السفير المولود... والملك الموجود ....والفرح بلا حدود
للقمص روفائيل سامي
طامية-فيوم
السبت 29 ديسمبر 2012
+ السفير المولود :-
'وأما أليصابات فتم زمانها لتلد فولدت ابنا.وسمع جيرانها وأقرباؤها أن الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها.وفي اليوم الثامن جاءوا ليختنوا الصبي و سموه باسم أبيه زكريا.فأجابت أمه وقالت لا بل يسمي يوحنا.فقالوا لها ليس أحد في عشيرتك تسمي بهذا الاسم.ثم أومأوا إلي أبيه ماذا يريد أن يسمي.فطلب لوحا و كتب قائلا اسمه يوحنا فتعجب الجميع.وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله.فوقع خوف علي كل جيرانهم و تحدث بهذه الأمور جميعها في كل جبال اليهودية.فاودعها جميع السامعين في قلوبهم قائلين أتري ماذا يكون هذا الصبي وكانت يد الرب معه.' (1: 57-66) هذا السفير الذي تنبأ عنه ملاخي قائلا' ها أنذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي ويأتي بغتة الي هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا يأتي قال رب الجنود'.(ملا 3: 1) أنه جاء بعد إعداد سماوي مهيب جاء ليعد الطريق ويمهد القلوب ويعلن أن الله تحنن علي البشرية التي أحبها حتي المنتهي فجاء شاهدا للإله المتجسد منذ أن كان في بطن أمه جاء ليعلن أن ملء الزمان حان وملكوت الله قريب فكتب عنه القديس متي قائلا'و في تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية.قائلا توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات.فأن هذا هو الذي قيل عنه بأشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة.ويوحنا هذا كان لباسه من وبر الأبل وعلي حقويه منطقة من جلد وكان طعامه جرادا و عسلا بريا.حينئذ خرج إليه أورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالأردن.واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم.فلما رأي كثير من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلي معموديته قال لهم يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي.فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة.' (مت2: 1-8) نعم أنه سفير الحق الإلهي ولد في ملء الزمان .
+ الملك الموجود :-
'وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلا.مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه.وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه.كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر.خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا.ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس.القسم الذي حلف لإبراهيم أبينا.أن يعطينا أننا بلا خوف منقذين من أيدي إعدأئنا نعبده.بقداسة و بر قدامه جميع أيام حياتنا.وأنت أيها الصبي نبي العلي تدعي لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه.'( لو1: 67-76 )لقد كان المسيح الملك موجود في بطن العذراء عند زيارتها لبيت زكريا كما قال الكتاب'فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلات أليصابات من الروح القدس.وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك.فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي.فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني.' (لو1: 41-44) بل موجودا أيضا بروحه في وقت ولادة سفيره الذي قال عنه أنه سينطلق أمامه وليذكر العهد الذي حلف به لإبراهيم ومع هذا يجب أن نعرف أنه كما قال عنه أثينا غوراس أنه سرمدي أي أبدي أزلي لا يخلو منه مكان أو زمان موجود دائم صادق في وعده حي فينا بروحه القدوس وثابت بمسحته المقدسة كما يقول القديس يوحنا عنه '....و هذا هو الوعد الذي وعدنا هو به الحياة الأبدية.كتبت إليكم هذا عن الذين يضلونكم.وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم و لا حاجة بكم إلي أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي حق وليست كذبا كما علمتكم تثبتون فيه.والآن أيها الأولاد اثبتوا فيه حتي إذا أظهر يكون لنا ثقة ولا نخجل منه في مجيئه.أن علمتم أنه بار هو فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه.'(1يو2: 24-29 )فشكرا لمن هو كائن بذاته وحي بروحه.
+ والفرح بلا حدود :-
'لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم.بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء.ليضيء علي الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي أقدامنا في طريق السلام.أما الصبي فكان ينمو ويتقوي بالروح وكان في البراري إلي يوم ظهوره لإسرائيل' (لو1: 77-80) جاء في الآيات الأولي لفصل هذا الإنجيل أن الرب عظم الصنيع لأليصابات ففرح جيرانها وأقاربها وهنا أقول الفرح ليس فرحا خاصا بالأقارب والجيران أنما فرح لكل الخليقة التي أعلن الرب محبته لها عن طريق خدمة التجسد الإلهي التي بها يتمتع الجميع بالخلاص وغفران الخطايا كما تنبأ زكريا بل بولادة المعمدان عرف العالم كله أن الله تحنن وترأف علي الخليقة وجاء ليخلصها من ظلام الخطية وأسر أبليس الذي سيطر علي البشرية قرونا طويلة وكما أن الله المخلص بلا حدود فهكذا الفرح والسلام الذي منحنا إياه لابد أن يكون بلا حدود لهذا كان علي البشرية كلها أن ترجع إلي ما رنم به مزمور عشية هذا اليوم القائل' لتفرح السماوات و لتبتهج الأرض ليعج البحر وملؤه.ليجذل الحقل وكل ما فيه لتترنم حينئذ كل أشجار الوعر.أمام الرب لأنه جاء ليدين الأرض يدين المسكونة بالعدل والشعوب بأمانته' (مز96: 11-13) هذا الفرح السماوي العجيب لم تعرفه البشرية من قبل بل بدأ به المعمدان وهو في بطن أمه وابتهجت به العذراء مريم في تسبيحتها قائلة ' تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي ' نعم أنها بهجة الخلاص التي أنعم بها إله الحب لكل من يؤمن به مرنما تسبيح الغلبة والخلاص الذي لنا بفرح مملوء مجدا
وإلي اللقاء مع غالب...ومغلوب...ونبوة.