18 - 01 - 2014, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 91 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 91 (90 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير المزمور السابق لهذا المزمور مكتوب عنه أنه لموسى النبي، لذلك قال كثير من الدارسين أن هذا المزمور أيضًا لموسى النبي. وقال الآخرين بل هو لداود. هذا المزمور نرى فيه عناية الله وحمايته لأولاده المؤمنين به. وقيل أن كلمات هذا المزمور موجهة للسيد المسيح نفسه في آلامه، خصوصًا أن إبليس في تجربته للسيد استخدم آية من هذا المزمور "لأنه يوصي ملائكته بك.." وإبليس لم يكمل المزمور لأن فيه نبوة ضده وهذا ما صنعه السيد المسيح إذ داسه فعلًا بقدميه "تطأ الأفعى وملك الحيات، وتسحق الأسد والتنين". ونصلي هذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر أنه مع أن السيد معلق على الصليب إلا أنه سينتصر ويدوس إبليس الحية القديمة. عمومًا نرى في هذا المزمور انتصار المسيح على إبليس ومؤامراته، وإبليس كُنِّيَ عنه هنا بعدة أسماء، فهو الصياد الذي يضع فخًا في طريق المؤمنين، ويأتي بالوبأ الخطر بل هو نفسه الوبأ الخطر (هو نوع من الموت المبيد) وهو سهم يطير في النهار وهو خوف الليل وهلاك يفسد في الظهيرة وهو الأسد والصل والشبل والثعبان ولكنه مع كل هذا قد داسه السيد لحساب شعبه فقيل هنا يسقط عن جانبك ألوف وربوات (لو19:10). هو مزمور يعطي لكل منا اطمئنان وينزع كل خوف من أي مؤامرة شيطانية، أن الله سيعطي نصرة لنا ولكنيسته.. كثيرين يصلون هذا المزمور دائمًا وليس في الساعة السادسة فقط. آية (1): "الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت." من يسلم نفسه لله يحفظه من كل ضرر، ومن كل مؤامرة شيطانية، أو هجوم لأي عدو. آية (2): "أقول للرب ملجأي وحصني إلهي فأتكل عليه." الله لنا سور من نار (زك5:2). هو لنا مدينة ملجأ. فلا نثق في قوتنا بل فيه. آية (3): "لأنه ينجيك من فخ الصياد ومن الوبأ الخطر." الوبأ الخطر= مترجمة كلام باطل. فإبليس أوقع آبائنا آدم وحواء بكلامه المميت فألاعيب إبليس وكلامه المضل يسقطنا في الانفصال عن الله وهذا هو الموت. وهكذا كل تعاليم الهراطقة، هي فخ صياد ونوع من الموت المبيد. الفخ عادة يوضع بحيث يكون مخفيًا عن عين الفريسة ولكن لنثق فالله لا يخفي عليه شيء. ولكن لنثبت في الله والله فينا فيكشف لنا عن الفخاخ المنصوبة (هرطقات، تشويه لتعليم الله/ خطايا وشهوات/ شكوك). آية (4): "بخوافيه يظللك وتحت أجنحته تحتمي. ترس ومجن حقه." هذا ما قاله موسى النبي في (تث11:32). خَوَافِيهِ= ريش الأجنحة. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ = "عدله يحيط بك كالسلاح" (سبعينية). هذا هو الصليب الذي يحمينا. وهذه تعني أيضا أنه إن إلتزمنا بأن نسلك في وصاياه فهو يحمينا=كتُرْسٌ وَمِجَنٌّ = وهو يعطي المعونة لكي نسلك في طريق الحق ، لذلك قال السيد المسيح في صلاته الشفاعية للآب (يو17: 17) "قدسهم في حقك كلامك هو حق" وقدسهم أي خصصهم ليسلكوا في الحق ، وإحمهم من حرب إبليس فلا يضلوا. الآيات (5-8): "لا تخشى من خوف الليل ولا من سهم يطير في النهار. ولا من وباءٍ يسلك في الدجى ولا من هلاك يفسد في الظهيرة. يسقط عن جانبك ألف وربوات عن يمينك. إليك لا يقرب. إنما بعينيك تنظر وترى مجازاة الأشرار." هنا نرى المناعة ضد الأخطار المذكورة. وهنا يذكر المرتل عناية الله بشعبه في مصر ونجاتهم من كل مؤامرات واضطهادات فرعون (رمز لإبليس) ونجاتهم من الضربات التي لحقت بالمصريين. خوف الليل= الخيانة المجهولة. سهم يطير في النهار= المقاومة الظاهرة. وباء يسلك في الدجي= القوات الشريرة المضادة. هلاك يفسد في الظهيرة= تراخي الإنسان واستسلامه للشبع واللذات وشهوة الجسد. ومن يحتمي بالله يسقط كل مقاوميه عن يساره وعن يمينه، فهناك ضربات يسارية (شهوات وخطايا) وهناك ضربات يمينية (بر ذاتي). الآيات (9، 10): "لأنك قلت أنت يا رب ملجأي. جعلت العَلي مسكنك. لا يلاقيك شر ولا تدنو ضربة من خيمتك." لأَنَّكَ قُلْتَ أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي = متى يحمينا الله؟ حينما نثق فيه ونتكل عليه كملجأ لنا. جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ = إن من يسكن حصناً يكون مطمئناً، فكم وكم من يجعل العلي مسكنه.لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ = قد تصادفنا تجارب (أيوب مثلاً) ولكنها للخير وليست الشر. الآيات (11، 12): "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك." نرى هنا حراسة الملائكة لنا (عب14:1). وحاول إبليس بهذه الآية أن يستدرج مخلصنا لفخ الكبرياء فيطرح نفسه من جناح الهيكل إلى أسفل. ورد عليه المخلص "لا تجرب الربإلهك". وعموماً فالمسيح لا يحتاج لمعونة الملائكة فهو ربهم، ولكن هذه الآية مفيدة للقديسين، هؤلاء يحتاجون لحماية الملائكة. آية (13): "على الأسد والصل تطأ. الشبل والثعبان تدوس." هي (لو19:10). فالأسد هو الشيطان في قوته والثعبان هو الشيطان في مكره وخبثه. وراجع (أف12:6). وكيف ندوسه [1] بالتواضع [2] ضبط النفس [3] التعفف.. هذا هو جهادنا. ولكننا ندوسه بقوة المسيح ونعمته حينما يكون لنا جهاد (عب4:12). |
||||
18 - 01 - 2014, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 92 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 92 - تفسير سفر المزامير عنوان المزمور أنه تسبحة ليوم السبت، جعل بعض الدارسين يقولون أن داود هو الذي كتبه ليستعمل في أيام السبوت في التسابيح في الهيكل. يوم السبت هو راحة من العمل وتزداد فيه الصلوات والذبائح والتسابيح ولنلاحظ: 1. أيام العمر على الأرض هي أيام عمل (ستة أيام) يعقبها الراحة في الفردوس. ويوم السبت هو إشارة لهذه الراحة من أتعاب الأرض (عب10:4). 2. تزداد التسابيح يوم السبت إشارة لأبديتنا التي ستكون كلها أفراح وتسابيح. 3. السبت رمز للأحد الذي حصلنا فيه على الراحة الحقيقية من عبودية إبليس والخطية. الآيات (1-3): "حسن هو الحمد للرب والترنم لاسمك أيها العلي. أن يخبر برحمتك في الغداة وأمانتك كل ليلة. على ذات عشرة أوتار وعلى الرباب على عزف العود." حينما نفهم عمل الله الخلاصي لنا علينا أن نشكره= حسن هو الحمد للرب. وأن نسبحه= الترَنُّمُ لاسمك وأن نخبر الناس بمراحمه= أن يخبر برحمتك. أن نسبحه بحواسنا الداخلية والخارجية= عشرة أوتار. وبكل قوة النفس والجسد والروح= الرباب والعود. الآيات (4-6): "لأنك فرحتني يا رب بصنائعك. بأعمال يديك ابتهج. ما اعظم أعمالك يا رب واعمق جدًا أفكارك. الرجل البليد لا يعرف والجاهل لا يفهم هذا." ماذا قدم الله لنا لنسبحه؟ فرحتني يا رب بصنائعك= بتجسده وفدائه لنا فأعطانا راحة حقيقية (سبت) وأعطانا خلقة جديدة. ومن أعطاه الله بصيرة سيدرك عظم عمله. أما الذي انشغل بالعالم يفقد إستنارته ويصير بليدًا جاهلًا، لا يرى فيما عمله الله له شيء عجيب يستحق التسبيح، فهو لا يشبع سوى بالماديات= الرجل البليد، الجاهل، لا يعرف ولا يفهم= هذا هو الفاقد حواسه الداخلية. هذا لا يدرك حكمة الله التي أعدت لنا راحة أبدية، بل يعيش يطلب ماديات فانية ويحسد الأشرار الذي حصلوا على هذه الماديات أو الملذات الأرضية. آية (7): " إذا زها الأشرار كالعشب وأزهر كل فاعلي الإثم فلكي يبادوا إلى الدهر." هنا المرنم يوجه رسالة للجاهل، أن لا يحسد الأشرار على ما حصلوا عليه من ماديات وحسيات، فكل ما في العالم إلى زوال حتى الإنسان وما يملك. ثم يطلب منه أن يوجه نظره إلى الله الأبدي. آية (8): " أما أنت يا رب فمتعال إلى الأبد." من يعطي حياته للماديات الفانية يصير فانياً مثلها، أما من يتحد بالله المتعالى الأبدي فيرفعه للسماويات ويحيا معه في الراحة إلى الأبد. وقوله متعال هنا هو فى مقابل تفاهة كل ما فى الأرض . الآيات (9-11): "لأنه هوذا أعداؤك يا رب لأنه هوذا أعداؤك يبيدون. يتبدد كل فاعلي الإثم. وتنصب مثل البقر الوحشي قرني. تدهنت بزيت طري. وتبصر عيني بمراقبيّ. وبالقائمين عليّ بالشر تسمع أذناي." مرة ثانية المرنم يكرر وبعبارات أخرى أن من يختار طريق الرب ينجح، أما من يختار طريق الشر لابد وسينكسر. فأعداء الله يبيدون= لأنهم اختاروا العالم البائد. أما أولاد لله فسيعطيهم قوة= مثل البقر الوحشي. وشباب وحيوية= تدهنت بزيت طري. نجد هنا أن أولاد الله الذين اختاروا الله نصيبًا لهم، لهم قوة ونشاط على مقاومة أعدائهم وغلبتهم. وتبصر عيني بمراقبِىَّ= يعطيه الله عينان تبصران كل من يراقبه ليؤذيه. ويعطيه أذنان ليسمع ويعرف القائمين عليه بالشر. أي أن هناك من الأشرار من يقاوم الصديقين، ولكن هذا لا يزعجهم، فهم لهم قوة ضدهم، وهم سوف يعطيهم الله الحواس التي يدركون بها كل مؤامرات الأشرار ضدهم، بل سيدخلون في معارك ضد الأشرار يخرجون منها وقد تجددت حيويتهم ونشاطهم، حين يرون كيف أن الله سيتمجد في هؤلاء الأعداء وتبصر عيني بمراقبِىَّ= سوف أرى كيف أن الله سوف يعاقبهم وسوف أسمع بأعماله العجيبة وذراعه القوية ضدهم وهذا يجدد حيويتي. الآيات (12-15): "الصدّيق كالنخلة يزهو كالأرز في لبنان ينمو. مغروسين في بيت الرب في ديار إلهنا يزهرون. أيضًا يثمرون في الشيبة. يكونون دساما وخضرا. ليخبروا بأن الرب مستقيم. صخرتي هو ولا ظلم فيه." نرى هنا كيف أن أولاد الله يكونون مثمرين فرحين مزدهرين، نامين اَلصِّدِّيقُ كَالنَّخْلَةِ يَزْهُو = النخلة أطول الأشجار وتنمو مستقيمة . إشارة للحياة السمائية التي يحيا فيها أولاد الله، وحين قال كالنخلة إمتد بصره لما هو أطول من النخلة وقال كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو = فأولاد الله في نمو دائم وفي ارتفاع مستمر في اتجاه السماويات. يرفعون أفكارهم عن الأرضيات. والأَرْزِهو أطول الأشجار وأكثرها عمراً. وحياة الأبرار هي حياة ممتدة إلى الأبدية. والأرز شجر قوي جداً إشارة لقوة الأبرار.والنَّخْلَةِ شجرة مثمرة وخضراء دائماً وهكذا أولاد الله، وثمار النخلة ثمار حلوة الطعم. ونقارن مع الأشرار الذين يزهرون كالعشب (آية7) سريعاً ما يقطع ويجف. أما النخل فيعيش طويلاً والشتاء لا يجعله يفقد خضرته. والنخل ينمو ببطء وهكذا أولاد الله ينمون تدريجياً بل قيل عن المسيح أنه كان ينمو. ولأن ثمار النخيل عالية يصعب على الوحوش أن يصلوا لها ويصعب على إبليس أن يصل إلى أولاد الله. ولكن المسيح يحب أن يطلع على نخيل أولاده ليفرح بثمارهم (نش7:7 ، 8). ويقال أن نواة البلح صلبة إشارة لصلابة إيمان المؤمن. والبلح له ألوان كثيرة إشارة لتعدد ثمار ومواهب المؤمنين، لكن داخل البلحة دائماً أبيض إشارة لنقاوتهم. وأغصان النخيل تستعمل كعلم للذين يغلبون في جهادهم (يو13:12 + رؤ9:7). والأبرارمَغْرُوسِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ = لا يتركون كنيسته ولاحظ سمات أولاد الله فهم يُثْمِرُونَ فِي الشَّيْبَةِ ، فالله يجدد مثل النسر شبابهم. يَكُونُونَ دِسَامًا = مملوئين ويشبعون غيرهم. |
||||
18 - 01 - 2014, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 93 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 93 (92 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير الترجمة السبعينية تشير أن داود هو كاتب هذا المزمور. هذا المزمور يضع أمامنا كرامة وعظمة مملكة الله، ورعب أعدائه وتعزية المؤمنين به. والله هو ملك العالم كله، سواء المؤمنين أو غير المؤمنين، من يعرفوه أو من ينكروا وجوده أو حتى الوثنيين، هو يشرق شمسه على الأبرار والأشرار، الله هو الذي خلق المسكونة وثبتها. ولكننا نسمع هنا الرب قد ملك= وحرفيًا قد صار ملكًا وفي هذا إشارة لأن المسيح ملك على كنيسته وعلى قلوب شعبه بصليبه. لذلك فهذا المزمور يحدثنا عن ملك الله على العالم كله، ثم ملكه على كنيسته، يقدسها ويحفظها وملك المملكتين دُفِعَ إلى المسيح. ونصلي هذا المزمور في الساعة السادسة التي صُلِبَ فيها المسيح فبصليبه ملك علينا. ولبس الجلال وسحق الشيطان وكل جنوده. هذا المزمور لا يتكلم عن الآلام التي لحقت برب المجد ولكنه يتكلم عن الأمجاد خصوصًا بعد القيامة. آية (1): "الرب قد ملك. لبس الجلال. لبس الرب القدرة. ائتزر بها. أيضًا تثبتت المسكونة لا تتزعزع." الرب قد ملك= قبل الصليب كان الشيطان قد استعبد البشر، وبعد الصليب استرد المسيح شعبه واشتراه بدمه ليحررهم من إبليس ويملك هو عليهم. وهذا غير ملكه الأزلي على كل العالم. لبس الجلال. لبس القدرة= حين أظهر قوته في خلاص أتباعه، تحقق الكل أنه ملك. والجلال الذى لبسه هو جسده الممجد الذي قام به من الأموات ثم صعد به إلى السموات ليجلس به عن يمين الآب. لقد ظهر الآن قوة لاهوته في جسده بعد أن كان قد أخلى ذاته آخذًا صورة عبد. وثبت كنيسته حتى لا تتزعزع= تثبتت المسكونة= بعد أن انتشرت الكنيسة في كل المسكونة. وكانت المسكونة أي كل بنى آدم مضطربين كالعميان يتخبطون في الضلال الذي زرعه إبليس فثبت المسيح كنيسته على صخرة الإيمان به، ولن تقدر أبواب الجحيم أن تزعزعها. الله أعطى آدم جسدًا له جلال وبهاء، ولكنه بالخطية تعرى وفقد جلاله، فجاء المسيح وأخذ جسده من آدم ليتعرى هو ثم يلبس الجلال، ليلبسنا نحن إياه بعد أن فقدناه. ولم يلبس فقط جسدًا ممجدًا بل قدير قادرًا على أن يرعب أعدائه. آية (2): "كرسيك مثبتة منذ القدم. منذ الأزل أنت." كرسيك مثبتة منذ القدم. منذ الأزل أنت= هذا الكلام موجه لمن قيل له في آية (1) أنه صار ملكًا، فمع أنه تنازل وأخلى ذاته أخذًا صورة عبد، لكنه هو يهوه، الله الذي كرسيه= عرشه ثابت من قبل تجسده وهو أزلي لا بداية له، وأيضًا أبدي. وهذه الآية نفسها تقريبًا في (مز6:45 + عب8:1 وبنفس المفهوم 1يو1:1، 2) ونصلي بهذه الآية في الساعة الثانية عشرة من يوم الجمعة العظيمة، ساعة دفن المسيح لنذكر أنه هو الله الأزلي الأبدي الجالس على عرشه. آية (3): "رفعت الأنهار يا رب رفعت الأنهار صوتها ترفع الأنهار عجيجها." الأنهار= تشير للروح القدس (يو37:7-39). الذي عَمِلَ في الرسل فارتفعت أصواتهم في كل المسكونة= ترفع الأنهار عجيجها. لتنتشر مملكة المسيح لقد انتشر تلاميذ المسيح في كل المسكونة، وكل منهم يفيض من بطنه نهر ماء ليحيي المائتين من غير المؤمنين الوثنيين. آية (4): "من أصوات مياه كثيرة من غمار أمواج البحر الرب في العلى أقدر." لم يسكت إبليس أمام انتشار ملكوت الله، بل هاج وأهاج العالم ضد الكنيسة، وثار الاضطهاد ضد الكنيسة= غمار أمواج البحر. ولكن هنا آية تعطي اطمئنان= في العُلى أقدر. أي الله في العلى هو أقدر وأعظم من مؤامرات إبليس وحروبه. والدليل استمرار الكنيسة بعد كل هذه المؤامرات الشيطانية. البحر هو إشارة للعالم باضطرابه وشدائده ومحنه وشهواته (الماء المالح). آية (5): "شهاداتك ثابتة جدًا ببيتك تليق القداسة يا رب إلى طول الأيام." شهاداتك ثابتة جدًا= كل النبوات التي قيلت عن المسيح تحققت تمامًا. ببيتك تليق القداسة= لقد حررنا المسيح واشترانا وملك علينا وصرنا شعبه فما هو واجبنا؟ أن نسلك بقداسة وطهارة كل أيامنا. حتى يستمر علينا ذلك الثوب الذي أخذناه في المعمودية ولا نوجد عراة فنطرد إلى خارج (راجع مثل عرس ابن الملك) فمن لم يوجد عليه ثوب العرس طردوه (مت1:22-14). ونصلي بهذا المزمور أثناء ارتداء الملابس البيضاء (ملابس الخدمة في الهيكل) لنذكر أن المسيح بفدائه سترنا وألبسنا ثوب بره. |
||||
18 - 01 - 2014, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 94 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 94 - تفسير سفر المزامير هذا المزمور تنسبه الترجمة السبعينية لداود. ومرنم المزمور يعبر عن حالة من الأسى والألم لأن الأشرار قد تعالوا بوقاحة على الأبرار، ويطلب من الله أن ينتقم وسريعًا. هو صوت شعب العهد القديم يصرخ للمسيح ليأتي وينتقم من إبليس الذي أذل بنى آدم. هو صوت الكنيسة المتألمة في العالم تصرخ للمسيح ليتدخل وينقذها وينتقم لها (رؤ10:6) ونفهم أن الله يسمح بهذه الضيقات ولكنه لا يترك أولاده بلا تعزيات (19) وحين يأتي ملء الزمان سيأتي ليخلص عبيده خلاصًا أبديًا، كما جاء في مجيئه الأول في ملء الزمان ليخلص عبيده بفدائه.. "لكل شيء تحت السموات له وقت" (جا1:3). آية (1): " يا إله النقمات يا رب يا إله النقمات اشرق." يا إله النقمات اشرق= هو شمس البر الذي اشتهى شعب العهد القديم أن يتجسد ليخلصه، ونشتهى الآن ظهوره الثاني لنحيا في الأبدية (رؤ20:22). وهو إله النقمات ولاحظ تكرارها. فمجيئه الأول دان فيه إبليس وضربه وقيده. وفي مجيئه الثاني يلقيه في البحيرة المتقدة بالنار هو ومن يتبعه (رؤ10:20) لينتقم لكل المظلومين. آية (2): " ارتفع يا ديان الأرض. جاز صنيع المستكبرين." ارتفع= اظهر يا رب سيادتك ليعرف الظالمين الأقوياء أنك فوق الجميع، ولكن هي نبوة عن صلبه الذي بدأ به دينونة إبليس (يو32:12 + كو15:2). الآيات (3-7): "حتى متى الخطاة يا رب حتى متى الخطاة يشمتون. يبقون يتكلمون بوقاحة. كل فاعلي الإثم يفتخرون. يسحقون شعبك يا رب ويذلون ميراثك. يقتلون الأرملة والغريب ويميتون اليتيم. ويقولون الرب لا يبصر واله يعقوب لا يلاحظ." وصف لشر الأشرار وكبريائهم. يُبِقُّونَ = يتكلمون بوقاحة كلاماً كثيراً. وأصل الكلمة يعنى يخرج هواء كثيرا من فمه بصوت عالٍ ، فكلامهم ليس أكثر من هواء بلا قيمة . الآيات (8-11): "افهموا أيها البلداء في الشعب ويا جهلاء متى تعقلون. الغارس الأذن ألا يسمع. الصانع العين ألا يبصر. المؤدب الأمم ألا يبكت. المعلم الإنسان معرفة. الرب يعرف أفكار الإنسان أنها باطلة." المرنم يعطي نصيحة للأشرار أن يفهموا أن الله يعلم بكل ما يفعلوه. ولكنه يطيل أناته عليهم لعلهم يتوبون وهو يتركهم كعصا تأديب لينقي أولاده. الآيات (12-15): "طوبى للرجل الذي تؤدبه يا رب وتعلمه من شريعتك. لتريحه من أيام الشر حتى تحفر للشرير حفرة. لأن الرب لا يرفض شعبه ولا يترك ميراثه. لأنه إلى العدل يرجع القضاء وعلى أثره كل مستقيمي القلوب." هناك من يحسد الأشرار على قوتهم، ويرثى للمساكين المظلومين. لكن المرنم هنا يطوب المسكين المتألم، لأن الرب يؤدبه ويعلمه ليرِيحَهُ مِنْ أَيَّامِ الشَّرِّ.ويلقي الأشرار في حُفْرَةٌ = بحيرة النار (رؤ10:20) فألام البار ليست علامة أن الرب تركه = لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يَرْفُضُ شَعْبَهُ. بل هو يؤدب فقط. وفي الزمان المحدد يأتي العدل ويتحقق، ويصير القضاء بحسب عدل الله= لأنه إلى العدل يرجع القضاء. وعلى أثره كل مستقيمي القلوب= كل من كان مستقيم القلب سيسبح الله على أحكام عدله، وسيرضى الجميع باقتناع بأحكام الله. الآن قد يبدو أن أحكام الله وقضائه ليسا بحسب العدل، وذلك راجع لقصر نظرنا، ولكن في اليوم الأخير سنرى أن الله قد صنع كل شيء بحكمة. الآيات (16، 17): "من يقوم لي على المسيئين. من يقف لي ضد فعلة الإثم. لولا ان الرب معيني لسكنت نفسي سريعًا أرض السكوت." هنا تصوير لقوة الأعداء، والمرنم لم يجد من يقف بجانبه ضدهم ليخلصه =مَنْ يَقُومُ لِي عَلَى الْمُسِيئِينَ... ولكن الله معنا ينصرنا. ولذلك تجسد المسيح ليخلصنا فنحن كنا أضعف جداً جداً بل كنا في حالة عجز كامل عن أن نخلص أنفسنا. آية (18): " إذ قلت قد زلت قدمي فرحمتك يا رب تعضدني." زلت قدمي= بالخطايا والميول المنحرفة. ولكن كل من يتوب ويعترف تدركه مراحم الله. آية (19): " عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي." في وسط التجارب والأحزان لا تتركنا تعزيات الله (المسيح صاحب الثلاثة فتية في الأتون). آية (20): " هل يعاهدك كرسي المفاسد المختلق إثمًا على فريضة." الأشرار يظلمون الأبرياء، وهم لهم قوة وسلطان= كُرْسِي. ولكنه بسبب شرورهم يسمى كرسي المفاسد. وبسلطانهم يحمون أحكامهم الظالمة ويسندونها، ويسببون رعبًا لأولاد الله. بل هم يصورون بقوانينهم الظالمة أن مظالمهم لها صورة القانون، هم غشاشون، وقحون، أقوياء. المختلق إثمًا على فريضة= يضعون قوانين لها صورة الفريضة والقانون وفي داخلها حماية لشرورهم،بل هي تقنين لشرورهم. كما حدث مع المسيح فهم حاكموه كمخالف للناموس، وهكذا حاكموا كل الرسل. وهناك في أيام دانيال لفق أعداؤه قانونًا ليمسكوا به ويرموه في جب الأسود. هل يعاهدك كرسي المفاسد= هل يدخل الله في معاهدة مع هؤلاء الأشرار أي هل هو متفق معهم فيما يعملونه أو هو يحميهم؟ قطعًا لن يحدث، وطالما لن يحدث فهم محكوم عليهم بالنهاية الأليمة مهما كانت قوتهم. آية (21): "يزدحمون على نفس الصدّيق ويحكمون على دم زكي." هذا ما كان يحدث مع الشهداء والقديسين وأوضح صورة لهذا حدثت للمسيح نفسه. الآيات (22-23):- "22فَكَانَ الرَّبُّ لِي صَرْحًا، وَإِلهِي صَخْرَةَ مَلْجَإِي. 23وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ إِثْمَهُمْ، وَبِشَرِّهِمْ يُفْنِيهِمْ. يُفْنِيهِمُ الرَّبُّ إِلهُنَا." |
||||
18 - 01 - 2014, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 95 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 95 - تفسير سفر المزامير المزامير 95-100 هي مزامير تسبيح لله لأنه قد ملك. وتستخدم هذه المزامير في العبادة. اقتبس بولس الرسول في (عب3، 4) من هذا المزمور، لذلك نفهم أن الراحة المشار إليها هنا، المراد بها هو الخلاص الذي قدمه المسيح للكنيسة وفي (عب7:4) ينسب بولس الرسول المزمور لداود وهكذا فعلت الترجمة السبعينية في عنوان المزمور. الآيات (1، 2): "هلم نرنم للرب نهتف لصخرة خلاصنا. نتقدم أمامه بحمد وبترنيمات نهتف له." دعوة لنا جميعًا لنرنم ونسبح الله على الخلاص الذي صنعه والراحة التي أعدها لنا. الآيات (3-5): " لأن الرب إله عظيم ملك كبير على كل الآلهة. الذي بيده مقاصير الأرض وخزائن الجبال له. الذي له البحر وهو صنعه ويداه سبكتا اليابسة." نرتل لله لأنه عظيم وفوق الجميع حتى آلهة الأمم (الشياطين) أو يكون الآلهة هم الرؤساء والقضاة على الأرض (مز 82) أو الملائكة. الذي بيده مقاصير الأرض= أي الأماكن العميقة في الأرض، وأصل الكلمة يشير (للاختراق واختبار حقيقة الشيء) وخزائن الجبال له= أصل الكلمة يشير لمن يتعب ويكد ليستخرج كنزًا من الجبال. ويصير معنى الآية، أن الله بقوته فتش عن الإنسان (الذي في نظر الله مثل كنز يفرح به) حتى يأتي به من أعمق نقطة في الأرض، يطهره من عمق خطاياه ويجعله سماويًا كالجبال. الآيات (6-11): " هلم نسجد ونركع ونجثو أمام الرب خالقنا. لأنه هو إلهنا ونحن شعب مرعاه وغنم يده. اليوم أن سمعتم صوته. فلا تقسّوا قلوبكم كما في مريبة مثل يوم مسة في البرية. حيث جربني آباؤكم. اختبروني. ابصروا أيضًا فعلي. أربعين سنة مقت ذلك الجيل وقلت هم شعب ضال قلبهم وهم لم يعرفوا سبلي. فأقسمت في غضبي لا يدخلون راحتي." هي دعوة لمن بحث عنهم الله وهيأ لهم راحة أن يأتوا ويسجدوا له ولا يقسوا قلوبهم كما فعل الشعب في البرية فهلكوا ولم يدخلوا أرض الميعاد، أرض راحتهم. اليوم أن سمعتم = هو الزمان الحاضر، هو أي وقت تسمع فيه صوت يدعوك للعودة إلى الله. |
||||
18 - 01 - 2014, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 96 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 96 (95 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير كلمات هذا المزمور تتشابه جدًا مع تسبحة داود بمناسبة صعود التابوت إلى أورشليم (1أي7:16-36). وربما كانت تسبحة داود هذه هي الأساس وبعد ذلك تم بعض التعديلات فيها. فنجد أن (أش10:42) هي نفس الآية الأولى من هذا المزمور. والآيات في (1أي23:16-33) هي نفسها تقريبًا كلمات هذا المزمور، لذلك نقول أن كاتب هذا المزمور هو داود، ثم أحدثوا بعض تعديلات طفيفة عليه مأخوذة أيضًا من أقوال أنبياء مثل إشعياء ليرنموا به. الآيات (1-3): "رنموا للرب ترنيمة جديدة رنمي للرب يا كل الأرض. رنموا للرب باركوا اسمه بشروا من يوم إلى يوم خلاصه. حدثوا بين الأمم بمجده بين جميع الشعوب بعجائبه." أمام عمل المسيح الخلاصي علينا أن نشكر ونسبح. فالمسيح حين شفى العشرة البرص وعاد واحد منهم ليشكره سأل عن التسعة الباقين. واليهود سبحوا الله بسبب كل العجائب التي صنعها معهم. ونحن نسبحه بسبب الخلاص الذي أكمله لنا على الصليب. ويود كل مرنم أن يصل تسبيحه لكل الأرض وكل الشعوب ليعرف الكل عمل الله معه. وهذا ما صنعه الرسل والكنيسة بعدهم أنهم بَشِّرُوا مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ بِخَلاَصِهِ ، وحدثوا بين الأمم بمجده. ونلاحظ تكرار اسم اِلرَّبّ ثلاث مرات، نبوة وإشارة عن الثالوث الذي لم يعرف عنه إلا في العهد الجديد. وهيتسبحة جَدِيدَةً = ترنيمة جديدة أيضاً لأنها تخص العهد الجديد والذى صار فيه الخلاص بدم المسيح ، والذي فيه آمنت الأرض كلها بالله ولم يعد الإيمان قاصراً على الشعب اليهودي فقط. الآيات (4، 5): "لأن الرب عظيم وحميد جدًا مهوب هو على كل الآلهة. لأن كل آلهة الشعوب أصنام أما الرب فقد صنع السموات." هذا التسبيح موجه للرب المصلوب، إذ تؤمن أنه ولو أنه مصلوب إلا أنه مهوب على كل الآلهة (من تسميهم شعوبهم آلهة). آية (6): "مجد وجلال قدامه. العز والجمال في مقدسه." لذلك لا يقف الخطاة أمام الله ولكن يقف أمامه من تبرر بدم المسيح وامتلك فضيلة. الآيات (7، 8): "قدموا للرب يا قبائل الشعوب قدموا للرب مجدًا وقوة. قدموا للرب مجد اسمه هاتوا تقدمة وادخلوا دياره." هذه الكلمات لا تقال إلا عن كنيسة العهد الجديد، ففي أيام اليهود، كانوا ملزمين بتقديم الذبائح في هيكل أورشليم فقط، ويقول هنا= هاتوا تقدمة وأدخلوا دياره. وتقدمة مترجمة في السبعينية "ذبائح". وقوله دياره دل على الكنائس العديدة في كل العالم، وليس هيكل أورشليم. وفي كل قداس تقدم ذبيحة. وإذا فهمناها تقدمة، يكون المقصود أعمالنا الحسنة نمجد بها أبونا السماوي. آية (9): "اسجدوا للرب في زينة مقدسة. ارتعدي قدامه يا كل الأرض." الزينة المقدسة= هي الفضائل= هي أن نلبس الرب يسوع. ونسجد بخشوع. آية (10): "قولوا بين الأمم الرب قد ملك. أيضًا تثبتت المسكونة فلا تتزعزع. يدين الشعوب بالاستقامة." ما هي البشرى التي نبشر بها الشعوب (الأمم)؟ أن الرب قد ملك= وفي الترجمة السبعينية الرب قد ملك على خشبة. فالرب ملك بصليبه. وهذه الآية والتي تعتبر نبوة عجيبة عن عمل المسيح بصليبه ، وكما وردت في هذه الترجمة السبعينية تثبت أن هذه الرجمة هي بوحي من الروح القدس. وثبت كنيسته= تثبتت المسكونة. فبعد أن كان الناس في اضطراب أعطاهم سلام وثبتهم على صخرة. يدين الشعوب بالاستقامة= هذا عمل المسيح في المجيء الثاني، سيكون المسيح هو الديان. آية (11): "لتفرح السموات ولتبتهج الأرض ليعج البحر وملؤه." خلاص البشر صار موضوع تسبيح الملائكة (سفر الرؤيا). وبه صارت السماء والأرض مملكة واحدة. وجاءت الملائكة على الأرض (يو51:1). والبحر يشير للعالم وبعد أن آمن العالم سبحوا لله = ليعج البحر وملؤه. آية (12): "ليجذل الحقل وكل ما فيه لتترنم حينئذ كل أشجار الوعر." ليجذل الحقل= صرنا أرضًا بذر فيها المسيح كلمته لنعطي ثمارًا. كل أشجار الوعر والتي هي بلا ثمر، هذه تحولت لأشجار مثمرة (الأمم الوثنيين صاروا مؤمنين). آية (13): "أمام الرب لأنه جاء. جاء ليدين الأرض. يدين المسكونة بالعدل والشعوب بأمانته." ليدين الأرض= المسيح في مجيئه الأول جاء ليعطينا معرفة الحق. وسيأتي ثانية في المجيء الثاني ليدين العالم. وتكرار كلمة جاء مرتين لتشير للمجيء الأول والثاني. فالأولى نري فيها عمل المسيح مع شعبه فصار لهم ثمار وصاروا في فرح = امام الرب = المسيح الذي جاء فأثمروا وهو فرح بنتيجة عمله، وكل من يأتي بثمار ينقيه ليأتي بثمر أكثر، وكل من هو بلا ثمر يقطعه في المجيء الثاني = يدين المسكونة بالعدل (يو 15: 1-5). |
||||
18 - 01 - 2014, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 97 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 97 (96 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير بحسب السبعينية، عنوان المزمور "لداود لما ارتدت له الأرض" أي بعد أن أرتاح من الحروب ومقاومة الأعداء، وصارت له المملكة. والمسيح بصليبه امتلك أرضنا أي جسدنا، فبعد أن كنا متمردين على الله، خضعنا له، وصارت أرضنا ملكه، وأرسل روح قدسه على أرضنا فأثمرت (ثمار الروح) ولذلك نجد هذا المزمور ينقسم إلى قسمين:- o الأول: الآيات (1-6) يصور هياج العالم الطبيعي ولكنه تحت سيطرة الله. o الثاني: الآيات (7-12) يصور النتائج الروحية لمجيء المسيح وعمله الخلاصي وخضوع الكل له. آية (1): "الرب قد ملك فلتبتهج الأرض ولتفرح الجزائر الكثيرة." الله هو خالق وملك الأرض كلها. فقوله الرب قد ملك= يشير لملكه الجديد بصليبه. وكل خاطئ يتوب ويرجع إلى الله يملك عليه. لتبتهج الأرض= أي الإنسان الذي حرره الرب ، أما الفرح فهو من ثمار الروح. وتفرح الجزائر= إشارة للأمم (تك5:10) الساكنين في الجزائر البعيدة. وروحيًا فالجزيرة تشير للمؤمن الثابت الذي تحيط به الأمواج من كل ناحية. آية (2): "السحاب والضباب حوله. العدل والحق قاعدة كرسيه." السحاب= إشارة لأن الله يحجب نفسه فنحن لا نستطيع أن نعاين مجده (أع9:1). والضباب= إشارة لأن معلوماتنا عن الله ضئيلة جدًا. ولكن نعلم أن العدل قاعدة كرسيه. آية (3): "قدامه تذهب نار وتحرق أعداءه حوله." الله في عدله هو نار آكلة تحرق أعداءه المتمردين عليه (لا1:10 ، 2 +عد35:16 + تك24:19). وقُدَّامَهُ تَذْهَبُ نَارٌ = فإلهنا نار آكلة. والروح القدس حل على التلاميذ على هيئة ألسنة نار. وإلهنا "سور من نار" حولنا يحفظنا (زك5:2). والروح القدس يشعل نار المحبة في قلوبنا لله (رو12:11 + رو5:5 + مت14:24 + لو32:24 + تث24:4 + عب29:12). وهي نار إحراق وروح إحراق (أش4:4) يحرق خطايانا. آية (4): "أضاءت بروقه المسكونة. رأت الأرض وارتعدت." أضاءت بروقه المسكونة= تفهم بمعنيين مثل النار: فتفهم أولًا بأن الله يخيف أعداؤه بالبروق التي تحرق وتدمر. وتفهم أن نور الكرازة شمل العالم كله وأناره. وتفهم البروق أيضًا على أنها وعود الله التي يأتي بعدها تحقيق هذه الوعود، كما يأتي المطر بعد البروق. آية (5): "ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب قدام سيد الأرض كلها." ذابت الجبال = أمام الله تذوب الجبال. فالشعوب الوثنية (الرومان) ذابت في الكنيسة. والجبال اتخذت رمزًا للأمم التي قاومت المسيح وكنيسته (رؤ 17: 9) وكلها زالت وسيزول الباقي ، ولكن كنيسة المسيح ستبقي للأبد. آية (6): "أخبرت السموات بعدله ورأي جميع الشعوب مجده." يوم عماد المسيح انفتحت السموات وشهد الآب له. ويوم ميلاده سبحت الملائكة ولقد ذاع خبره بالكرازة، ورأي جميع الشعوب مجده = بالإيمان الذي انتشر في كل العالم ، والمؤمنين الذين مجدوا الله بأعمالهم. الآيات (7، 8): "يخزي كل عابدي تمثال منحوت المفتخرين بالأصنام. اسجدوا له يا جميع الآلهة. سمعت صهيون ففرحت وابتهجت بنات يهوذا من أجل أحكامك يا رب." هنا نرى إيمان الأمم = يخزي كل عابدي تمثال.. وإيمان اليهود = سمعت صهيون ففرحت. لقد جمع المسيح كرأس للزاوية الأمم واليهود في جسده الواحد (أف 2). آية (9): "لأنك أنت يا رب عليَّ على كل الأرض. علوت جدًا على كل الآلهة." علوت جدًا= الله عالي دائمًا. ولكنه حينما ارتفع على الصليب مجدته كل الأرض. والمسيح الذي جاء الينا متواضعًا ظهر أنه هو يهوه العظيم، وصعد المسيح وجلس عن يمين الآب. آية (11): "نور قد زرع للصديق وفرح للمستقيمي القلب." نُورٌ قَدْ زُرِعَ = نور قد أشرق.. هو المسيح نور العالم. نُورٌ قَدْ زُرِعَ لِلصِّدِّيقِ = المسيح نور من نور. هو ظهر كنور في العالم حين تجسد وبدون زرع بشر ، إنما بالروح القدس. ولم يعرفه إلاّ الصديقين. وبعد أن صعد زرع حياته في كل معمد مؤمن، فبولس يقول "لي الحياة هي المسيح" (أف21:1) ، ويقول "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيافيَّ" (غل20:2). وحسب وعده فهو وسط كنيسته كل الأيام، بل وسط أي إثنين يجتمعان بإسمه. آية (12):- "12افْرَحُوا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ بِالرَّبِّ، وَاحْمَدُوا ذِكْرَ قُدْسِهِ." |
||||
18 - 01 - 2014, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 98 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 98 (97 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير هذا المزمور يفتتح ويختم بنفس العبارات التي يفتتح بها ويختم (مز96). ويشابهه مشابهة كبرى على طول الخط. وله نفس هدف المزمورين السابقين (مز 96 - 97)، فهو نبوة عن مملكة المسيح وأنها أقيمت في العالم ودخول الأمم فيها. ودعوة الجميع لتسبيح الرب على عمله وإقامة مملكته. فإن كان من لم يعرفوا المسيح وعاشوا في العهد القديم مدعوين للتسبيح فنحن بالأولى علينا أن نسبح بعد أن خلصنا المسيح بصليبه فعلًا. آية (1): "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع عجائب. خلصته يمينه وذراع قدسه." ذراع قدسه= إشارة للمسيح قوة الله التي عملت الخلاص (أش10:40، 11+ 9:51 + أش1:53 + يو38:12). والرب صنع عجائب كثيرة لشعب إسرائيل خصوصًا في خروجهم من مصر. ولكن قوله ترنيمة جديدة = فهذا يعبر عن عمله الجديد الذي لم يكن قد قام به بعد وهو فداء الصليب. وجديدة أي لن نمل من تكرار تسبيح المسيح بسبب الخلاص الذي تم بالصليب . خلصته يمينه = اليمين هي القوة. والمسيح صار ضعيفًا، جسدًا بشريًا، ومات، لكن يمينه أي قوة لاهوته المتحد بناسوته أقامته ولم يستطع الموت أن يمسكه. صنع عجائب = إذ بقيامته أقام معه كنيسته في كل العالم. آية (2): "أعلن الرب خلاصه. لعيون الأمم كشف بره." أعلن الرب خلاصه= خلاص لكل البشرية من يد إبليس. لعيون الأمم كشف بره= لقد ظهر على الصليب أن المسيح لم يصلب لخطية فعلها، بل كان بارًا. لكنه صُلِب بسبب عدل الله الذي استوجب أن يموت هو عوضًا عن الإنسان الخاطئ. آية (3): "ذكر رحمته وأمانته لبيت إسرائيل. رأت كل أقاصي الأرض خلاص إلهنا." هذا الخلاص المقدم كان لبيت إسرائيل وللأمم حتى كل أقاصي الأرض. الآيات (4-9): "اهتفي للرب يا كل الأرض اهتفوا ورنموا وغنوا. رنموا للرب بعود. بعود وصوت نشيد، بالأبواق وصوت الصور اهتفوا قدام الملك الرب. ليعج البحر وملؤه المسكونة والساكنون فيها. الأنهار لتصفق بالأيادي الجبال لترنم معًا. أما الرب لأنه جاء ليدين الأرض. يدين المسكونة بالعدل والشعوب بالاستقامة." بعد الخلاص الذي رأيناه، ماذا نقدم لله سوى الشكر والتسبيح. وكانوا في العهد القديم يستخدمون آلات كثيرة موسيقية، ولكن كنيستنا تفضل الحنجرة البشرية على كل الآلات الموسيقية. ومع التأمل في هذه الآلات نفهم كيف نرتل. الأبواق= إشارة للكرازة بالكتاب المقدس ونحن نرتل مستخدمين كلمات الكتاب المقدس. (أش1:58). والعود= له أوتار مشدودة. إشارة لأن من يسبح عليه أن يكون مستعدًا، فالوتر المرتخي لا يعطي صوتًا. الصور= هو نوع من الأبواق أشبه ما يمكن بالمزمار. ثم ينتقل للخليقة المادية، فهو يطلب من البحر والأنهار والجبال أن تسبح= فهذه بعظمتها وروعة خلقتها تشهد لمن خلقها، ولو استطاعت لتكلمت وسبحت. وروحيًا البحر= يشير لشعوب العالم الذين كانوا متقلقلين بسبب شرورهم فكانوا يعجون ويصدرون أصوات الخلاعة، والآن بعد إيمانهم ليعجوا بأصوات التسبيح لمن خلصهم. المسكونة والساكنون فيها= كل الشعوب المؤمنة. الأنهار= هم المملوئين بالروح القدس ويفيضوا بتعاليمهم على كل المسكونة كالرسل والمبشرين وتصفيق الأيادي= هو علامة فرح هؤلاء بإيمان تلاميذهم. الجبال= المؤمنين ذوي الإيمان العالي، القديسين. وقد تشير للملائكة. |
||||
18 - 01 - 2014, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 99 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 99 (98 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير هذا المزمور مثل ما سبقه، تسبيح لله الذي أقام مملكته بصليبه على الأرض. وهذا المزمور يشير لأن عمل الله الذي كمل على الصليب بدأ منذ زمان طويل في العهد القديم. وأن الله الذي أظهر مراحمه على الصليب أظهرها بصور أخرى مع شعب العهد القديم، فالله لم يترك شعبه بل تعهدهم بأنبيائه وأخيراً أرسل إبنه "يسوع المسيح هو هوأمس واليوم وإلى الأبد" (عب8:13) . مراحم الله ثابتة لا تتغير ولكنها تجلت بصورة عجيبة على الصليب. هذا المزمور هو واحد من 3 مزامير تبدأ بأن الرب قد ملك، والمرنم يتهلل كنبوة بالمسيح الذي سيملك بصليبه. ولكن المسيح منذ الأزل هو ملك بدليل أنه جالس على الكروبيم وأنه يثبت الاستقامة والحق ومنه ترتعد الشعوب. آية (1): "الرب قد ملك. ترتعد الشعوب. هو جالس على الكروبيم. تتزلزل الأرض." ترتعد الشعوب= فالمسيح هو الديان الذي دان إبليس على الصليب وبعدله سيدين كل من يتبعه. بل بعمل روحه القدوس في الكرازة، كان من يسمع يرتعد (أع25:24 + أع11:5). فعمل الله بقوة، والكلام الذي من الروح القدس له قوة ترهب من يسمع. والله جالس على الكروبيم= ملكه أزلي، هو أعلى من الملائكة وكاروب تعني معرفة، فهم مملوئين أعينًا، أي مملوئين حكمة ومعرفة لله وأموره. وقوله جالس تفيد سموه عنهم، وتشير لراحة الله فيهم، إذ هم يعرفونه كملك السماء والأرض. ومن يعرف الله يحبه ومن يرفض الله سيرتعد من أحكامه. تتزلزل الأرض = الأرض الجماد، لا تحتمل مجد الله فتتزلزل (خر18:19 + 1مل11:19). وهكذا كل نفس حين تسمع صوت الروح القدس تتزلزل، ومن يستجيب تتغير حياته بالتوبة، ومن لا يستجيب سيجد رعبًا. آية (2): "الرب عظيم في صهيون وعالٍ هو على كل الشعوب." هذا لأن معرفة الله وناموسه وشرائعه بدأت مع شعب اليهود. وبالمسيح اجتمع اليهود مع الأمم وصار الله عالٍ على كل الشعوب= الكل آمنوا بالله. آية (4): "وعز الملك أن يحب الحق. أنت ثبت الاستقامة أنت أجريت حقًا وعدلًا في يعقوب." عِزُّ الْمَلِكِ أَنْ يُحِبَّ الْحَقَّ= "كرامة الملك أن يحب العدل" (سبعينية). والعدل يقول أن الخاطئ يموت، وهذا صنعه المسيح بدلاً عنا وسط يعقوب أي في أورشليم. آية (5): "علوا الرب إلهنا واسجدوا عند موطئ قدميه. قدوس هو." علوا الرب إلهنا= علُّوه ومجدوه بالرغم من أنكم ترونه الآن متواضعًا على الصليب. لذلك فتسبحة البصخة "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.." ومن إستجاب وفهم وأدرك عظمة عمل المسيح إلهنا الذى عمله على الصليب ماذا يصنع ؟ اسجدوا عند موطئ قدميه= يفهم اليهود أن موطئ قدمي الله هو هيكل سليمان (مرا 1:2) وفي العهد الجديد نفهم أن هيكل سليمان يشير لجسد المسيح (يو21:2). فموطئ قدمي الله هو جسد المسيح، فرأس المسيح هو لاهوته لارتفاع علوه وسيادته، وأما قدميه فهو الجسد الذي لبسه ليسير به على الأرض. وصار مكان صليبه هو موطئ قدميه. ومهما حاولنا أن نرفع عقولنا لندرك علو ارتفاعه سنفشل، ولعلنا نتواضع ونسجد أمامه، أمام سر تجسده ومحبته التي بهما كان يسير على الأرض حبًا لنا. لنسجد لهذه المحبة العجيبة التى كانت سببا فى حياتنا الأبدية. الآيات (6، 7): "موسى وهرون بين كهنته وصموئيل بين الذين يدعون باسمه. دعوا الرب وهو استجاب لهم. بعمود السحاب كلمهم. حفظوا شهاداته والفريضة التي أعطاهم." يسوع هذا الذي نراه مصلوباً، هو من تنبأ عنه الأنبياء، بل هو الذي أرسلهم حباً لشعبه، ليعلموا شعبه الوصايا، فلا يهلك الشعب، بل هم كانوا رجال صلاة يتشفعون عن الشعب، وكانوا يصلون له، فهو يهوه ، وهو يستجيب. هم كانوا كهنة يقدمون ذبائح رمزاً للذبيح الأعظم الذي إستجاب أخيراً لصلواتهم وقدم نفسه. بِعَمُودِ السَّحَابِ كَلَّمَهُمْ = عمودالسحاب رمز لروح الله الذى كان يقودهم وهم نقلوا ما قاله الروح بأمانة = حَفِظُوا شَهَادَاتِهِ . وقد نفهم أن عمود السحاب يشير لعدم فهمهم للنبوات الى قالوها كما يخفى السحاب الشمس لكنهم كتبوا ما سمعوه من الروح بأمانة ، وتحقق كل ما كتبوه . آية (8): "أيها الرب إلهنا أنت استجبت لهم. إلهًا غفورًا كنت لهم ومنتقمًا على أفعالهم." كان الله يستجيب لهم في شفاعاتهم عن الشعب، وينتقم من أعداء الشعب وكل من قاومهم (قورح/داثان.. العماليق..). وقد استجاب أخيراً بصليبه وفدائه الذى تنبأوا عنهوالذي به غفر فعلاً كل خطايا المؤمنين، وبه انتقم من إبليس وأتباعه. آية (9):- "9عَلُّوا الرَّبَّ إِلهَنَا، وَاسْجُدُوا فِي جَبَلِ قُدْسِهِ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَنَا قُدُّوسٌ." |
||||
18 - 01 - 2014, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 100 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 100 (99 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير هو مزمور حمد وشكر على مراحم الله المستمرة منذ البدء وحتى الآن وإلى الأبد. فهو صنعنا، وجعلنا قطيعه، واهتم بنا كراعٍ صالح. لذلك نجد نغمة الفرح في هذا المزمور فنحن عبيد الله الواحد القدير وحده، وهو يعتبرنا خاصته لذلك نفرح ونشكر. الآيات (1-5): "اهتفي للرب يا كل الأرض. اعبدوا الرب بفرح. ادخلوا إلى حضرته بترنم. اعلموا أن الرب هو الله. هو صنعنا وله نحن شعبه وغنم مرعاه. ادخلوا أبوابه بحمد دياره بالتسبيح احمدوه باركوا اسمه. لأن الرب صالح. إلى الأبد رحمته وإلى دور فدور أمانته." عمل القديسين هو التسبيح. وعلى كل الأرض أن تسبح لأن الله غلب لنا عدو كل البشر، إي إبليس. وصيرنا أبناء لله، فلهذا نفرح ونسبح. ادخلوا أبوابه= الأبواب التي تدخلنا لله هي الإيمان ثم المعمودية ثم التوبة ثم الدخول للكنيسة للصلاة والتناول لنثبت فيه، ثم بأعمالنا الصالحة التي تمجده وتشهد له أمام العالم. ورحمة الله ثابتة إلى الأبد لكل قديسيه المؤمنين به الذين دخلوا من أبوابه. |
||||
|