما الشاب الغنى الذي كان يريد هذا الحديث مع السيد المسيح يقول الكتاب " ذهب حزينًا لأنه كان ذا أموال كثيرة.." (مت 19: 22). 2. وأخرون من هؤلاء الأشخاص الذين يبدأون قد يتأثرون بعظة (فى جنازة مثلًا) أو في إحدى الاجتماعات.. فتدخل كلمات العظة إلى قلبه لكي تحرك سكون القلب وتشعل في القلب لهيب حب الله ويشعر أنه بعيد عن الله ويجب التقرب إليه فيبدأ حياة التوبة.. 3. شخص أخر يرى أمامه قدوة صالحة (يرى شخصًا مثاليًا ذا حياة روحية عميقة).. له علاقة طيبة مع الله يحيا حسب الروح وليس حسب الجسد فيتأثر به.. ويقول في داخله ولماذا لا أبقى مثل هذا الشخص هل هو يتميز عنى بشيء.. ليس ميزة بيننا إلا أن هذا الشخص يحيا حسب الروح وأنا أحيا حسب الجسد.. فيبدأ يتشبه به رويدًا رويدًا إلى أن يكون هذا الشخص القدوة مثلًا أعلى له يحتذى به هذا الشخص المبتدأ. 4. شخصًا أخر تحدث له حادثة ويكون فيها قريبًا إلى الموت لكن الله يعطيه فرصة أخرى للحياة.. فينظر هذا الإنسان إلى حياته التي كانت سوف تنتهى في هذه الحادثة.. لولا أن الله أعطاه فرصة أخرى.. فيبدأ يحيا بجدية ولا ينظر إلى الوراء. 5. شخص أخر يؤثر فيه تأثيرا كبيرا موت أحد أحبائه أو أقاربه.. شخص يعتز به ويحترمه ويوقره وتربطه رابطة محبة كبيرة.. فينظر أنه في لحظة فرق الموت بينهما.. الأن فرق بينهم جسديا ومن يعلم إذا كان الموت سوف يفرق بينهم روحيا إلى الأبد أيضا أم لا،فكل احد سوف يكون في المكان الذي أعد له حسب أعماله إن كانت خيرا وإن كانت شرا.. فينظر الإنسان إلى هذا الموقف ويقول إذا كان الموت قريبًا على الأبواب وفي أي لحظة سوف ينتقل الإنسان بدون سابق إنذار.. فيجب أن أقوم من سقطتى وأن أقف وأرجع إلى بيت أبى وأقول له " يا أبى، أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد أن أدعى لك ابنا. اجعلني كأحد أجراك" (لو 18:15-19). ويبدأ هذا الإنسان حياة جديدة مع المسيح هدفه الأساسى فيها هو الله وحده وليس سواه. 6. قد يفكر شخص أخر في البدأ عندما يجلس مرة مع نفسه في إحدى المناسبات مثل رأس السنة (بداية سنة جديدة).. فيقف وقفة جادة مع نفسه ويقول لماذا هذا الإتلاف.. لماذا هذه السنين الماضية التي أكلها الجراد.. لماذا أترك نفسى سنة وراء سنة.. وتمر السنون وانا كما انا.. لا جديد.. أعيش حياة عالمية جسدية فقط.. لم أثمر حتى الأن.. لم أروى روحى بماء الحياة.. لم أشبع روحي كما أشبع جسدى.. لم أغذِ روحى كما أغذى جسدى ينظر إلى نفسه ويقول لماذا أنا أحيا بدون هدف.. لماذا أعيش كما يعيش الملايين.. يحيون بالجسد وليس بالروح وعندما يصل إلى هذه يقول "هذه الآن ساعة لنستيقظ" (رو 13: 11) ويقف منتصبًا على رجليه أخذًا بيده أسلحة الروح لكي يدخل ساحة الجهاد مع النفس والجسد. - يحارب لكي يغلب ويأخذ الجعالة.. وبذلك يبدأ حياة روحية سليمة قوية ويكون هدفه الأساسي والوحيد هو الوصول إلى الله.. * ويجب أن نعلم جميعا أن البدء قد يحدث بإفتقاد من عمل النعمة.. لان من الممكن أن يكون الإنسان يحيا هذه الحياة في حماس شديد وحرارة روحية ويكون عنده عزم وتصميم أن يعيش حسب الروح وليس حسب الجسد ويستمر في هذا الشعور أيامًا وشهورًا وقد يكون سنينًا ثم يحدث له حالة من الفتور الروحي ويرجع إلى الوراء ويبدأ في البرودة وتبرد محبته الأولى "رؤ 2:4" ويرجع إلى الوراء.. وينظر للخلف كما فعلت امرأة لوط. أهم ما في هذه الحياة الاستمرارية.. |
||||
12 - 06 - 2014, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب نحو الهدف - الراهب القس بطرس البراموسي
الذات وأول هدف زائف يقدمه الشيطانللإنسان هو الذات: * تدخل قليلًا قليلًا بهدوء إلى جوار الله في القلب ثم تنمو وتكبر وتتدرج إلى أن تملك القلب كله وتبقى وحدها فيه وفي هذه اللحظة يخرج الله من القلب إذ لا يستطيع أن يوجد في قلب يحيا لنفسه.. يحيا لذاته.. يعيش بكبرياء وأنانية.. لا يترك مكان لله فيقول الله نخرج من هذا القلب.. لأن الذات ملكت على هذا القلب.. "يقاوم الله المستكبرين.." (يع 4: 6). * هذا الإنسان الذي يحيا لذاته يكون تفكيره الأول والأخير كيف يبنى ويسمن ذاته ويسعى بكل جهده أن يجعل ذاته موضع رضي الكل ومديحهم فينشغل بذاته بحيث يهمل كل شيء في سبيلها حتى يصل به الأمر إلى أن يهمل علاقته بالله.. فتصير الذات صنمًا يعبده الإنسان وتصير ذاته هى محور ومركز كل تفكيره. * فإذا إهتم هذا الإنسان بذاته لا يكون إهتمامه روحيًا،إذ كان يجب أن يصل إلى أن يبذل ذاته من أجل الأخرين ويحيا حياة المحبة البازلة المضحية من أجل الأخر "هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16). |
||||
12 - 06 - 2014, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب نحو الهدف - الراهب القس بطرس البراموسي
أهم شيء أن تبدأ وتستمر * نجد كثيرًا من الناس يعترفون ويتناولون. وفي يوم التناول يكونون في حالة روحية عالية جدًا وقد بدأوا حياة توبة من جديد يشعرون بقيمتها ويتمتعون بحلاوتها وهم في قمة القوة والحماس ولكنهم للأسف الشديد لا يستمرون كثيرًا بل تمر بهم الأيام وإذا نجدهم قد رجعوا إلى حياتهم القديمة التي كانوا عليها قبل أن يدخلوا في حياة التوبة. * فالمشكلة إذًا هى مشكلة الاستمرار في حياة التوبة وليست البدء في حياة التوبة.. المهم الاستمرارية لأن الاستمرارية تعنى الجهاد والمثابرة واحتمال الآلام من أجل الرب. * قد يبدأ شخص تدريبًا روحيًا مثلًا الإقلال من الكلام الغير مفيد أو ما يسميه البعض الصمت ويقول سوف أدرب نفسي على الصمت حتى أتفادى أخطاء اللسان.. والعلاج هنا ليس الصمت في حد ذاته لان من الممكن أن يصمت اللسان ولكن العقل والذهن لا يصمت ويصمت هذا الإنسان يومًا أو بضع ساعات أو يومين أو أي وقت من الزمن ولا يخطئ فعلًا بلسانه ولكن لا يمكن أن يستمر في التدريب وسرعان ما يرجع إلى أخطاء اللسان أكثر وأكثر ويكون في حالة أكثر من الأول لانه أخذ هذا التدريب بنوع من الحرمان وليس الإقتناع الداخلى.. منع لسانه دون أن يمنع فكره وحواسه.. منع اللسان دون أن يمنع القلب.. لم تكن عنده الإرادة القوية التي يقول بها " أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوينى" (فى 4: 13) وأُحب هنا أن أذكره بقول أحد القديسين الذي يقول (سكت لسانك ليتكلم قلبك وسكت قلبك ليتكلم الله). * من الجميل أن تكون هناك بداية قوية وطيبة ولكن الأهم والأجمل أن تستمر هذه البداية. * والمثال على ذلك معلمنا بطرس الرسول كان في وقت من الأوقات يشتعل حماسًا وغيرة لأجل الرب،فعندما سأل السيد المسيح تلاميذه من يقول الناس أنى أنا.. أجاب بطرس وقال " أنت هو المسيح ابن الله الحى.. فقال له طوباك يا بطرس لأن ليس لحمًا ودمًا أعلن لك لكن أبى الذي في السموات.." (مت 16: 16- 17) وعندما دخل السيد المسيح في موكب آلامه قال بطرس للسيد المسيح " وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك.. ولو اضطررت أن أموت معك لا أتركك" (مت 26:29 – 31). * كلام جميل جدًا يبين ويعبر عن عمق المحبة والرابطة بينه وبين السيد المسيح وفعلًا سار مع السيد المسيح حتى بستان جثسيماني وهناك في البستان تحمس وأخرج سيفا وقطع به أذن العبد (مت 26: 51) ولكن هذا الحماس سرعان ما أضمحل ولم يستمر كثيرًا وفي نفس الليلة ينكر بطرس المتحمس هذا سيده أمام جارية بل أنكره ثلاث مرات بل سب ولعن وقال " لا أعرف الرجل" (مت 26: 74). * مثل أخر كل من يتعهد أي عهود أمام الله. - أثناء نذره للرب ينذر بكل عاطفة ويكون مستعدًا إستعدادًا تامًا لإيفاء هذا النذر وإذا حذره أحد الأشخاص أن ينذر في المعقول أو ما تملكه يده.. يقول أنا إن شاء الله سوف أوفى وإذًا ذكره أحد أحبائه بالآية التي تقول " أن لا تنذر خير من أن تنذر ولا تفى" (جا 5: 5) يقول سوف أوفى أن شاء الله كل شيء.. ويكون بكامل الثقة واليقين والاستعداد ولكن لا يلبث أن يرجع عن نذره وعن فكرته أو يتأخر في إيفاء النذر ويختلق أعذارًا ويوجد أسبابًا قد تكون غير حقيقية وغير واقعية ولكن يختلقها لكي يهرب من إيفاء النذر دون أن يدرى بأنه لابد أن يفى وتكون العقوبة هى دين في رقبته حتى الممات إذا لم يوفِ. |
||||
12 - 06 - 2014, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب نحو الهدف - الراهب القس بطرس البراموسي
لا تكن كثير الوعود - على نفس النمط الإنسان الذي يتعهد أمام الله بعهود كثيرة وبالذات عند بداية الحياة الروحية يكون متحمسًا لكل ما هو روحي ونبدأ فى الوعود ونبدأ مع الله.. ونعيش لله كل الأيام.. أنا سوف أحيا حياة البتولية طول العمر.. ونبدأ نقول أقدم لك كل ما أملك أنا سأنذر البتولية والعفة.. أنا سوف أترهب لأحيا لك وحدك طول العمر.. أنا.. أنا.. أنا.. ولكن سرعان ما تتبخر هذه الوعود مثل الماء الذي يتحول إلى بخار ثم بعد ذلك لا نرى إلا البخار أمامنا. - هذا الحماس الذي بدأ به هذا الشخص سرعان ما إضمحل وتلاشى.. ويرجع الإنسان إلى حياته الأولى التي كان يحياها - فكان بالأولى أن يقدم هذا الشخص النذور كرغبات إلى الله أو تكون صلاة لله يطلب منه المعونة أن يساعده فيها لكي يتممها.. يضعها أمام الرب كرغبات لقلبه ويسلم قلبه لله ويترك حياته في يد الله. * كذلك في الخدمة داخل الكنيسة نجد اُناسًا كثيرين قد بدأوا بقوة ونشاط وحرارة ولكن للأسف لم يستمروا.. كانوا شعلة من النار وكتلة من النشاط.. ولكن سرعان ما إنشغلوا بهموم العالم وطلع الشوك وخنق الزرع المزروع وتركوا خدمتهم.. * يكونون أسماء لامعة في الخدمة وبعد حين لا نجدهم نفسهم ولا نجد وجود لهم على الإطلاق.. فقد جرفهم العالم بمشاغله وإغراءاته وأصبح المال والجاه والوظيفة والمركز والمستوى الاجتماعى يشغل ذهنهم حاليًا وينشغلون بتكوين وتأمين مستقبلهم. - ولذلك يقول لنا معلمنا بولس الرسول " كونوا راسخين.. غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلا في الرب" (1كو 15: 58). * فكم من إناس قدموا توبة بدموع وحرارة وحرقة قلب وأيضًا قد تكون بعهود ونذور كما قلنا وكانت بدايتهم قوية وبعلاقة طيبة جدا مع الله ولكنها لم تستمر.. بل عادوا إلى الوراء.. عادوا مرة أخرى إلى خطاياهم ومن الممكن أن يكون للأسف للأسوأ.. ونسوا كل مشاعرهم الأولى،وهذا مالا نجده في حياة الآباء القديسين الذين قدموا توبة بغير رجوع.. فالقديس أغسطينوس عندما رجع وتاب وجاءت المرأة التي كان يحيا معها من قبل تقرع الباب وتقول له افتح يا أغسطينوس أنا المرأة عشيقتك، قال لها.. أغسطينوس الذي كنت تعرفينه مات.. هوذا الآن أغسطينوس جديد لا يعرف طريقًا للخطية.. وبدأ وأستمر لذلك لقب القديس أغسطينوس. * أهم ما في الموضوع أننا عندما نبدأ نستمر في حياة التوبة. * أخطر شيء هو أن أبدأ ثم أتراجع بعد ذلك للطريق الأول.. ربنا يعطينا حرارة التوبة المستمرة.. وليكن اسم الرب ممجدًا في كنيسته المقدسة من الآن وإلى الأبد أمين. |
||||
12 - 06 - 2014, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب نحو الهدف - الراهب القس بطرس البراموسي
أقوم الآن * كثير منا تسيطر عليه بعض العادات الخاطئة والسلوكيات الغير مرغوبة ويصل إلى مرحلة أن لايستطيع أن يتخلى أو يبطل هذه السلوكيات مع أنه غير راضى عنها.. أو على الأقل يشعر أنها لا تليق به ويجب الإقلاع عنها.. ومع ذلك قد لا يجد الإرادة القوية التي من خلالها يستطيع أن يقلع عن هذه العادات. * إنسان مثلا دائم " الغضب والنرفزة " يثور دائمًا على من أمامه ويعلو صوته بطريقة تستدعي ذلك وقد لا تستدعى.. دائم العصبية وفي عصبيته ونرفزته هذه المستمرة يسئ إلى غيره ويفقده أعصابه وبإساءته للآخرين يخسر بعضهم.. لأن ليس من المتوقع أن الكل يحتمل هذا السلوك أو يبادلونه هذه التصرفات باللين والجواب اللطيف. - فمنهم من يرد هذه الإساءة بإساءة أخرى فيما يرون أنها مستمرة وبدون داعى والبعض يحتمل (الناس درجات متفاوتة في قدرة احتمالها للأخر..). - وفي هذه العصبية والنرفزة قد يقول هذا الشخص لنفسه وهو نادم على ما فرط منه (لابد أن أدرب نفسى على ترك الغضب) ويكون من داخله شاعر أنه بعصبيته هذه يسئ للآخرين ويهينهم لذلك يقرر أن لابد من الإقلاع عن هذه العادات الرديئة والتصرفات الغير لائقة تجاه الآخرين ويبدأ هذا الشخص التدريب على الإقلاع عن هذا السلوك المُسئ للأخرين ولكنه للأسف لا يستمر وذلك (لأنه ليس له أصل) مثل الزرع الذي نبت على الأرض الصخرية سرعان ما ينمو ثم يموت بعد ذلك،يبدأ هذا الشخص بعد أخذه القرار وسرعان ما يهبط ويخور وتضعف عزيمته وإرادته ويرجع لما كان عليه من قبل. - إذا سلك الإنسان هذا السلوك فكيف يتخلص من الغضب؟ - كيف يصلح نفسه من الداخل..؟ - كيف يقوم نفسه..؟ |
||||
12 - 06 - 2014, 04:37 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب نحو الهدف - الراهب القس بطرس البراموسي
متى تقول "أقوم الآن" - متى يقول (أقوم الآن..) ويقدم توبة نقية قوية ويصلح هذا السلوك الخاطئ الذي يوقعه في عدة خطايا (اللسان – الفكر – الحواس).. لأن " غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 1: 20). عليه أن يبحث عن جذور هذه الخطية في داخله ويعالجها * فقد يكون السبب الأساسي لهذا الغضب هو وجود كبرياء داخل الإنسان ولا يعرف الإنسان ذلك لأنه لا يفحص نفسه. * هذا الكبرياء الذي يكمن داخل الإنسان لا يحتمل كلمة معارضة من الآخرين أو كلمة توجيه أو نقد يشعر الإنسان أنه أحسن من الكل وأفضل من الكل. * وإذا دخل هذا الشعور للإنسان فكيف يجرؤ أي مخلوق على وجه الأرض أن يوجه له أي ملاحظة.. تدخل الذات داخل قلب ومشاعر الإنسان وتسيطر عليه وتجلس متربعة على عرشها (قلب الإنسان) وتنمو وتقوى إلى أن تصبح هذه المشاعر المركز الوحيد داخل الإنسان يدور حولها وهى التي تحركه في كل موقف.. وتحرك مشاعره وتصرفاته وردوده مع الآخرين. * يصبح إنسانًا حاد السلوك مع الآخرين في كل المواقف.. رد فعله أمام أي موقف لازم يكون لصالحه وهو الذي يحكم فيها.. ويسيطر على الموقف ولا يهتم أو ينظر إلى الأخر.. لا يحترم مشاعر الآخرين.. لا يبالى بمن قد يجرحهم بردوده الحادة أو أسلوبه المستفز (لا يهتم بالطرف الأخر).. المهم أنا فقط. * وربما يكون السبب هو حب هذا الشخص للمديح والكرامة فيريد كل من يتقابل معه يمدحه ويوقره ويقدم له كل إكرام.. يريد الكل تحته.. هو فقط فوق والكل أسفل. * أو قد تكون رغبته في تنفيذ رأيه أيًا كانت أراء الآخرين صائبة أم خاطئة المهم رأيه هو يؤخذ به وينفذ دون مناقشة أو مراجعة أو تعديل.. ويسعى هذا الشخص إلى تنفيذ رغباته الشخصية دون التفكير فيها أو السماع لأي شخص أن يفكر فيها ويقول رأيي.. فهو دائما يعتبر رأى الآخرين ضد رأيه.. أو على الأقل أي رأى مخالف له فهو ضده ويأخذ الموقف العدواني من الأخر.. لماذا يعارض رأى.. لماذا يعدل على أفكاري وتصرفاتي.. أنا تصرفاتي وأفعالي وقراراتي هى الصحيحة الصائبة (من هذا أو ما هو مستواه الفكري أو الاجتماعي الذي يعدل علىّ أو يلغى رأيي..؟!!) * وقد يكون السبب الرئيسي أو الأساسي داخل هذا الشخص الذي يسبب له الغضب المستمر هو كراهيته لإنسان ما أصبح لا يحتمل منه أي كلمة.. وصلت العلاقة بينهم إلى طريق مسدود.. نحن دائما نختلف في الرأي. * يحدث هذا مثلًا بين الأزواج (في بعض الحالات الاستثنائية) قد يختلف الزوج مع الزوجة ويفقدان لغة الحوار بينهما.. لمجرد اختلاف في وجهات النظر في النقاط المهمة في الحياة الزوجية ويكون أحدهما من النوعيات التي تعتز برأيها ولا تسمح لأي شخص آخر أن يعدل عليه أو يلغى رأيه. * ومن هنا يبدأ الخلاف المستمر.. كل طرف لا يحتمل رأى الطرف الآخر.. الشخص المعتز برأيه يريد أن الآخر يسمع له باستمرار وبدون مناقشة.. بل ينفذ كل ما يقوله له بالحرف الواحد دون تردد أو تراخى أو تعديل.. وإذا لم يحدث ذلك نجد رد الفعل عنيفًا جدًا ضد الطرف الآخر،على شريك حياته الذي وقف منذ أيام أو شهور أو سنوات (هو وهى) أمام مذبح رب الصباؤوت ليُعلن للكل اقتران هذا الإنسان بهذه الإنسانة ليصبحا " ليس بعد اثنان بل جسدًا واحدًا" (مت 16: 6) وبمرور الأيام والشهور والسنين نجد الاثنين الذين اقترنا في سر الزيجة ببعضهما البعض يفترقان عن بعضهما البعض بسبب ديكتاتوريه أحد الأطراف وتمسكه برأيه.. بل ترتب على ذلك حالة غضب مستمر من الطرف الآخر.. تؤدى إلى الكراهية.. ويصبح الشخص لا يحتمل كلمة واحدة ولا حرف واحد من الطرف الأخر.. فعندما يراه أو يسمعه تموج بنفسه ومشاعره حالة من الغضب والثورة العصبية الداخلية والخارجية ولا يستطيع أن يتحكم في أعصابه.. ويؤدى ذلك إلى التلفظ ببعض الألفاظ الغير لائقة في لحظة غضبه.. وهذا أمر متوقع أن يحدث بسهولة من الإنسان الغاضب.. فأثناء غضبه لا يستطيع أن يلجم لسانه ويتحكم في ألفاظه.. بل يتلفظ بما يمليه عليه فكره دون تفكير في ذلك أو أي مراعاة لمشاعر الطرف الأخر.. ويصل الإنسان إلى طريق مسدود ويقول لست اعرف ماذا افعل.. أنا أصبحت عصبيًا جدًا.. ولست أستطيع أن أحتمل كلمة من فلان.. أنا بأغضب وبأتنرفز بمجرد أن أرى وجه فلان أمامى.. حتى ولو لم ينطق بحرف واحد. * في هذه الحالة ومثيلها يجب البحث عن الأسباب الداخلية التي تؤدى بالشخص إلى هذا السلوك الغير لائق.. لا يجب أن نتهم الطرف الأخر بالخطأ المستمر ونقول هو أسلوبه استفزازى.. هو بيعمل بعض التصرفات التي لا أحتملها.. هو.. هو.. * طيب وماذا فىّ أنا من الداخل؟.. هل فحصت نفسى لأكتشف عيوبى..؟ |
||||
12 - 06 - 2014, 04:37 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب نحو الهدف - الراهب القس بطرس البراموسي
عليك بالإصلاح الداخلي * إذن فعلينا بإصلاح الأسباب التي تؤدى إلى ذلك وليس مجرد إصلاح الأعراض الخارجية. - أكبر مثل على ذلك لو فرض أن مريضًا إرتفعت درجة حرارته وأصبحت تؤذى أعضاء جسمه أو تهدد حياته.. هل من المعقول أن نعالج ارتفاع درجة الحرارة هذه بوضع كمادات ثلج لكي تشعر أن درجة حرارة جسمه قد انخفضت أو نعطيه مثلا قرص أسبرين ونكتفى بذلك؟.. بأن تنخفض درجة حرارته الآن.. ثم بعد ذلك ماذا يحدث.. سوف ترتفع درجة الحرارة مرة أخرى بمجرد انتهاء تأثير أو فاعلية قطعة الثلج أو قرص الأسبرين. - ولكن يجب البحث عن السبب الذي أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة هذه.. ما هو المسبب لذلك؟ ربما يكون حدث إلتهاب في اللوز أو تكون بؤرة صديدية في الفم أو أحد الأعضاء بسبب تلوث الجسم بأى ميكروب أو حدث حمى في جسم الإنسان.. هذه المسببات تحتاج إلى علاج الجسم كله من الداخل وليس إعطاء مسكن أو علاج خارجى مثل قطعة الثلج لخفض درجة الحرارة فإذا تعاملنا مع الميكروب الداخل بهذه الطريقة فسوف يعاود الهجوم على الجسم مرات أخرى أشرس من الأولى بل يؤدى إلى بعض الأمراض الأخرى التي يتسبب في ظهورها. * هكذا يجب علينا إصلاح نفوسنا من الداخل وليس مجرد إصلاح من الخارج..إصلاح للشكليات والمظاهر. * قد ينمو الإنسان في سلوكه الخارجي أمام الناس وليس كل الناس بل بعضهم.. ويتظاهر بمظهر اللطيف.. المحب.. الطويل البال.. ولكن على العكس تمامًا يكون مع الآخرين. * هذا الإنسان إذ يخدع أحد بمظهره وأسلوبه اللطيف لا يخدع أحدًا بل يخدع نفسه.. لان المرض سوف يظل موجودًا بداخله.. بل ينمو وينتشر الميكروب إلى أن يسيطر على الجسم كله ويصل لمرحلة أن الطب يعجز عن العلاج ويقول الأمر خرج خارج ايدينا.. هذا ما يحدث مع الشخص المخادع الذي يظهر من الخارج بصورة ومن الداخل يكمن المرض.. تكمن الخطية.. يكمن السلوك الغير مطلوب ولا مرغوب. * بل عندما نريد أن نصلح من سلوكنا أو بعض تصرفاتنا إنما نصلح القلب من الداخل.. لابد أن أفحص داخلى.. لابد أن أعمل الفحوصات اللازمة الكافية لاكتشاف المرض لا اتهاون في ذلك.. لان التهاون يولد بعض الأمراض الأخرى التي تظهر متعاقبة. * عندما تريد الإصلاح يجب أن نصلح الأسباب الحقيقية التي تنبع منها الخطية،وحينئذ يأتى العلاج بالنتيجة المرجوة تأتى التوبة بأثمارها التي كلا منا يشتهى أن يذوق حلاوتها ويتمتع بها. * وعندما نكتشف أخطاءنا الداخلية ونسعى في إصلاحها حينئذ تستمر التوبة وتستمر كل الممارسات الروحية التي نبدأ فيها.. نبدأ ونستمر.. وليس العكس لأن طريقة العلاج سوف تكون طريقة سليمة تأتى بالنتيجة الفعالة المرجوة هذا ما قاله الرب لملاك كنيسة أفسس " أذكر من أين سقطت وتب" (رؤ2: 5). * لابد من وضع يدنا على السبب الداخلى.. ليس على المظهر الخارجى. |
||||
|