( كتاب خبرات في الحياة) للقديس المثلث الرحمات البابا شنودة الثالث

[Magdy Monir]

91 - واعظ مشهور

قال لي ذلك الواعظ المشهور:

هل تعرف كم عدد العظات التي ألقيتها هذا العام؟

فقلت له:

بل اريد ان اعرف:

كم عدد الذين تابوا هذا العام متأثرين بعظاتك،

ورجعوا الى الله.

[Magdy Monir]

92 -الهروب والتحرر





شتان بين الهروب من الخطأ، والتحرر من الخطأ.
قد يحاول إنسان ان يهرب من الخطأ وفي نفس الوقت لا يكون قد تحرر من هذا الخطأ على الرغم من عدم وقوعه فيه.
الهروب من الخطأ شىء خارجى. والتحرر من الخطأ حالة داخل القلب.
على ان الهروب من الخطأ هو خطوة اولى، ربما تكون للمبتدئين، اما التحرر من الخطأ فهو للكاملين.
واحيانا يكون الهروب من الخطأ دليلا على الخوف من الوقوع فيه وهذا يدل على عدم التحرر من الداخل!
وقد يكون الهروب من الخطأ دليلا على رفضه له، كما حدث مع يوسف في هروبه من زوجة سيده...
وبعض القديسين يهربون من الخطأ بلون الاتضاع لكيما يردوا بهذا على شيطان المجد الباطل.
واحيانا يهربون لكي يفرغوا انفسهم للعمل الروحى الايجابى البناء. اما داخلهم فهو متحرر من هذا وغيره.

[Magdy Monir]

93 - هل الصمت فضيلة؟

ليس الصمت فضيلة بالمعنى المطلق... ففى بعض الاحيان ندان على صمتنا...

انما الامر يحتاج الى حكمة نعرف بها متى نتكلم ومتى نصمت؟

وإن تكلمنا، كيف يكون الكلام.

والرجل الحكيم لا يصمت حين يجب الكلام ولا يتكلم حين يجب الصمت.

[Magdy Monir]

94 - داخل الكنيسة

لست اعجب لمن يجرفه العالم فيهلك...

فهذا شىء طبيعى، وامثلة كثيرة...

وإنما اعجب لمن يهلك وهو داخل الكنيسة وربما هو خادم!

يهلك عن طريق الكبرياء وحب السيطرة والغضب أو محبة المديح

او بسبب الانحراف العقيدى أو ان يضيعه العناد والتمسك بالرأى ومعاداة الكل...!

هذا قد دخل الى الخدمة ودخلت اخطاؤه معه.
وبها يهلك ويهلك غيره.

[Magdy Monir]

96 - مراحل

نحن في الحياة نعبر مراحل، يجتازها القلب والفكر والحس والروح. كل مرحلة لها مفعولها وتأثيرها. ولها مدى زمني لا تتعداه.

فالجلجثة مرحلة، والقيامة مرحلة، والصعود مرحلة توصل إلى الجلوس عن يمين الآب... وهنا الاستقرار.

والجلجثة -كمرحلة- لا تستمر مدى الحياة.

أنها تعبر حين نفرح بالقيامة ونقوم بحالة أفضل. ويتحول الصليب إلى إكليل ومجد...

وسعيد من ينظر باستمرار وفي رجاء إلى المرحلة المقبلة.

وسعيد من لا تستقطبه المشكلة.

فالمشكلة مجرد مرحلة. وحل المشكلة مرحلة أخرى.

بالإيمان عش في الحل وافرح ناظرا إلى ما لا يرى.

الدنيا كلها مرحلة توصل إلى مرحلة أخرى، هى الأبدية...

[Magdy Monir]

97 - فى غيبة المسجل

البعض يحترس في كلامه ويدقق حينما يقف امام جهاز تسجيل (ريكوردر) وذلك لان الجهاز يسجل عليه كل ما يقوله...

فاذا لم يكن امامه ريكوردر، يتكلم بغير احتراس وبغير تحفظ. ولا يبالى اذا اخطأ ما دام ليس هناك مسجل ولا رقيب وليست هناك مؤاخذة أو مساءلة.

بينما كل كلمة يقولها محسوبة عليه هنا وفي السماء.

سواء كانت مسجلة على شريط أو غير مسجلة. هوذا السيد الرب يقول
" ان كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا في يوم الدين.
لان بكلامك تتبرر وبكلامك تدان"
(متى 12: 36، 37).

ونفس الوضع لمن يدقق فقط امام آلة التصوير.

انها ايضا تسجل عليه ملامحه واعماله وحركاته ومظهره... وفي غير وجودها قد لا يبالى بشىء من كل هذا...!

[Magdy Monir]

98 - أحاديث متعبة

قال له وهو متضايق جدا.

- ماذا افعل لمن يضيع وقتى في سماع شىء انا اعرفه تماما وقد سمعته مرارا؟! أو من يحاول ان يقنعنى بشىء انا كقتنع به من قبل ومهما اخبرته بأننى مقتنع يصر على ان يشرح ليقنعنى!

وماذا افعل مع من يحدثنى طويلا وتكون محصلة كلامه هى لا شىء، ثم يطلب موعدا آخر لكي يضيف الى هذا اللاشىء لا شيئا آخر؟!

- قلت له: لعل هؤلاء يريدون لك فضيلة حسن الاستماع.

- قال: حاللنى. ولكن اعصابى تعبت من ذلك وارهقت.

- قلت له: الافضل مع هؤلاء ان تقود انت الحديث أو تحاول ان تغير مجرى الحديث ان بدأوا هم وتستمر في قيادته...

[Magdy Monir]

99 - المتحدث اللبق

المتحدث اللبق هو الذي يكلمك فيما تريد انت ان تسمعه وليس فيما يريد هو ان يقوله...

وان اراد ان يقول لك شيئا فانه يعرضه عليك بطريقة مشوقة بحيث تريد ان تسمع... حتى ان سكت ولم يكمل تستحثه ان يسمعك باقى الحديث.

انه يشبع اذنيك بما تحب ولا يفرض عليك سماع ما لا يرضيك.

وان لاحظ على ملامحك ميلا الى عدم سماع شىء، لا يطيل ولا يستمر، بل ينسحب من الموضوع بطريقة لبقة، ليحول حديثه الى ما يعرف انه يعجبك... وفي كلامه يثير لهفتك ويثير اهتمامك الى كل ما يقول.

وتشعر باستمرار ان كلامه مريح لاذنيك ولعقلك وقلبك.

لهذا نجد ان المتحدث اللبق يشد انتباه سامعيه اليه، بعكس من يتكلم في موضوعات لا تهم السامعين ويطيل الى ان يملوا. ولا تكون لديهم قابلية للانصات أو لتكملة السماع...!

[Magdy Monir]

100 - أسلوب الضجيج

إنه نوع قابلناه اثناء خدمتنا...

نوع من الناس يظن انه يصل الى تنفيذ رغباته في الكنيسة عن طريق الشغب والضجيج والمطبوعات والمنشورات وإثارة الناس وكثرة الحديث هنا وهناك، ظانا ان الكنيسة – لكي تتفادى ضجيجه – تنفذ له ما يريد!

ان جو الكنيسة الروحى لا تناسبه هذه الاساليب غير الروحية، فهى محاولة لادخال جو العالم الى الوسط الكنسى. ولا تستطيع الكنيسة ان تخضع لهذه الاساليب، والا يتعودها الناس...

[Magdy Monir]

101 - سلوك واحد

يجب ان نوفق بين حياتنا داخل الكنيسة وحياتنا خارجها.

بحيث تسيران في خط واحد بلا تناقض.

لانه لا يصلح ان تكون للإنسان شخصيتان:

احدهما لبيت الله، والاخرى للعالم.

الإنسان البار هو هو،

لا يلبس لكل مكان وجها خاصا.