اسبوع الالام وصلوات البصخة المقدسة
ترتيب ما يقال في أسبوع الآلام :-
فرضت قوانين الرسل على كل مسيحي قراءة العهدين القديم والجديد في أسبوع الآلام وعلى هذا النظام سارت الكنيسة منذ عهدها الأول حتى زمن الأنبا غبريال الثاني السابع والسبعون من باباوات الإسكندرية عام 1258 م. رأى صعوبة ذلك على أفراد الشعب، فجمع عدد كبيرًا من آباء الكنيسة وعلمائها، ووضع نظامًا لقراءات هذا الأسبوع عبارة عن فصول النبوات والأناجيل المتضمنة ألام السيد المسيح. وجعل لكل ساعة قراءات معينة ورتبها طبقًا لسير الحوادث في الأسبوع الأخير من حياة المخلص على الأرض،وجمع كل ذلك في الكتاب المعروف باسم (الدلال) أو (كتاب البصخة)
وكلمة دلال مأخوذة من الفعل "دل" أي ارشد إلى شيء والدلال هو الكتاب الطقسى الذي يرشد إلى أسلوب تكميل الخدمة الطقسية للمناسبة ولدينا في الكنيسة القبطية دلال أسبوع الآلام ودلال اللقان والسجدة. وسارت الكنيسة على هذا الترتيب إلى أيام الأنبا بطرس أسقف البهنسا الذي رأى أن بعض الساعات في كتاب البصخة رتبت بها قراءات أكثر من غيرها، فتلافى ذلك بأن جعل الساعات متوازية في القراءات،ورتب لكل يوم عظتين كما هو مدون في كتاب البصخة المستعمل الآن. وتوضع الستور السوداء على المنجليا وتوشح الكنيسة كلها بالأغطية السوداء إشارة إلى حزن الكنيسة كمشاركة للمسيح في ألامه، وتكون الصلوات في الخورس الثاني خارج الإسكينى وهذا يذكرنا بآلام الرب وصلبه على جبل الأقرانيون خارج أورشليم،وهذا يذكرنا بذبيحة الخطية في العهد القديم والتي كانت تحرق خارج المحلة لئلا تنجسها (خر 14:29، لا 11,12)
وهذا يذكرنا بخطيئتنا التي أخرجتنا خارج الفردوس لكي نتوب عنها لكي نعود مرة أخرى بواسطة الخلاص الذي يتم على عود الصليب.
سواعى البصخة :-
كلمة بصخة في كل اللغات تعنى العبور (تذكار لحادثة عبور الملاك المهلك <خر 12:23>)
تم تقسيم اليوم إلى خمس سواعى نهارية وخمس ليلية
الخمس النهارية تحتوى على (باكر – ثالثة – سادسة- تاسعة – حادية عشر)
الخمس الليلية تحتوى على (أولى – ثالثة – سادسة – تاسعة – حادية عشر)
(أما في يوم الجمعة العظيمة فتصلى الكنيسة صلاة سادسة وهي صلاة الساعة الثانية عشر)
وترتيب كل ساعة من سواعى البصخة هو كالأتي :-
* النبوات : وتقرا قبطيًا وتفسر عربيًا وتقرأ النبوات قبل الإنجيل إشارة إلى إن العهد القديم كان توطئة للجديد وإظهار لنبوات الأنبياء عن السيد المسيح.
* العظة: وهي تكون في السواعى النهارية فقط وتكون لقديسين عظماء في الكنيسة مثل( البابا أثناسيوس الرسولي والأنبا شنودة رئيس المتوحدين......) ويكون لها لحن رائع يسمى لحن مقدمة وختام العظة وهو لحن (اوكاتى كاسيس).
* تسبحة (لك القوة والمجد.... ثوك تا تى جوم.....) وهي تسبحة تقال 12 مرة في كل ساعة من سواعى البصخة وهي تقال بدل مزامير الساعة وذلك لأن المزامير مملؤة بالنبوات عن حياة يسوع من بدء تجسده إلى صعوده وبما إننا نصنع تذكار آلامه فحسب، فقد اختير منها ما يلائم ذلك، وهذه الصلاة وردت عدة مرات في الكتاب المقدس.. منها ما ورد في سفر الرؤيا عن الأربعة والعشرين شيخا أنهم يضعون أكاليلهم أمام العرش قائلين "أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة و القدرة" (رؤ 4 : 11). وقد جاء في التقليد أن الرب يسوع عندما كان يصلى ببكاء و عرق في بستان جثيمانى "و ظهر له ملاك يقويه" (لو 22 : 43). وتختم هذه التسبحة كل مرة بالصلاة الربانية.
* المزمور: يرتل المزمور باللحن الأدريبى وهي طريقة حزينة مناسبة لحالة الحزن التي تعيشها الكنيسة
* الإنجيل : قبطيًا ثم يفسر عربيًا ويلحن بلحن الحزن
* الطرح : وبعد الإنجيل يقرأ الطرح وهو يتضمن معنى الإنجيل الذي قرىء، مع الحث على العمل بما جاء فيه وله لحن مقدمة الطرح وختام الطرح وطريقته تتغير حسب المناسبة وفي أسبوع الآلام يقال بلحن الحزن
* الطلبة : ثم تقال الطلبة وفيها تلتمس الكنيسة رحمة الله لشعبه وبركته لجميع مخلوقاته وقبوله لصلواتنا وتكون بغير مطانيات في أثناء السواعى الليلية لأنه وقت فطر
* لحن ابؤورو وكيرياليسون : ونهاية الطلبة يرتل الشعب لحن ابؤورو بطريقة الحزن وتستخدم طريقة الأنتيفونا في المرابعة وقبل كل ربع تقال كيرياليسون.
* البركة : وأخيرًا يتلو الكاهن البركة المستعملة في جمعة الآلام ثم يختمها بالصلاة الربانية ويصرف الشعب بسلام.
ملاحظات عامة على أسبوع الآلام
* تضاء 3 شموع أثناء خدمة صلاة البصخة
ذلك رمزا لكلمة "نور" سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي". ونحن في كل صلاة من البصخة نقرأ نبؤات ومزمور وانجيل فكل شمعه ترمز لقراءة من هذه القراءات الثلاثة.
* لا تقام القداسات الإلهية أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء في أيام أسبوع البصخة.
ذلك لأن خروف الفصح كان يشترى في اليوم العاشر ويبقى تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر (خر 12 : 36)، حيث أن الخروف يذبح في اليوم المذكور بين العشاءين. و بما أن يوم السبت كان بدء الفصح في السنة التي صلب فيها مخلصنا الصالح، فيكون ذبح الخروف يوم الجمعة 14 نيسان بين العشاءين وبما أن مخلصنا له المجد صنع العهد الجديد قبل ذبح خروف فصح اليهود بيوم واحد، فلا تكون ذبيحة في الأيام من الاثنين إلى الأربعاء وفي يوم الخميس رسم السيد المسيح سر الشكر.
* لا تقال فقرة "باسوتير إن اغاثوس" اى "مخلصى الصالح" إلا في الساعة الحادية عشر من يوم ثلاثاء البصخة.
لأن التشاور لصلب الرب يسوع بدأ من ليلة الأربعاء. فعملية الخلاص بدأت من هذا الوقت. لذلك قررت الكنيسة أن يصوم أبناؤها أيام الأربعاء طوال السنة عدا أيام الخماسين لنتذكر أن في مثل هذا اليوم ذهب الاسخريوطى إلى رؤساء الكهنة للتشاور معهم في تسليم سيده.
* تمنع قبلة يهوذا ابتداء من ليلة الأربعاء إلى الانتهاء من خدمة قداس سبت الفرح.
ذلك لنتذكر "قبلة الخيانة" التي جعلها يهوذا المسلم علامة لتسليم السيد "أبقبلة تسلم ابن الإنسان" (لو 22 : 48).
* الكنيسة تعلم بأن الأناجيل الأربعة تقرأ في أيام الاثنين والثلاثاء و الأربعاء والخميس من أسبوع البصخة فتقرأ بشائر متى ومرقس ولوقا ويوحنا كل بشارة في يوم من الأيام.
ذلك لأن حوادث الآلام كتبت في الأربع بشائر باتفاق عجيب ولكي نسمو في حياتنا الروحية يجب أن نقرأ الكتاب المقدس "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهي تشهد لي"(يو 5 : 39).