لقد كانت عادة المسيحيين عند دفن موتاهم. إنهم يضعون نسخة من الكتاب المقدس تحت رأس المتوفى. وقد وجدوا في حفريات نجع حمادي في مصر فتاة قبطية وتحت رأسها نسخة من سفر المزامير بأكملهباللغة القبطية من القرون الأولى للمسيحية.. كيف يستطيع أحد بعد ذلك أن يجمع كل هذه النسخ المنتشرة في أنحاء العالم ليحرّف فيها؟!
كما أنه يوجد أحيانًا بين الكنائس بعض الخلافات، فكيف يمكن أن تتفق الكنائس على التحريف؟! وهذه الخلافات موجودة منذ القرون الأولى للمسيحية.
إلى جانب وجود بعض الهراطقة الذين جادلوا ضد القديسين. مثل الحوار الذي بين القديس أثناسيوس الرسولي وبين أريوس في أوائل القرن الرابع الميلادي. فأريوس كان ينكر ألوهية السيد المسيح، والقديس أثناسيوس كان يدافع عن ألوهية السيد المسيح. فلم يحدث أن قال أريوس للقديس أثناسيوس إن الآيات التي قمت باستخدامها لإثبات ألوهية السيد المسيح ليس لها وجود في الكتاب المقدس. لكنه كان يحاول إثبات هرطقته بالتحوير في تفسير الآيات أو يستخدم آيات أخرى يسئ هو فهمها وتفسيرها. ولا زالت الآيات التي استخدمها أريوس موجودة في العهد الجديد كما هي.
ومن المعروف أن المسيحية قامت ضدها هرطقات منذ القرن الأول الميلادي، ولم يحدث إطلاقًا أن اليهود أو الوثنيين أو الهراطقة اتهموا المسيحيين بتحريف الكتاب المقدس.
إن المسيحيين قد استشهدوا من أجل الإنجيل، وقد دفعوا الثمن غاليًا. فكيف أن شخصًا يحرّف الحقيقة و في نفس الوقت يضحى بحياته في سبيل حقيقة محرّفة؟!! فمن جيل إلى جيل لم توجد ديانة في العالم كله احتملت الاضطهاد وقدمت شهداء مثل المسيحية. منذ فجر المسيحية الأول وإلى ملء التاريخ.