منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 02 - 2014, 12:43 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

يعقوب أبو الآباء هارب وخائف ولكن الله معه

حقد يعقوب وجهله

خرج يعقوب من بيت أبيه، هاربًا من وجه أخيه عيسو، الذي عزم علي قتله. وقد أوله الحقد إلي هذا المستوي "أقوم وأقتل يعقوب أخي".
إن كان يعقوب قد أخذ البركة، فكيف يمكن لعيسو أن يتحدى هذه البركة ويمنع نفاذها؟! البركة التي تقول "كن سيدًا لأخوتك، وليسجد لك بنو أمك. ليستعبد لك شعوب، ولتسجد لك قبائل" (تك 27: 29). هل يمنع عيسو إتمام هذه النبوة؟! وهل يمنع القول الإلهي عنه وعن أخيه "وكبير يستعبد لصغير" (تك 25: 23).
كان عيسو يتحدى التدبير الإلهي، بعكس أبيه.
لقد كان في نية أبية أن يبارك عيسو. ولكنه استسلم لمشيئة الله، لما تذكر وعده وعاد إسحق فبارك يعقوب، وقال "نعم ويكون مباركًا" (تك 27: 33) أما عيسو فقد تمرد علي مشئية الله. ودل بذلك علي جهله أيضًا. لأنه إن كان من ضمن البركة التي أخذها يعقوب، أن يأتي من نسله المسيح، فكيف يستطيع عيسو أن يقتله قبل أن ينجب النسل الذي منه يأتي المسيح؟! بل كيف يقف عيسو ضد بركة أخري قالها أبوه إسحق ليعقوب "الله القدير يباركك. ويجعلك مثمرًا، ويكثرك فتكون جمهورًا من الشعوب" (تك 28: 3). فهل يموت يعقوب، قبل أن يثمر؟! ولكن علي الرغم من جهالة عيسو وتمرده علي التدبير الإلهي، هرب يعقوب من وجهه..
سار في البرية وحيدًا خائفًا، ينتظر وعود الرب. وهو باستمرار كان يخاف من عيسو، رجل الصيد والنبال، الذي كان أقو منه جسديًا حتى وهما في بطن أمهما: ركنه عيسو جانبًا، وخرج قلبه "أحمر كله كفروة شعر" (تك 25: 25). وتزاحم الاثنان أيضًا حول البكورية والبركة، فلما كانت من نصيب عيسو، دخلت مشاعر الانتقام في قلب عيسو، كما دخل الخوف من الانتقام في قلب يعقوب. وهرب وهو لا يدري هل ستنتصر بركة إسحق أم حقد عيسو..!
يعقوب أبو الآباء هارب وخائف ولكن الله معه
وقت الرحمة لا العقوبة

وعلي الرغم من أخطاء يعقوب في حصوله علي البركة، إلا أن الله لم يعاقبه في وقتها..
ليس من المعقول أن يعاقبه الله وهو في هربه وخوفه. يكفيه حاليًا ما هو فيه العقوبة سوف تحل عليه فيما بعد. أما الآن فهو في حاجة إلي عناية الله ورعياته، وليس الوقت وقت عدل الله وعقوبته. إن الله يكون دائمًا إلي جوار الضعفاء المحتاجين إليه لعله باهتمامه بهم في ضيقتهم، يمكن أن يجذبهم إليه.. صدق داود النبي حينما قال:
"أقع في يد الله، ولا أقع في يد إنسان، لأن مراحم الله واسعة" (2 صم 24: 14).
فليقع يعقوب إذن في يد الله، يعاقبه كما يشاء، ومتي يشاء. ولا يقع في يد أخيه عيسو.. وهكذا سار يعقوب في البرية وحيدًا وخائفًا، وبلا أية معونة.. بلا رعاية الأب ولا حنان الأم، وليس أمامه مجال لاستخدام ذكائه البشري. رآه الله في خوفه وهربه. وكأن الله يقول:
لا أترك يعقوب ابني وحده. لا أتركه معذبًا وقلقًا..
حقًا أنه تسبب في هذا الهرب الذي جلبه علي نفسه.. ولكن الله لا يتركه ليقاسي بسبب أعماله.. الله "الذي لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا" (مز 103: 10). ودبر الله الوقت الذي يعمل فيه. هوذا يعقوب الآن في البرية، في وحشة النهار وظلمة الليل، خوف الجبل وما فيه من وحش ودبيب وحشرات. يضاف إلي ذلك خوفه من انتقام أخيه. ولعله يفكر: أين إذن البركة التي نالها: "ندي السماء، ودسم الأرض" (تك 27: 8)!!
حقًا إن البركة ليس معناها الطريق الواسع..! لقد حصل داود النبي علي بركة المسحة التي أخذها علي يد صموئيل النبي وحل عليه روح الرب (1صم 16: 13). وعلي الرغم من ذلك حلت ضيقات كثيرة علي داود، واضطهادات ومطاردات من شاول الملك.. وفي الوقت المناسب، نال داود بركة المسحة المقدسة. إذن علي يعقوب أن ينتظر الرب، الذي يعمل في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة لتدبيره الإلهي.
كان علي يعقوب أن يجتاز مرحلة فطام.
فطام عن كل معونة بشرية. أولها الفطام من حنان أمه وإرشادها.. هذه التي قالت لها أكثر من مرة "الآن يا أبني أسمع لقولي" (تك 27: 8، 13).. قالت له ذلك عندما نصحته أن يخدع أباه. وأيضًا حينما نصحته أن يهرب ويقيم عند خاله لابان (تك 27: 43).. وكان عليه أيضًا أن يفطم ذاته عن حيله البشرية. ويكون في موقف يشعر فيه أنه لا حل أمامه ولا وسيلة. وحينئذ يتدخل الله لينقذه من ضيقته..
وفي الضيقة لمس يعقوب عمليًا يد الله في حياته.
يعقوب أبو الآباء هارب وخائف ولكن الله معه
لقاؤه مع الله

كان من قبل لا يعرف عن الله، إلا أنه أبيه إسحق وإله جده إبراهيم، هذين اللذين كانا يقدمان له الذبائح. وحتى حينما كلمه الله، كلمه بهذه الصفة قائلًا له "أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحق" (تك 28: 13). وهكذا بدأ الله يكون علاقة شخصية معه.. وكان الله هو البادئ بهذه العلاقة. فكيف حدث ذلك؟ حدث ذلك في البرية، حينما تعب يعقوب من السير، وكانت الشمس قد غابت". وصادف مكانًا وبات هناك". لم يكن هناك فراش، ولا وسادة يسند عليه رأسه. "فأخذ حجرًا من حجارة المكان، ووضعه تحت رأسه. وأضطجع في ذلك المكان". (تك 28: 10، 11).
وهنا بدأ الله يعمل. بدأ يكون علاقة مع يعقوب..
لم يحتمل أنه أن يراه هكذا ملقي علي الأرض ومتوسدًا حجرًا.. ربما يعقوب كان يظن وقتذاك أنه وحده في الجبل. فأراد الله أن يثبت له أنه ليس وحده. وأنه وأن كان راقدًا علي الأرض، فهناك ما يمكن أن يصل بين الأرض والسماء.. وكيف ذلك؟

يعقوب أبو الآباء هارب وخائف ولكن الله معه
إذا بيعقوب في نومه يري حلمًا عجيبًا..
يعقوب أبو الآباء هارب وخائف ولكن الله معه
سلم يعقوب

رأي سلمًا منصوبة علي الأرض، ورأسها يمس السماء، وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها. هوذا الرب واقف عليها يخاطبه. يعرفه بنفسه ويباركه.. وكان هذا هو اللقاء الأول بينه وبين الله، حيث أعلن له الله ذاته، وأعقبت ذلك لقاءات أخري..
وبعد أن كان يعقوب مؤمنًا بالوراثة.. أصبح مؤمنًا بالعشرة والخبرة.
كان مؤمنًا لأنه ابن إسحق المؤمن. إلهه هو إله إسحق. أما الآن فقد دخل في طور آخر من الأيمان. يتحدث فيه الله إليه، ويتحدث هو مع الله. وبعد أن كان قد أخذ البركة من أبيه إسحق، هوذا الآن يسمعها من فم الله ذاته، الذي قال له "يكون نسلك كتراب الأرض، وتمتد غربًا وشرقًا وشمالًا وجنوبًا.. ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض" (تك 28: 14). بل أن الله يعطيه أيضًا وعدًا آخر بالحفظ، فيقول له "وها أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب، وأراك إلي هذه الأرض.." (تك 28: 15). فما هذا كله
أنه الآن أمام الله، وملائكته، وسمائه..
ثلاثة تمثل حياته الروحية الجديدة. ومن قبل كان يتعامل مع ثلاثة هم أب وأم وأخ. لقد دخل تغيير إذن في حياته. فصل جديد قد بدأ..
وقد ترك هذا المنظر "السلم والسماء والملائكة" (أثرًا كبيرًا في نفس يعقوب. وأعمق منه بلا شك حديث الله معه، فلما استيقظ من نومه، قال: ما أرهب هذا المكان. ما هذا إلا بيت الله، هذا باب السماء" (تك 28: 17)،ولأول مرة، يرد في الكتاب المقدس هذا التعبير "بيت الله". وقد تسمي به ذلك المكان، فصار أسمه "بيت أيل "أي بيت الله...
ولأول مرة أيضًا نقرأ في الكتاب عن ملائكة ظهروا لإنسان. وتكرر هذا في حياة يعقوب.
قرأنا من قبل إن الرب ظهر مع ملاكين لأبينا إبراهيم، وعن ذهاب الملاكين إلي سادوم وإنقاذهما للوط وأسرته (تك 18، 19). قرأنا عن ملاك منع أبينا إبراهيم من ذبح أبنه إسحق (تك 22: 11، 12). ولكننا هنا نقرأ عن ملائكة صاعدين ونازلين.. كان يعقوب أول إنسان رأي مجموعة من الملائكة. ربما أن حالته النفسية القلقة، كان فيها يحتاج إلي الشعور بأن له أسرة كبيرة من فوق ينتقل بها إلي عالم سمائي كذلك وهو ذاهب في طريقه خائفًا من ملاقاه عيسو، لاقاه عدد كبير من الملائكة قال عنهم: "هذا جيش الله" (تك 32: 1، 2).. في كل رحلة يعقوب ذهابًا وإيابًا، كان محتاجًا إلي عزاء. وكان في ظهور الملائكة عزاء له..
وأيضًا كان له عزاء في السلم التي رآها..
كانت السلم بين السماء والأرض، توحي بأن السماء لا تقطع صلتها بالأرض، مهما أخرجت الأرض شوكًا وحسكًا..ّ! كانت ترمز إلي المصالحة، وعودة الحب. بل ترمز أيضًا إلي السيد المسيح الذي قام بهذه المصالحة، وأعلن للأرض حب السماء. وكانت ترمز كذلك إلي أمنا العذراء التي ولدت للعالم هذا المخلص. لهذا ندعو العذراء في صلوات التسبحة "سلم يعقوب".. علي أن يعقوب فيما رأي كان له عزاء أعظم من السلم ومن الملائكة ومن السماء: إنه الله..
كان الله واقفًا علي السلم يتحدث إليه (يع 28: 13).
حقًا إن الله عجيب في ظهوره ليعقوب علي الرغم من خداعه لأبيه، واستغلاله لجوع أخيه. وعلي الرغم من كذبه وحيله. وعجيب هو الرب بالأكثر في كل وعوده ليعقوب، ومباركة له ولنسله.
وهكذا أكد الله ليعقوب البركة التي سمعها مرتين من أبيه إسحق (تك 27: 27) (تك 28: 1). فيكون قد نال حتى اللحظة البركة ثلاث مرات..
حقًا إن بركات الله بلا حساب، وننالها بلا استحقاق!
"لأنه ليس بكيل يعطي الله" (يو 3: 34). وأن كال لنا فإنما يعطي في أحضاننا "كيلًا جيدًا، ملبدًا، مهزوزًا فائضًا.." (لو 6: 38). وهو في عطائه، ينظر دومًا إلي احتياجنا، وليس إلي استحقاقنا.. وهكذا فعل مع يعقوب الخائف الهارب. لقد أعطاه الله بركة ووعودًا، وليس عقوبة وتأديبًا.. وكان لهذا كله تأثيرًا في قلب يعقوب، فقال:
"حقًا إن الله في هذا المكان، وأنا لم أعلم" (تك 28: 16).
قال الله له "أنا معك حيثما تذهب". ولكنه لم يكن يعلم أن الله معه، وما أكثر ما يكون الله معنا، ونحن لا نعلم..! مثلما حدث لتلميذي عمواس في لقاء الرب لهما (لو 24: 15، 16). وكثيرًا ما يكون الله معنا، ولكن الضيقات لا تتركنا نشعر بوجوده. كما قال جدعون لملاك الرب "إذا كان الرب معنا فلماذا كل هذه؟! وأين هي عجائبه التي أخبرنا بها آبؤنا!" (قض 6: 13).. هكذا كان يعقوب لا يعلم بوجود الرب معه..!
كان هذا أول ظهور إلهي له، وكان ما سمعه من الرب أول كلمات من الله تمس أذنيه.
لقد شعر كيف يكون الرب قريبًا في وقت الضيقة.. لذلك مباركة هي الضيقات حينما تقربنا إلي الله. ولهذا فإن الله يسمح بالضيقات، لكي ندعوه فينقذنا، علي أنه هنا لم يحدث أن يعقوب دعاه. إنما لاشك أن احتياج يعقوب كان يصرخ إلي الله دون أن يتكلم كما قال الرب لموسى "إني رأيت مذلة شعبي.. علمت أوجاعهم. فنزلت لإنقاذهم" (خر 3: 7، 8). مع أنهم لم يصرخوا إليه، بل صرخوا بسبب مسخريهم..
"الله هنا، وأنا لم أكن أعلم". وكيف عرفت إذن؟ بالضيقة.
لا تحزن يا يعقوب إذا فكر عيسو في أن يقتلك.. ثق أن حياتك في يد الله، وليست في يد عيسو. إذن لا تركز فكرك في أخطار تهددك من أخيك، أنما فكر في الله. فكر في باب السماء المفتوح.. ولتكن كلمة الله في أذنك "ها أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب". وماذا عن عيسو وقوته وتهديده، والقتل والموت؟ لا تفكر في كل هذا.. لقد أطمأن يعقوب لما سمع وعود الرب.
ونذر يعقوب نذرًا إن كان الرب معه وحفظه..
كان وعد الله له في حلم. وهو لا يريد أن يكون حفظ الله هو مجرد أحلام يحملها ووعود يسمعها في حلم.. أنما متي تحققت "يكون الرب لي إلهًا.. وكل ما تعطيني فإني أعشره لك "إبراهيم جده قدم العشور مرة لملكي صادق (تك 14: 20). أما يعقوب حفيده فيقول للرب:
"كل ما تعطيني، فإني أعشره لك" (تك 28: 22).
ليكن هذا درسًا لكل إنسان.. فلا يدفع العشور من مرتبه فقط، وإنما من كل ما يصل إلي يده، عملًا بقول أبينا يعقوب: كل ما تعطيني فإني أعشره لك.. وصيه العشور أخذها -بالتقليد- من جده إبراهيم، وطبقها علي كل شيء كتعبير في العرفان بالجميل للرب.
ولكن لا ينسي ظهور الرب له في ذلك المكان، دشنه بيتًا للرب.
رد مع اقتباس
قديم 15 - 02 - 2014, 12:43 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
يسوع حياتى Female
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية يسوع حياتى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1274
تـاريخ التسجيـل : Jun 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 4,597

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

يسوع حياتى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: يعقوب أبو الآباء هارب وخائف ولكن الله معه

شكرا مرمرررررررررررررررررررررر
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 02 - 2014, 08:07 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: يعقوب أبو الآباء هارب وخائف ولكن الله معه

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قد لجأ أب الآباء يعقوب إلى الله ملجأه وحصنه بالصلاة
- معاقبة يعقوب أب الآباء (يعقوب هذا الذي أحبه الله)
يعقوب أبو الآباء وعهد مع الله في بيت إيل
يعقوب أبو الآباء، اختاره الله وأحبه قبل أن يولد
يعقوب ابو الأباء


الساعة الآن 11:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024