الخطيئة: برص النفس
يتساءل الانسان: ما هي ردة فعلنا تجاه الخلاص الذي منحنا إياه السيد؟ أو ما هو الشيء الذي يبعدنا عن السيد ويجعلنا أناس غير صالحين؟ طبعاً الخطيئة، التي هي الشكل البشع لبرص النفس.
جوهر الخطيئة
جذور أصل الخطيئة موجود في الحرية البشرية، الشر ليس سوى عدم طاعة الله، الإنسان مجبول من الله كي يميل للفضيلة، وعندما يخطئ يتجاوز طبيعته لأن الله لم يخلق الإنسان كي يشعر بالحاجة للخطيئة، للخطيئة مركز في وسط شخص الإنسان، كل فسادها تنبع من فساد نفس الإنسان.
الجسد قابل للفساد أما النفس فهي غير قابلة للفساد. يمكن للخطيئة أن تفسدها كما يفعل البرص للجسد، ويمكنه أن يضعفها ويجعلها نتنة، وهذا الفساد يقودها للإرتباط برابط لا ينفك مع الموت الأبدي.الجسد ليس مسؤول عن حدوث الخطيئة بل النفس، ليس لأن الجسد هو عدو النفس ولكنه يطيعها، كما آلة العود والعازف أو السفينة و القبطان. إذا الخطيئة هي قرار خاطئ للنفس والتي تأتي بشكل مضاد لناموس وصايا الله.
الخطيئة هي مرض
هذه هي حقيقة الإنسان الخاطئ فهو عضو مريض في جسد الكنيسة، بالنسبة للجسد هناك الكثير من الأمراض التي لا علاج لها أما الروحية فلا يوجد مرض روحي بلا علاج. بالعموم الخطيئة تنقل الإنسان من الحياة للموت، الخطيئة هي مرض النفس كي نتطهر منها نحتاج لسر التوبة، سر الإعتراف، فالخطيئة تقود للموت الروحي والشخص الخاطئ هو قاتل لنفسه، بالتأكيد عندما لا نتوب ولا نعترف نكون مجرمين وقاتلين لنفسنا.
النفس عندما تموت روحياً لا تنحل كما الجسد في التراب لكن تصبح كل الأهواء وخاصة الجسدية وحشية، عندما تفقد جوهرها، أي مخافة الله، تسقط ميته، والشيطان الذي ربطها بالأهواء يكون الحارس لجسدها المائت. الخطايا هي أسوء من الدود الذين يحلّون الجسد اما هم فيقتلون الروح.
لا يوجد سعادة من الخطيئة لا بل تقود الخطيئة إلى الألم. تملأ النفس بالغباء وتقتل الضمير، لذلك لا يوجد سعادة من وراء الخطيئة ولكن تعاسة باستمرار. ومن الخطيئة يعاقب الانسان نفسه بتأنيب الضمير المستمر. ونتمنى أن يقوده هذا التأنيب للدواء الروحي الذين هما التوبة والاعتراف.
الخطايا
جذر الخطيئة هي الشهوة، وكما أن الدخان يعمي العينين من الرؤية كذلك الشهوة تعمي النوس. لذلك يجب أن لا نعاقب الخطيئة فقط بل والشهوة، وبالتأكيد لا يوجد فروقات بين الخطايا ولكن الفرق في مسبب الخطيئة. هل يوجد خطايا صغير وكبيرة؟ كلاهما تجاوز لناموس الله، لا يكفي أن لا نسرق ونخطأ ولكن الذي لا يعمل الخير يعاقب.
الشخص الذي لا يرحم هوشخص واقع في الظلام ولا نور فيه، أما القاتل فيعتبر مرافق للشيطان. الإدانة هي من أكبر الخطايا، وحتى أن يترافق أحدنا مع أناس خطأة هي خطيئة كبيرة حتى لو لم يفعل شيء من الخطأ. الذي ينشر الخطيئة بين الناس يخاصم الله، الحكم في الخطيئة يعود لله. الغضب الإدانة والحسد هي أهواء النفس، الضغينة والحقد هي خطيئة أكبر من الزنى، المجد الباطل يفرغ الإنسان من الداخل، اللسان وكل الخطايا: السكر والحلفان والطمع والجشع والأنانية والقتل والشراهة واللواط و… هي جذور عدم احترام بنوة الله، وننتهي بالإدانة التي تُفسد ذاك الذي يُدين بدون حق.
الأبرص السامري الصالح لديه إيمان حقيقي وقلب طاهر لذلك نال الخلاص. التسع الباقون نالوا فقط الشفاء. باعترافنا بخطاينا للكاهن سنشفى روحياً وسنخلص.