منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 02 - 2014, 12:54 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

لماذا الألم؟
لماذا الألم؟

الاثنين 17 فبراير 2014
القمص داود لمعي راعي كنيسة مارمرقس كليوباترا

1- الألم كطريق لمعرفة الله:
قد يظن الإنسان أنه غير محتاج إلى الله، حتى بمهاجمة الألم الذى لا يجد له حلاوة، قد يكون هذا الأم ألماً جسدياً، أو نفسياً كالوحدة مثلاً، أو حتى روحياً كاحتياج-ه مثلاً للغفران، وهنا يكتشف أنه يحتاج إلى آخر أقوى من البشر يحسه ويشعر به،

يسمعه ويستجيب به دون شروط، يكتشف احتياجه إلى الله المحب، القادر، الحكيم، إذ هو وحده- أى الإنسان- ضعيف وعاجز ومحدود.
فالألم الذى يدعى الملحدون أنه ضد محبة الله، هو فى الحقيقة طريق لمعرفة الله وطلبه.
ذكر أحد الملحدين يوماً أنه يحسد المؤمنين لأنهم فى وقت الضيق والأزمات يستطيعون أن يلقوا أحمالهم على آخر، خارج عنهم، فيجدوا راحة، أما هو المسكين فلا يستطيع أن يفعل مثل هذا، ولابد أن يحمل وحده كل أثقال نفسه دون جدوى! لأنه ظل طوال حياته ينادى أنه ليس هناك آخر غير منظور يمكن اللجوء إليه.
يحكى طبيب مسيحى أنه فى لقاء أبوين ملحدين كان طفلهما فى حالة حرجة تقترب من الموت، فتجاسر مخبراً إياهما: قد فعلنا كل ما يمكن أن يفعله الطب، والآن لم يعد أمامنا إلا الأنتظار والصلاة، ففوجئ بردهما الةاضح والصريح: لقد بدأنا نصلى بالفعل.
لقد كان الألم هنا دافعاً للإنسان الذى ينكر وجود الله أو يتجاهل وجوده، أن يخاف ويرجع معترفاً: أنا فى أشد الاحتياج لله "خير لى أنى تذللت لكى أتعلم فرائضك" (مز119: 71).


2- الألم كطريق للتوبة:
إذا كان الشر من نتاج الإنسان الحر، فإن الألم هو أقوى علاج للشر، كما ذكر القديس بطرس الرسول: "من تألم فى الجسد كف عن الخطية" (1بط 4: 1).
وترى فى كثير من الأحيان أن شوكة الظالم وكبريائه لا ينكسر إلا فى بعض التجارب القوية مثل الألم، المرض، الخسارة الماليد الشديدة.
هنا يتعارض الألم مع الشر بشكل صريح واضح فلا يمكن اعتباره شراً صريحاً، وإن الناس قد اعتادوا أن يعتبروا الألم خسارة وشراً، حتى أن أيوب الصديق يقول عنه: "أالخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل" (أى2: 10).
فى قصة الابن الضال: هذا الابن لم يكف عن عناده وضياعه، إلا عندما تذوق مرارة الذل والجوع والفقر، "وكان يشتهى أن يملأ بطنه من الخرنوب إلى نفسه وقال كم من أجير لأبى يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعاً" (لو15: 16، 17).


3- الألم يخلق مجالات لعمل الخير والرحمة:
لو تصورنا هذا العالم بدون ألم، لوقع كل البشر فى أنانية مفرطة، ولضاعت أجمل معانى الإنسانية من الرحمة والمحبة والخير، ولما عرفنا خدمة المرضى والمسنين والمعوقين والمشوهين والحزانى ومعها تضيع صورة الله القريب إلينا.
لقد علمنا رب المجد يسوع: "لأنى جعت فأطعمتمونى عطشت فسقيتمونى، كنت غريباً فآويتمونى، عرياناً فكسوتمونى، مريضاً فزرتمونى، محبوساً فأتيتم إلى" (مت25: 35- 36).
ولذا يعلمنا الكتاب المقدس: "احملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح" (غل 6: 2).
فالألم يتسببفى وجود الرحمة والتعاطف، ويغذى المحبة والصدق بين الناس.
اعترفت أرملة أنه بالرغم من أن زوجها كان يصارع المرض فى آخر سنتين من حياته على الأرض فى آلام شديدة، إلا أنهما أرتبطا بمحبة شديدة جداً لم تشعر بها من قبل طوال حياتهما الزوجية كما أن هذه الأيام كانت أكثر أيامهما اقتراباً من الله، وهذا يكشف لنا عن قيمد أخرى للألم.


4- الألم يرتقى بالإنسان:
الألم يرفع الإنسان ويرتقى بفكره من جهة الماديات، والذات، فيتخفف من أثقال أطماع الجسد، وينتبه إلى نداءات واشتياقات روحه، وذاك يجعله ينسى ذاته، مفكراً فى الآخرين، وكأ، الألم يطلقه من سجن الذات ويحرره من قيود الأنانية. جاعلاً إياه زاهداً فى الأ×ذ، مسرعاً إلى العطاء.
تعيش إنسانية وحيدة فى بلدة صغيرة هادئة بإحدى الولايات الأمريكية، وهى مريضة مشلولة- شلل رباعى- بسبب مرض فى الأعصاب، لم يترك لها إلا عينين وعقل ولسان يتحرك، العجيب فى هذه القصة الواقعية أن هذه المرأة المريضة العاجزة كانت تخدم كل البلدة التى تقطنها، وذاك عن طريق كرسى طبى مجهز، على ركبتيها كتابها المقدس مفتوحاً، وتليفون صغير مجهزاً، ومسجلاً عليه أرقام كل من يسكنون البلدة، وكانت تقوم يومياً بمئات الاتصالات لكى تعطى لكل شخص آية، ولم تنس أبداً المناسبات مثل أعياد ميلاد، زواج، نجاح، عزاء... الخ لكل أشخاص البلدة، وكانت تختم مكالمتها القصيرة بدعوة قصيرة: "ربنا يرسل ملائكته ليحرسونك"، وكان لك سكان هذه البلدة يحبونها ويتبارون فى تلبية احتياجاتها البسيطة، وينتظرون مكالمتها الرقيقة الغالية، التى كانت دائماً معيناً لهم، هنا تخلق الإعاقة.. وهى نوع من الألم- نوعاً من التحدى اليجابى ةالتسامى، تنتج عنه عبقرية إنسانية وإنجازات حقيقية ما كانت تحدث لولا هذا الألم، وبنفس المعنى، إن كان الفشل نوعاً من الألم، فهو فى كثير من الأحوال يخلق التحدى الذى ينتهى بنجاح، ما كان يتحقق بدون هذا الفشل، وهذا يدفعنا إلى قيمة جديدة للألم.

5- الألم يجعل الإنسان منتظراً ومترجياً الراحة الأبدية والسعادة الأخيرة:
قد يغيب عن الإنسان بعناده أو مشغولياته الكثيرة قضية الحياة الأبدية، وقد يلهو فى هذه الحياة بالملذات، إلى أن تأتى الآلام فينقطع.
تعلقه بملذات الحياة ويبدأ بمراجعة نفسه ويرفع نظره إلى عالم آخر "ليس فيه موت ولا حزن ولا صراخ ولا وجع" حين يمسح الله كل دمعة من عيونهم، وهنا يتحول الألم فى حياة أولاد الله إلى رصيد سماوى من الأفراح والأكاليل "وسيمسح اللهكل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون فيما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد، لأن الأمور الأولى قد مضت" (رؤ21: 4)، وبهذا الإيمان يستطيعون أن يحسبوه فرحاً كما علمنا القديس يعقوب الرسول "احسبوه كل فرح يا اخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً... طوبى للرجل الذى يحتمل التجربة لأنه إذ تزكى ينال إكليل الحياة الذى وعد به الرب الذين يحبونه" (يع1: 2- 12".
ويتحول الألم فى حياة المسيحيين إلى شركة آلام المسيح، وإلى إدراك معنى الصليب، الذى يعطى معنى وقيمة، ورسالة للإنسان: "إن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضاً معه فإنى أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا" (يو18: 17، 18).
"لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً" (2كو4: 17).
وأخيراً لنا سؤال لمن يعتقدون أن الألم حجة ضد محبة الله، ألا نستخدم الألم (التأديب مثلاً) فى أوقات معينة كوسيلة لتقويم من نحب؟!!


6- الألم ضرورة أقرها البشر من أجل استقرار المجتمعات ونموها
يؤدى الأب دوره كمرب فى تأديب أولاده لأجل تربيتهم وتقويمهم..
ويقوم المدرب فى أحيان كثيرة بإعطاء تدريبات قاسية لأجل تقدم المتدربين..
ويعطى الطبيب لمرضاه دواءاً مراً أو يضطر لإجراء عملية جراحية مؤلمة لهم من أجل نجاتهم...
والقاضى يحكم بمجازاة المخطئ وعقابه تقويماً له وحصناً للمجتمع..
هل يقبل الملحدون أن تلغى كل نظم التأديب، وقوانين العقوبات من الشرائع والحكومات، كيف يصير شكل العالم حينئذ؟!!
"ثم قد كان لنا آباء أجسادنا مؤدبين وكنا نهابهم. أفلا تخضع بالأولى جداً لأبى الأرواح فتحيا لأن أولئك أدبونا أياماً قليلة حسب استحسانهم وأما هذا فلأجل المنفعة لكى نشترك فى قداسته ولكن كل تأديب فى الحاضر لا يرى أنه للفرح بل للحزن وأما أخيراً فيعطى الذين يتدربون به ثمر بر للسلام" (عب 12: 9- 11).
رأى شاب فراشة تحاول الخروج من الشرنقة، وتجاهد بقوة لكى تتحرر وتطير، فأشفق عليها، وأتى بسكين صغير وفتح لها شقاً صغيراً فى الشرنقة دون تعب، ولكنه فوجئ بأنها بعد أن خرجت لم تستطع الطيران!!! وحين سأل أحد المتخصصين، ابتسم الأخير، وأخبره بالسر:
"أثناْ محاولات الفراشة الخروج، ومع المجهود المضنى التى تقوم به يتكون سائل ما فى جسمها، ويندفع فى أجنحتها لتصير قوية، ويساعدها ذلك على الطيران عند خروجها من الشرنقة، وقد أرحتها أنت من هذا التعب، ولكنك أيضاً قمت بحرمانها من فرصة الطيران".
هذا هو سر الألم
فالألم هو طريق للتوبة
مدرسة للفضائل
علاج للكبرياء
معلم للحكمة
مهذب للنفس
ضرورة للنمو
رد مع اقتباس
قديم 27 - 03 - 2016, 08:07 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,500

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: لماذا الألم؟

موضوع مميز
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المسيح الملك وعداوة الأمم "لماذا ارتجت الأمم ..."
لماذا الألم ؟ ( أي 23: 2 )
لماذا الألم؟
مُعضلة الألم (4) لماذا يجب أن نجتاز الألم؟
لماذا الألم؟


الساعة الآن 03:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024