رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرسالة الثانية إلى أحبائي في ربنا: تحية متى أحب احد الرب من كل قلبه ومن كل نفسه ومن كل قدرته، سوف يقتنى حزناً، والحزن يلد الدموع والدموع (تلد) الفرح، والفرح (يلد) قوة وفي هذا كله ستثمر النفس، وعندما يرى الرب أن ثمرتها حسنة هكذا، سيقبلها كرائحة حلوة، وفي هذه الأمور جميعها، سيفرح بهذه النفس مع ملائكته، وسيعين لها حارساً، الذي هو قوة تشمل النفس، يهرب ويخشى أن يقترب من هذا الإنسان، ويخاف من القوة التي تشمله. لذلك يا أحبائي في ربنا، إذ اعرف أنكم -انتم الذين تحبهم نفسي- محبون لله، اقتنوا في أنفسكم هذه القوة، كي يهابكم إبليس وكي تكونوا مجتهدين في سائر أعمالكم. وهكذا سوف تهبكم حلاوة (تعزية) الله أعظم قوة ممكنة، لان الحلاوة الإلهية هي "أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقَطْرِ الشِّهَادِ" (مز19: 10)،وقليلون فقط من الرهبان والعذارى، هنا وهناك، عرفوا (وذاقوا) هذه الحلاوة الإلهية، لأنهم لم يقتنوا القوة الإلهية، إذ لم يكونوا يرعون أو يهتمون بهذه القوة ولذلك لم يعطيها الله لهم، لأنه يهبها لهؤلاء الذين يهتمون، فهو لا يأخذ بالوجوه، لكن يعطيها لهؤلاء الذين يرعونها في كل جيل. لذا يا أحبائي، أنا أعرف أنكم محبون لله، وأنكم طالما قد قدمتم إلى هذا العمل، فقد أحببتم الله بكل قلبكم، لذلك أحببتكم أنا أيضاً بكل قلبي، ولأن قلوبكم مستقيمة، تستطيعون أن تقتنوا لأنفسكم هذه القوة الإلهية، كي تقضوا كل زمانكم في حرية وفرح، وكي يكون كل عمل من أعمال الله سهلاً لكم، لأن هذه هي القوة التي يهبها (الله) للإنسان هنا، وهي أيضاً التي ترشد الإنسان إلى تلك الراحة، حتى يعبر كل "سُلْطَانِ الْهَوَاءِ"(أف2:2). لأن هناك قوى تعمل في الهواء وتعيق الإنسان وتمنعه من القدوم إلى الله، لذلك فلنصل إلى الله كي لا يمنعوننا من الصعود إليه، إذ طالما أن الأبرار تسندهم القوة الإلهية، لن يستطيع أحد أن يعيقهم. وعمل هذه القوة الإلهية، متى سكنت في إنسان، هو أنه يزدرى بكل خزي وبكل مجد من الناس، ويبغض كل احتياجات هذا العالم، ويزهد في كل راحات الجسد، وينقى قلبه من كل فكر دنس ومن كل حكمة فارغة عالمية، ويتضرع بصوم ودموع ليلاً ونهاراً. والله الصالح لن يتأخر عن أن يعطيكم إياها (أي القوة الإلهية) وعندما تقتنوها، سوف تقضون كل زمان حياتكم في راحة وتحرر من كل هم، وستجدون دالة عظيمة أمام الله الذي سوف يهبها لكم. هناك أمور أخرى كثيرة أود أن أكتبها لكم، لكن كتبت هذه الأمور القليلة من أجل المحبة العظيمة التي لكم عندي. سلام في قلبكم في ربنا. في كل عمل محبة من أجل الله. |
|