منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 10 - 2012, 07:21 PM   رقم المشاركة : ( 41 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,558

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: النبوات عن السيد المسيح

أنت المسيح ابن الله الحي
- 3 -
يسوع المسيح ينسب إلى ذاته الأبدية



بقلم المتنيح ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس


وكما يتصف الله وحده بالأزلية، كذلك يتصف وحده بالأبدية. فالله وحده هو الأزلي لأنه البدء والبداءة والمبدئ لكل شيء، ولا بداية له، وهو وحده الأزلي لأنه لا نهاية له.

يقول الوحي: « مُنْذُ ٱلأَزَلِ إِلَى ٱلأَبَدِ أَنْتَ ٱللّٰهُ» (مزمور 90: 2).
«مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلأَزَلِ وَإِلَى ٱلأَبَدِ» (مزمور 41: 13، 106: 48، أخبار الأيام الأول 16: 36، 29: 10، نحميا 9: 5، دانيال 2: 20).

«هٰكَذَا قَالَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْمُرْتَفِعُ، سَاكِنُ ٱلأَبَدِ، ٱلْقُدُّوسُ ٱسْمُهُ» (إشعياء 57: 15).

«أَمَّا ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلٰهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ» (إرميا 10: 10 تنظر أيضاً التثنية 33: 27).

فإذا وصفت الحياة بالأبدية، فلأن الله هو الحياة.
وأما ما هو مخلوق فلا يوصف بأنه أبدي، لأن الأزلي هو وحده الأبدي.

نعم يوصف الإنسان بالخلود، وتوصف الملائكة بالخلود. لكن الخلود هو غير الأبدية. الخلود منحة الله للكائنات العاقلة، لأنها ما دامت مخلوقة فهي قابلة للفناء. والخلود إذن منحة ونعمة مفاضة عليها ليست من طبيعتها هي.

على أن وصف نفسه لا بالخلود فقط بل بالأبدية التي لا يتصف بها غير الله وحده.

(1) قال يسوع المسيح لعبده ورسوله يوحنا «أَنَا هُوَ ٱلأَلِفُ وَٱلْيَاءُ، ٱلْبِدَايَةُ وَٱلنِّهَايَةُ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ ٱلْكَائِنُ وَٱلَّذِي كَانَ وَٱلَّذِي يَأْتِي، ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْء» (الرؤيا 1: 8)

(2) ويقول القديس يوحنا في رؤياه : «كُنْتُ فِي ٱلرُّوحِ فِي يَوْمِ ٱلرَّبِّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتاً عَظِيماً كَصَوْتِ بُوقٍ قَائِلاً: «أَنَا هُوَ ٱلأَلِفُ وَٱلْيَاءُ. ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِر» (الرؤيا 1: 10 و11). وكان هذا الصو العظيم هو صوت الرب يسوع بعينه، لأن القديس يوحنا التفت لينظر الصوت العظيم الذي تكلم معه، ولما التفت رآه في صورة «ٱبْنِ إِنْسَانٍ، مُتَسَرْبِلاً بِثَوْبٍ إِلَى ٱلرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقاً عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ. وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَٱلصُّوفِ ٱلأَبْيَضِ كَٱلثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ. وَرِجْلاَهُ شِبْهُ ٱلنُّحَاسِ ٱلنَّقِيِّ، كَأَنَّهُمَا مَحْمِيَّتَانِ فِي أَتُونٍ. وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. وَمَعَهُ فِي يَدِهِ ٱلْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَٱلشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا. فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ ٱلْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ، وَٱلْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» (الرؤيا 1: 12-18). ولقد شرحنا هذا النص من قبل وبينا أن المتكلم هو الرب يسوع بنفسه، لأن القديس يوحنا رآه في الجسد، ووصف قامته وثوبه الأبيض ومتطقة الذهب عند ثدييه، كما وصف كذلك شعره ورأسه وعينيه وفمه وقدميه وعرفه بنفسه، وفي تعريفه بنفسه وصف الرب يسوع ذاته بأنه « ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ، وَٱلْحَيُّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ» أي أنه نسب إلى ذاته الأبدية التي لا يتصف بها غير الله وحده، وأنه سيظل حياً إلى أبد الآباد.

(3) وقد ألح ربنا يسوع على نفس الحقيقة في وضع آخر، في قوله لعبده ورسوله القديس يوحنا «وَٱكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ سِمِيرْنَا: «هٰذَا يَقُولُهُ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ، ٱلَّذِي كَانَ مَيْتاً فَعَاشَ» (الرؤيا 2: 8). وواضح أن الذي ينسب إلى ذاته الأبدية في هذا النص، هو الرب يسوع المسيح لأنه هو الذي مات ثم عاد إلى الحياة بقيامته من بين الأموات.

(4) وهو بذاته القائل « أَنَا هُوَ ٱلأَلِفُ وَٱلْيَاءُ، ٱلْبِدَايَةُ وَٱلنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي ٱلْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ ٱلْحَيَاةِ مَجَّاناً» (الرؤيا 21: 6) وكما قلنا سابقاً نقول هنا إن الذي وعد كثيراً وفي مواضع متفرقة أن عنده ماء الحياة، الماء الحي، الذي ينبع إلى الحياة الأبدية هو الرب يسوع، وهو الذي يصف ذاته بأنه الأبدي الذي لا نهاية له.

(5) ويكرر نفس المعنى، وذات الحقيقة، وهو في مجال الوعد بمجيئه الثاني، والحساب بالثواب ولاعقاب الذي سيجري أمام عرشه الأبيض، ومنبره، لأنه وحده الديان: «هَا أَنَا آتِي سَرِيعاً وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ. أَنَا ٱلأَلِفُ وَٱلْيَاءُ، ٱلْبِدَايَةُ وَٱلنِّهَايَةُ، ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ» (الرؤيا 22: 12 و13).

هاتان الصفتان الإلهيتان: الأزلية والأبدية، ينسبهما الرب يسوع إلى ذاته بنفس القوة التي تنسبان بها إلى الله. فإذا لم يكن المسيح هو الله، فكيف يجرؤ يسوع المسيح أن يصف ذاته بالأزلية والأبدية، ويقول بغير تحفظ « أَنَا ٱلأَلِفُ وَٱلْيَاءُ، ٱلْبِدَايَةُ وَٱلنِّهَايَةُ، ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ» ؟ لو أن إنسان نسب ذلك إلى ذاته لكان مجدفاً. فنحن الآن أمام قضية حادة: إما أن يكون المسيح مجدفاً، وإما أن يكون صادقاً. فإذا كان صادقاً - ولا شك في ذلك - فلا مفر من أن يكون هو الله متجسداً.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 10 - 2012, 07:22 PM   رقم المشاركة : ( 42 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,558

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: النبوات عن السيد المسيح

كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث

22- له المجد إلى الأبد


1 عبارة " له المجد إلى الأبد" (هي عبارة خاصة بالله وحده، وهي تدخل في تسبحة السارافيم له (أش6: 3).


2 وهذا المجد الإلهي، لا يعطيه الله لكائن آخر. وهكذا قال في سفر اشعياء النبي

" أنا الرب. هذا اسمي، ومجدي لا أعطية لآخر" (اش42: 8)، فإن ثبت أن
كان له هذا المجد، فهذا لابد يكون دليلاً على لاهوته ولا يمكن أن يكون له مجد الآب، إلا لو كان هو الله. فالله لا ينافسه غيره في مجده.


3 الكتاب يعطينا فكره أن

له هذا المجد، اللائق به كإله. فهو يجلس في مجده، كديان لجميع الشعوب والأمم، إذ يقول


" ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب..." (متى25: 31، 32).

والمعروف أن الدينونة هي عمل الله، كما ورد في (تك18: 25).


4 ويقول معلمنا بطرس الرسول

" ولكن انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الآن وإلى يوم الدهر" (2بط3: 18). وعبارة (ربنا) مع عبارة (له المجد) دليل واضح على اللاهوت.

5 ويقول أيضاً

" لكي يتمجد الآب في كل شئ بيسوع المسيح الذي له المجد والسلطان إلى الآبدين آمين" (1بط4: 11).

وما أجمل أن نقارن هذه الآية وسابقتها بقول القديس يهوذا الرسول

" الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلى كل الدهور آمين" (يه25).

المجد للذي للآب هو نفسه الذي للابن.


6 بل يذكر الكتاب أن

له نفس مجد الآب.


فيقول
" فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" (متى16: 27). ويقول أيضاً " لأن من استحي بي وبكلامي، فبهذا يستحي ابن الإنسان متى جاء بمجده ومجد الآب والملائكة والقديسين" (لو9: 26).


7 ومساواة الابن للآب في المجد واردة في سفر الرؤيا من حيث أنه

" في وسط العرش" (رؤ7: 17).

وأيضاً في تلك التسبحة التي سمعها الرائي من كل خليقة مما في السماء وعلي الأرض وتحت الأرض.. ويقول سمعتها قائلة

" للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين" (رؤ5: 13).

نفس المجد والسلطان الذي للآب هو للابن شبة بخروف كأنه مذبوح (رؤ5: 6). وهذا المجد المساوي هو إلى أبد الآبدين. ولاشك أن هذا دليل على لاهوته.

8 ويتحدث
عن هذا المجد فيقول عن هذا فيقول "جلست مع أبي في عرشه" (رؤ3: 21). وهذا المجد كان له عند الآب قبل كون العالم (يو17: 4، 5).
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 10 - 2012, 07:23 PM   رقم المشاركة : ( 43 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,558

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: النبوات عن السيد المسيح

علم الكريستولوجي
لاهوت السيد المسيح



بقلم نيافة الأنبا رافائيل


الكريستولوجي هو علم دراسة لاهوت السيد المسيح، وشخصه، وطبيعته، وما يخص معرفتنا به.

أهمية دراسة الكريستولوجي:

من خلال هذا العلم نتعرف على السيد المسيح الذي نعبده، مَنْ هو؟ وفيما نحن نتعرف عليه سوف ندرس الهرطقات التي برزت في التاريخ ضد السيد المسيح، سواء هذه التي انتقصت من ألوهيته أو مجده، أو تلك التي أنكرت ناسوته، أو التي فصلت بين اللاهوت والناسوت. كما سوف نتعرف على موقف الكنيسة، وكيف دافعت بحزم ضد أي انحراف في الإيمان الأصيل.

إن الحديث عن السيد المسيح هو أساس المسيحية، والتغيير في الإيمان بالمسيح يُهدد المسيحية .. بل يهدمها، لذلك يجب أن يكون إيماننا قويًا وراسخًا، وفيه وعي لاهوتي على مستوى عالي.

لاهوت السيد المسيح له المجد:

نحن نؤمن أن المسيح هو الله، هذا الإيمان لم يكن استنتاجًا أو اكتشافًا ولكنه إعلان إلهي. هناك مَنْ يدّعون أن المسيح هو إنسان عادي، وأن مَنْ اخترع قصة ألوهية المسيح هو مُعلِّمنا بولس الرسول.

وهناك مَنْ يقولون إن المسيحيين في القرون الأولى كانوا يعرفون أن المسيح مجرد نبي وإنسان، وذلك حتى مجمع نيقية ومجيء أثناسيوس الذي اخترع موضوع لاهوت المسيح.

وهم يستدلون على قولهم هذا بقول القديس أثناسيوس: "وأنا ضد العالم" إذ يقولون إن العالم كان أريوسيًا يؤمن أن المسيح مجرد نبي، لكن أثناسيوس فقط هو الذي نادى بأن المسيح هو الله، واستطاع أن يغيِّر الإيمان المسيحي ويحرِّفه (حسب رأيهم).

وعلى حد قولهم يكون المسيح نفسه لم يكن يقول إنه إله، ولم يقل أحد عنه إنه إله حتى مجيء مُعلِّمنا بولس الرسول (الذي اخترع قصة ألوهية المسيح)، وسيطرته على بقية الرسل وعلى الإيمان المسيحي، أو حسب الرأي الآخر حتى مجيء أثناسيوس الرسول. وكأن المسيح لم يكن يُقدّر ذلك، ولا يعرفه، ولم يكن يدري بألوهيته.

لذلك لابد أن ندرس:



كيف أن المسيح هو الله؟

المسيح هو الله لأننا استلمنا ذلك، كما استلمنا كل بنود الإيمان. إن إيماننا ليس مبنيًا على الآيات فقط، بل على الفهم السليم لنصوص الآيات، وذلك لأن هناك مَنْ يستخدمون الآيات ويعيدون ترتيبها بطريقة خاصة بهم، ويخرجون بمفاهيم تؤدي إلى إيمان غير سليم.

يقول القديس إيريناؤس: "صنع فنان موهوب صورة جميلة لأحد الملوك من الجواهر الثمينة والفسيفساء، لكن شخصًا آخر فك هذه الحجارة، وأعاد تركيبها بأسلوب آخر، ليقدم صورة كلب أو ثعلب، ثم زعم أن هذه الصورة هي الصورة الأصلية التي صنعها الفنان، وتعلل قائلاً: إن هذه الحجارة أو الفسيفساء هي أصلية، والحق أن التصميم الأصلي قد تهدم وضاع نموذج الإنسان الموضوع.

ويقصد القديس إيريناؤس أن يشرح كيف أن الهراطقة رتبوا الآيات بطريقة خاصة شوهت الإيمان في أذهانهم المنحرفة، وادّعو أن هذا هو الإيمان السليم بحجة أنهم يستخدمون نفس آيات الكتاب المقدس.

لذلك فعليَّ أن أُميز بين الصواب والخطأ في مفاهيم الإيمان، وأتساءل: ما هو الترتيب الصحيح؟ وما هي المفاهيم التي انتقلت من الأجداد إلى الآباء ثم الأحفاد؟!

هذا هو الإيمان والمنهج الأرثوذكسي، وهذا ما يُميز المنهج الأرثوذكسي عن المناهج المنحرفة إيمانيًا.

إننا استلمنا العقيدة كمفاهيم مدعومة بالآيات، وليست آيات مرصوصة حسب استحسان البشر، أو استنتاج أو استنباط المفسرين، ولكن من تسليم الآباء الذين أخذوه من المسيح وسلّموه لنا بكل أمانة، حسب قول مُعلِّمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس في (2تي2: 2): "ما سمعته مني بشهود كثيرين، أُودعه أناسًا أمناء، يكونون أكفاء أن يُعلِّموا آخرين أيضًا".

إن الاعتماد على النص فقط يؤدي إلى انحرافات خطيرة في الإيمان، فالمهم هو المفاهيم أكثر من النصوص. لذلك يقول السيد المسيح عن كلامه: "الكلام الذي أُكلمكم به هو روح وحياة" (يو6: 63). وكذلك علّمنا أن "الروح يحي والحرف يقتل".

+ نحن تعلّمنا أن المسيح هو الله قبل أن يكون الكتاب المقدس متداولاً، فإنجيل يوحنا مثلاً كُتب حوالي عام 96 أو 98 ميلادية، وهو أكثر إنجيل تحدث عن لاهوت السيد المسيح، فهل يمكن أن نقول إن الكنيسة حتى وقت كتابة هذا الإنجيل لم تكن تؤمن أن المسيح هو الله؟ أو لم تكن تمتلك وثائق ترتكز عليها تؤكد أن المسيح هو الله؟ أو لعلها كانت تنتظر مُعلِّمنا يوحنا الإنجيلي حتى يكتب إنجيله؟ إن هذا غير ممكن!!

نحن نعرف أن السنوات الأولى في تاريخ المسيحية (العصر الرسولي) كانت من أعظم سنوات تاريخ الكنيسة، فقد كان المسيحيون يستشهدون بسبب إيمانهم أن المسيح هو الله.
وعلى الرغم من عدم وجود إنجيل يوحنا في الجيل الأول للمسيحية، إلا أن أحدًا لم يتجاسر ويقول ما قاله أريوس في أن المسيح ليس هو الله، وبالرغم من وجود إنجيل يوحنا في أيام أريوس متداولاً ومنتشرًا، وأريوس نفسه كان يعرفه ويدرسه، ومع ذلك أنكر أن المسيح هو الله. فالمشكلة ليست في توافر النصوص، ولكن الأهم هو صحة المفاهيم مع النصوص.
لقد استلم آباؤنا الإيمان قبل الآيات، وجاءت الآيات مطابقة لما استلموه من الإيمان، وذلك لأن المصدر واحد وهو الله، الله أعطانا معرفته وبعد ذلك دوّن آباؤنا الرسل هذه المعرفة بالوحي من الروح القدس معصومين من الخطأ في الكتابة.

أصبحنا بذلك نملك مستندين: مستندًا شفهيًا ومفاهيم ترسخت في الأفهام، ومستندًا آخر مكتوبًا وقد يكون هذا هو الأقوى لأنه مكتوب، لكن الأسبق منه هو المفهوم المتداول بين المسيحيين.

فالخلاصة .. إننا نعرف أن المسيح هو الله، لأننا تعلّمنا هذا من آبائنا وأجدادنا وأسلافنا .. وهناك براهين أخرى على لاهوت السيد المسيح ..

يظن البعض أنه لا توجد آيات من الكتاب المقدس تتكلَّم صراحة عن لاهوت السيد المسيح، ويدّعون أن تأليه المسيح هو فكر استحدثته الكنيسة. بعضهم يقول أن بولس الرسول، والآخرون أن أثناسيوس الرسولي هو الذي استحدث هذا الفكر.

لكننا نؤمن أن السيد المسيح هو الله الظاهر في الجسد .. وهذا الإيمان كائن في الكنيسة منذ البدء، ومؤيد بنصوص كتابية منذ قبل مُعلِّمنا بولس الرسول، وطبعًا منذ قبل أثناسيوس الرسولي العظيم .. الذي دافع عن لاهوت السيد المسيح كما استلمه من الآباء السابقين عليه وليس كما اخترعه هو.

دعنا الآن نتعرّض لبعض الآيات التي تتكلَّم صراحة عن أن السيد المسيح هو الله .. ((عن كتاب "لاهوت السيد المسيح" لقداسة البابا شنوده الثالث فصل "آيات صريحة عن لاهوت المسيح")).

(1) "منهم المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد. آمين" (رو9: 5).

+ "منهم المسيح حسب الجسد" = ميلاده جسديًا من العذراء مريم التي هي من بني إسرائيل.

+ "الكائن على الكل إلهًا مباركًا" .. تعني أن المسيح هو الله.
وقد يفهم أحدهم أن كلمة (إله) غير كلمة (الله) .. فنجيبه بأننا نؤمن بإله واحد.. فإذا كان المسيح (إلهًا) غير الله .. نسقط في تعدد الآلهة. وهذا لا يوافق عليه أحد. فالسيد المسيح هو الإله الواحد الظاهر في الجسد.

(2) "أجاب توما وقال له: ربي وإلهي" (يو20: 28).
إن كانت كلمة "ربي" تعني "سيدي" .. فماذا نقول عن كلمة "إلهي" ؟!! لقد سمعها السيد المسيح وقَبِلها، وقَبِل السجود له من توما ومن آخرين .. ولو لم يكن السيد المسيح هو الله لرفض هذه الكلمة من توما، ولرفض أيضًا السجود .. مثلما رفض الملاك في سفر الرؤيا أن يسجد له يوحنا الرائي قائلاً:

& "انظر لا تفعل! أنا عبد معك ومع إخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. اسجد لله! فإن شهادة يسوع هي روح النبوة" (رؤ19: 10).

& ومرة أخرى أيضًا .. "فقال لي: انظر لا تفعل! لأني عبد معك ومع إخوتك الأنبياء، والذين يحفظون أقوال هذا الكتاب. اسجد لله!" (رؤ22: 9).

& وكمثلما رفض مُعلِّمنا بطرس أن يسجد له كرنيليوس .. "فأقامه بطرس قائلاً: قم، أنا أيضًا إنسان" (أع10: 26).
& وأيضًا رفض الرسولان بولس وبرنابا أن يُقدِّم لهما الناس العبادة قائلين: "أيها الرجال، لماذا تفعلون هذا؟ نحن أيضًا بشر تحت آلام مثلكم، نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الإله الحي الذي خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها" (أع14: 15).

إننا لا نقبل السجود والعبادة إلا لله الواحد الحي .. فإن كان السيد المسيح قد قَبِل السجود والعبادة فهو الله الحي وليس آخر سواه.
(3) "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله" (يو1: 1).

المسيح هو الكلمة .. وهنا الآية صريحة "كان الكلمة الله".. ثم الآية (رقم 14) تتكلَّم عن التجسد ..

& "والكلمة صار جسدًا وحلَّ بيننا، ورأينا مجده، مجدًا كما لوحيد من الآب، مملوءًا نعمة وحقًا" (يو1: 14).

أي أن (الله صار جسدًا) وحلّ بيننا .. ويشهد يوحنا أنه رأى مجده كمثل مجد الابن الوحيد من الآب .. أي المساوي لمجد الآب والمساوي لجوهر الآب.

(4) "هوذا العذراء تحبل وتلد ابنًا، ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا" (مت1: 23).

الاسم نفسه يدل على اللاهوت. فكلمة "عمانوئيل" تعني "الله معنا". لقد صار الله معنا على الأرض بسبب التجسد، وهذا الاسم قيل من قبل في الأنبياء .. "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية: ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل" (إش7: 14). بل أن كلمة "يسوع" تعني "يهوه يخلِّص"، فاسم المسيح يدل على لاهوته.

وقد قيل في الأنبياء أيضًا أنه لا يوجد مخلِّص غير واحد وهو الله ..

& "أنا أنا الرب، وليس غيري مخلِّص" (إش43: 11).
& "والآن هكذا يقول الرب، خالقك يا يعقوب وجابلك يا إسرائيل: لا تخف لأني فديتك، دعوتك باسمك. أنت لي" (إش43: 1).
& "لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل، مخلِّصك" (إش43: 3).
كل هذا يبرهن بقوة أن مخلصنا المسيح هو الله نفسه الواحد.

(5) "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنًا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبًا، مشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام. لنمو رياسته، وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته، ليثبتها ويعضدها بالحق والبر، من الآن إلى الأبد. غيرة رب الجنود تصنع هذا" (إش9: 6-7).

هذه النبوة في منتهى الوضوح .. إنها تتكلَّم عن ولد أي طفل مولود، ثم تصفه بأنه رئيس "تكون الرياسة على كتفيه"، وتتحدث النبوة عن ألقابه (عجيب، مشير، إله، قدير، أب أبدي، رئيس السلام).

دعنا نتوقف عند كلمة (إلهًا قديرًا) .. هل يوجد إله آخر غير الله؟!! مستحيل.. إذًا المسيح هو الإله القدير وحده.

أما كلمة (عجيب) فقد تكلَّم بها الرب في ظهوره لمنوح في سفر القضاة .. "لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب؟" (قض13: 18).
وكلمة (أبديًا) تشير إلى ألوهيته، فليس أحد أبديًا إلا الله وحده، ولذلك قيل إن مملكته تدوم إلى الأبد .. "هذا يكون عظيمًا، وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية" (لو1: 32-33).

وقيل كذلك في المزمور .. "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الإثم، من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك" (مز45: 6-7).
وهذه النبوة شرحها مُعلَّمنا بولس الرسول .. إنها قيلت عن المسيح الابن .. "وأما عن الابن: كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك" (عب1: 8).

+ وكذلك تنبأ دانيال عن هذه المملكة الأبدية قائلاً:

& "وفي أيام هؤلاء الملوك، يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبدًا، وملكها لا يترك لشعب آخر، وتسحق وتفني كل هذه الممالك، وهي تثبت إلى الأبد" (دا2: 44).

& وأيضًا .. "كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام، فقربوه قدامه. فأعطي سلطانًا ومجدًا وملكوتًا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول، وملكوته ما لا ينقرض" (دا7: 13-14).

& "والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطى لشعب قديسي العلي. ملكوته ملكوت أبدي، وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون" (دا7: 27).


حقًا .. إن الرب يسوع هو الملك الأزلي الأبدي، وليس آخر سواه.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 10 - 2012, 07:25 PM   رقم المشاركة : ( 44 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,558

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: النبوات عن السيد المسيح

كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث




20- الإيمان بالمسيح




1 الإيمان يكون بالله وحده.


وبهذه نجد نصاً هاماً في الكتاب

وهو قول السيد المسيح " أنتم تؤمنون بالله، فآمنوا بي" (يو14: 1).


وهكذا جعل الإيمان به مساوياً للإيمان بالآب، بنفس الوضع ونفس الخطورة.


2 وذلك أنه إن كان الإيمان به وصل إلى الحياة الأبدية
(يو3: 16)،
فإن عدم الإيمان به يؤدي إلى الهلاك.


ولذلك يقول أيضاً

" إن لم تؤمنوا إنى أنا هو، تموتون في خطاياكم" (يو8: 24).

وفي علاقة الإيمان به بالحياة، يقول في قصة إقامة لعازر من الموت

" من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حياً وآمن بي، فلن يموت إلى الأبد" (يو11: 25، 26).

3 والإيمان به قضية خلاصة، بها يتعلق خلاص الإنسان.


ولهذا قال بولس وسيلا لسجان فيلبى

" آمن بالرب يسوع، فتخلص أنت وأهل بيتك" (أع16: 31).

طبعاً إن سلك في الأمور المتعلقة بهذا الإيمان، مثال ذلك قوله " من آمن واعتمد خلص" (مر16: 16).

4 من يكون المسيح إذن، إذا كان من يؤمن به ينال غفران الخطايا؟


كما قال القديس بطرس الرسول في قبول كرنيليوس " له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به، ينال باسمه غفران الخطايا" (أع10: 43).

وكذلك قال القديس بولس الرسول في مجمع إنطاكية بيسيدسة " فليكن معلوماً عندكم أيها الرجال الأخوة، أنه بهذا ينادي لكم بغفران الخطايا، وبهذا يتبرر كل من يؤمن" (أع13: 38، 39).

وطبعاً نضم إلى هذا الإيمان، قول القديس بطرس الرسول لليهود في يوم الخمسين، بعد أن نخسوا في قلوبهم وآمنوا وسألوا عن طريق الخلاص

. فقال لهم " توبوا، وليعتمد كل واحد منكم على إسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتلقوا عطية الروح القدس" (أع2: 38). فالإيمان يقود إلى المعمودية، والمعمودية توصل إلى غفران الخطايا. وغفران الخطايا يشمل التبرير الذي هو بدم المسيح.

وما أكثر الآيات التي وردت عن الإيمان والتبرير (أع13: 39) (رو5: 1).

وكذلك توصيل المعمودية إلى قبول الروح القدس.

5 ولهذا فإنه توجد علاقة بين الإيمان بالمسيح، وقبول الروح القدس.

فالذي يؤمن به يؤهل لنوال الروح القدس.

وعن هذا قال السيد المسيح

" من آمن بي، تجري من بطنه أنهار ماء حي

" وقال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه. لأن الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد" (يو7: 38، 39).

6 وهناك عمل للروح القدس يسبق الإيمان بالمسيح.


وفي هذا يقول الرسول

" ليس أحد يستطيع أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس" (1كو12: 3) ,

ولعل هذا يبرر قصة حلول الروح قبل معمودية كرنيلوس والذين معه.

وهو عمل تمهيدي من الروح، غير الحلول الذي كان المؤمنون ينالونه بوضع الأيدي (أع8: 17).

ثم صار بعد ذلك بالمسحة المقدسة (1يو2: 20، 27).

7 وقيل أيضاً في نتائج الإيمان بالمسيح " كل من يؤمن به لا يخزي" (رو9: 33) (رو10: 11) (1بط2: 6).

أي أنه لا يخزي في يوم الدينونة في اليوم الأخير.

8 إذن ليس الإيمان بالمسيح مجرد شئ هين، وإنما هو أمر خطير تتعلق به الحياة الأبدية.


وما أخطر قول الرسول:


" الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يري حياة، بل يمكث عليه غضب الله" (يو3: 36).


الإيمان يتعلق به الخلاص، وغفران الخطية، وعطية الروح القدس كما ذكرنا ونحن حينما نذكر هذا الإيمان، إنما نقصده بمعناه الكامل بكل ما يتعلق به من أمور كالمعمودية والتوبة والأعمال التي هي ثمر الإيمان لكي يكون إيماناً حياً.

9 هذا الإيمان تتعلق به المعمودية أيضاً، بكل ما للمعمودية من فاعلية روحية.


لأنه لا يمكن أن تتم المعمودية بدون الإيمان أولاً.

ولهذا حينما طلب الخصى الحبشى أن يعتمد، قال له فيلبس " إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز

" فقال الخصى " أنا أومن أن يسوع المسيح هو ابن الله" (أع8: 36، 37). ومعروف أن الأطفال يعتمدون على إيمان والديهم.

10 والإيمان بالمسيح هو سبب كتابة الإنجيل.


وفي هذا يقول القديس يوحنا الإنجيلي عن كل ما سجله في إنجيله من آيات

" وأما هذه فقد كتبت لكي تؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله. ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (يو20: 31).

11 وهذا الإيمان يؤهل المؤمن أن يكون ايناً لله.


بأن يولد بعده من الماء والروح (يو3: 5).. ولهذا قال الكتاب " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء الله أي المؤمنون باسمه" (يو1: 12).

# استنتاج :

12 لا يمكن إنسان أياً كان أن يحصل من يؤمن به على كل هذه النتائج الروحية

التي تتعلق بأبدية المؤمن، ومركزه مع الله كابن، ومع الكنيسة كعضو فيها بالإيمان والمعمودية.


13 ولكن ما هو كنه هذا الإيمان بالمسيح؟


نؤمن بأ يسوع هو المسيح، وهو ابن الله (يو20: 31) ونؤمن بأن ابن الله الوحيد (يو3: 16، 18) بكل ما تحمله هذه العبارة من صفات لاهوتية.


ونؤمن بأنه اللوجوس، عقا الله الناطق، كلمة الله...

ونؤمن أن في الآب والآب فيه (يو14: 10، 11).

ونؤمن أن من يري المسيح فقد رأي الآب (يو14: 9).

ونؤمن أن فيه الحياة (يو1: 4) (1يو5: 11).

ونؤمن أنه مخلص العالم (يو4: 42) (مت1: 21)

وأنه كفارة لخطايانا (1يو4: 10) (1يو2: 2)

ونؤمن أيضاً بكلامه...

وبالطريق الذي رسمه الرب للخلاص...
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 10 - 2012, 07:25 PM   رقم المشاركة : ( 45 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,558

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: النبوات عن السيد المسيح

من هو المسيح يسوع للقس عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة العذراء بمسطرد


مقدمة
سأل الربّ يسوع المسيح تلاميذه قائلاً: " مَنْ يَقُولُ اَلنَّاسُ إِنِّي أَنَا اِبْنُ اَلإِنْسَانِ ؟ فَقَالُوا: قَوْمٌ يُوحَنَّا اَلْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ اَلأَنْبِيَاءِ. ‏ قَالَ لَهُمْ: وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنْتَ هُوَ اَلْمَسِيحُ اِبْنُ اَللَّهِ اَلْحَيِّ . ‏ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي اَلَّذِي فِي ‏ اَلسَّمَاوَاتِ . ‏ " ( مت16/13-17 ) .


وكان الأنبياء والكهنة والملوك، في العهد القديم، يُمسحون بالدهن المقدس ويُدعي كلّ واحدٍ منهم بـ " مسيح الربّ "، وقد دُعي الربّ يسوع المسيح كذلك بمسيح الربّ كما دُعي أيضًا بالمسيح الربّ، والمسيح ابن الله الحيّ، والمسيح الرئيس، والمسيح ابن داود، والمسيح مختار الله، والمسيح مخلّص العالم ... إلخ. والسؤال الآن؛ ما معني كلمة مسيح؟ ومن هو يسوع المسيح؟ هل هو مسيح الربّ أمّ المسيح الربّ؟ ابن داود أم ابن الله؟ كيف مُسح بالروح القدس؟ هل هـو مجرّد نبيّ أم أنّه الربّ الإله؟.
ونُجيب في هذا الكتيب علي هذه الأسئلة وغـيرها إجابة تفصيليّة.
من هو المسيح ؟

وكيف مُسح بالروح القدس ؟
1- كلمة مسيح ومعناها:



كلمة " مسيح " في اللغة العبرية هي " ماشيح ـ ـ Mashiakh " من الفعل العبري " مشح " أي " مسح " وتُنطق بالآراميّة " ماشيحا " ويقابلها في اللغة العربيّة " مسيح " ومعناها، في العهد القديم، الممسوح " بالدهن المقدس "، ونقلت كلمة " ماشيح " إلى اللغة اليونانية كما هي ولكن بحروف يونانية " ميسياس ـ Messias ـ " وعن اليونانيّة نقلت إلي اللغات الأوربيّة " ماسيا ـ Messiah " كما تُرجمت الكلمة إلي اليونانيّة، أيضاً ترجمة فعلية " خريستوس ـ christos ـ " أي المسيح أو الممسوح، من الفعل اليوناني " خريو ـ chriw " أي يمسح والذي يقابل الفعل العبري " مشح " والعربي " مسح "، وجاءت في اللاتينية " كريستوس ـ christos " وعنها في اللغات الأوربيّة " Christ ".
وكانت عملية المسح تتم في العهد القديم " بالدهن المقدّس " الذي كان يُصنع من أفخر الأطياب وأفخر أصناف العطارة وزيت الزيتون النقي " وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: وَأَنْتَ تَأْخُذُ لَكَ أَفْخَرَ الأَطْيَابِ. مُرّاً ‏ قَاطِراً .... وَقِرْفَةً عَطِرَةً ..... ‏ وَقَصَبَ الذَّرِيرَةِ .... وَسَلِيخَةً .... وَمِنْ زَيْتِ الزَّيْتُونِ .... تَصْنَعُهُ دُهْناً مُقَدَّساً لِلْمَسْحَةِ. ‏ عِطْرَ عِطَارَةٍ صَنْعَةَ الْعَطَّارِ. دُهْناً مُقَدَّساً لِلْمَسْحَةِ .... يَكُونُ هَذَا لِي دُهْناً مُقَدَّساً لِلْمَسْحَةِ ‏ فِي أَجْيَالِكُمْ. ‏ " ( خر30/22-31 ).
وكان الشخص أو الشيء الذي يُدهن بهذا الدهن المقدّس يصير مقدسًا، مكرّسًا ومخصّصًا للرب، وكل ما يمسّه يصير مقدّسًا: " وَتَمْسَحُ بِهِ خَيْمَةَ الاِجْتِمَاعِ وَتَابُوتَ الشَّهَادَةِ وَالْمَائِدَةَ وَكُلَّ ‏ آنِيَتِهَا وَالْمَنَارَةَ وَآنِيَتَهَا وَمَذْبَحَ الْبَخُورِ وَمَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ وَكُلَّ ‏ آنِيَتِهِ وَالْمِرْحَضَةَ وَقَاعِدَتَهَا. وَتُقَدِّسُهَا فَتَكُونُ قُدْسَ أَقْدَاسٍ. كُلُّ ‏ مَا مَسَّهَا يَكُونُ مُقَدس "( خر30/22-31 ).
وكان الكهنة والملوك والأنبياء يُدهنون بهذا " الدهن المقدّس " ليكونوا مقدّسين، مكرّسين ومخصّصين، للربّ: " َتَمْسَحُ هَارُونَ وَبَنِيهِ وَتُقَدِّسُهُمْ لِيَكْهَنُوا لِي " ( خر30/30 ) ، " فَامْسَحْهُ ( شاول ) رَئِيساً لِشَعْبِي " ( 1صم 9/16 ) ، " وَأَتَى رِجَالُ يَهُوذَا وَمَسَحُوا هُنَاكَ دَاوُدَ مَلِكاً عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا " ( 2صم2/4 )، وقال الربّ لإيليا:" وَامْسَحْ يَاهُوَ بْنَ نِمْشِي مَلِكاً عَـلَي إِسْرَائِيلَ، وَامْسَحْ أَلِيشَعَ بْنَ ‏ شَافَاطَ مِنْ آبَلَ مَحُولَةَ نَبِيّاً عِـوَضاً عَـنْكَ. ‏ " ( 1مل 19/16 ) .
وكانت عملية المسح تتمّ بصبّ الدهن المقدّس علي رأس الممسوح وكذلك الأواني والأماكن الطقسيّة المُراد مسحها وتقديسها فيصير الإنسان الممسوح مقدسًا ويحلّ عليه " روح الربّ " وتتحوّل الأواني والأماكن إلي قدس للربّ: " ثُمَّ أَخَذَ مُوسَى دُهْـنَ الْمَسْحَةِ وَمَسَحَ الْمَسْكَنَ وَكُلَّ مَا ‏ فِيهِ وَقَدَّسَهُ ، وَنَضَحَ مِنْهُ عَـلَي الْمَذْبَحِ سَـبْعَ مَرَّاتٍ وَمَسَـحَ ‏ الْمَذْبَحَ وَجَمِيعَ آنِيَتِهِ وَالْمِرْحَضَةَ وَقَاعِدَتَهَا لِتَقـْدِيسِهَا . وَصَبَّ مِنْ دُهْـنِ الْمَسْحَةِ عَـلَي رَأْسِ هَارُونَ وَمَسَحَهُ ‏ لِتَقْـدِيسِهِ . ‏ " ( لا 8/10-12 ) ، " فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الدُّهْنِ وَمَسَحَهُ ( داود) فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. وَحَلَّ رُوحُ ‏ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِداً " ( 1صم 16/13) ، وقال صموئيل النبي لشاول بعـد مسحه ملكاً " فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ الرَّبِّ فَتَتَنَبَّأُ مَعَهُمْ (أي جماعة الأنبياء) وَتَتَحَوَّلُ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ " ( 1صم 10/6 ) .
وهكذا دُعِي الكهنة والأنبيّاء والملوك بـ " مُسَحَاء الرَبّ " ( مز105/15 ) ، ومفردها " مسيح الرب " ( 2صم23/1 ) ، ويصفهم الله بمُسحائي " لا تَمَسّوا مُسَحَائي وَلا تُؤذُوا أَنْبِيَائِي " ( 1أخ16/22 ) ، " لا تَمِسّوا مُسَحَائِي وَلا تُسِيئُوا إِلَي أَنْبِيَائِي لأنَّهُم مُسِحًوا بِالدِهـْنِ المُقدّسِ وَحَلّ عَـلَيِهُم رُوحُ الرَبّ " ( مز105/15 ).
2- المسيح الرئيس:


ولكنّ الوحي الإلهي في أسفار العهد القديم يؤكّد لنا من خلال نبوّات جميع الأنبياء أنّ هؤلاء " المُسَحَاء " جميعًا، سواء من الكهنة أو الأنبياء أو الملوك، كانوا ظلاً ورمزاً " للنسل الآتي " والذي دُعِي منذ عـصر داود فصاعـدًا بـ " المسيح "، وكانوا جميعًا متعـلقين بهـذا المسيح " مسيح المستقبل " الذي سوف يأتي في " ملء الزمان " والذي وصفه الروح القدس في سفر دانيال النبي بـ " اَلمَسِيح اَلرَئِيس " ( دا 9/24 )، و " اَلمَسِيح " و " قـُدُّوس اَلقِـدّيسِين " ( دا 9/25 )، والذي سـوف يكون له وظائف الكاهـن والنبي والملك؛ الكاهـن الكامل والنبي الكامل والملك الكامل .
هـذا " النسل الآتي " ، " الذي له السيادة " ، كقول النبوة " ولَه يَكُون خُضُوع شِعُـوب " ( تك49/10 )، و " المسيح المنتظر "، والذي قالت عنه النبوّة أنّه " كوكب يعقوب " ( عدد24/17 )، والذي قال هـو عـن نفسه أنَّه " كَوْكَب الصُبْح المُنِير " ( رؤ16/22 )، أعـلن الكتاب بالروح كل ما يختصّ به من جهة نسـبه البشريّ وميلاده بالجسد وكلّ دقائق وتفاصيل حياته وكل ما يتعلق بأيّام تجسّده عـلي الأرض فقال:
1 ـ أنّه سيأتي من نسل إبـراهيم ، قال الله لإبراهيم :
• "tl">1 ـ أنّه سيأتي من نسل إبـراهيم ، قال الله لإبراهيم :
• " وَتَتَبَارك فِيكَ جَمِيع قَبَائل اَلأرْضِ " ( تك12/3 ) .
• وأيضًا " وَإِبْرَاهِـيم يَكُون أُمّة كَبِيرة وقَوِيّة وَتَتَبَارَك بِه ِ جَمِيع أمَم الأرْضِ " ( تك18/18 ) .
• وأيضاً " ويَتَبَاركُ فِي نَسْلِكَ جَمِيع أمَم الأرْضِ " ( تك22/18 ) .
وقال القدّيس بطرس في خطابه لليهود مؤكداً أنّ المقصود بهذا النسل الآتي هو الربّ يسوع المسيح " أَنْتُمْ أَبْنَاءُ الأَنْبِيَاءِ وَالْعَهْدِ الَّذِي عَاهَدَ بِهِ اللهُ آبَاءَنَا قَائِلاً ‏ لإِبْراهِيمَ: وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. إِلَيْكُمْ أَوَّلاً إِذْ أَقَامَ ‏ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ " ( أع3/25و26 ) .
وقال القديس بولس بالروح " وَالْكِتَابُ إِذْ سَبَقَ فَرَأَى أَنَّ اللهَ بِالإِيمَانِ يُبَرِّرُ الأُمَمَ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ ‏ ألأُمَمِ .... لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِـدَ الرُّوحِ القدس، 000 وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ وَفِي الأَنْسَالِ كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ ‏ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ. وَفِي نَسْلِكَ الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ. ‏ " ( غل 3/8،14ـ16 ).
2 ـ ومن نسل إسـحـق: قال الله لإبراهيم بعد أنْ أنجب إسماعيل بمشورة سارّة وظنّ أنّ الله لن يرزقه بأولاد غيره " بَلْ سَارَةُ اِمْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ اِبْناً وَتَدْعُـو اِسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ ‏ بَعْـدِهِ. وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اِثْنَيْ ‏ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. وَلَكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي ‏ هَذَا اَلْوَقْتِ فِي اَلسَّنَةِ اَلآتِيَةِ " ( تك 17/19-20 ) .

ثم عاد الله وكرّر الوعـد لإسـحـق قائلاً " وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هَذِهِ الْبِلاَدِ وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ ‏ الأَرْضِ ‏ " ( تك26/4 ).
3 ـ ومن نسل يعـقوب ؛ حيث كرّر الله نفس الوعـد ليعـقوب قائلاً: " وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ " ( تك28/14 ). وتنبّأ بلعام بن بعـور عـن هـذا النسل الآتي من يعـقوب قائلاً: " أَرَاهُ وَلكِنْ ليْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ ليْسَ قَرِيباً. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ ‏ يَعْقُوبَ وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيل فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ وَيُهْلِكُ ‏ كُل بَنِي الوَغَى . ‏ " ( عد17:24 ).
وقال الملاك للعـذراء: " وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ اِبْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَاِبْنَ اَلْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ اَلرَّبُّ اِلإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ وَيَمْلِكُ عَـلَي بَيْتِ يَعْـقُوبَ إِلَى اَلأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ " ( لو1/31ـ33 ).
4 ـ ومن سـبط يهـوذا ؛ فقد تنبّأ يعـقوب لابنه يهوذا قائلاً: " لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ ( أي الذي له الحكم) وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ " ( تك 49/10 ). وقد وصف الرب يسوع نفسه بالأسد الذي من سبط يهوذا " اَلأَسَدُ اَلَّذِي مِنْ سِـبْطِ يَهُـوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ ‏ " ( رؤ5/5 ).
5 ـ ومن بيت داود النبي والملك ؛ يقول الكتاب بالروح " أَقْسَمَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ بِالْحَقِّ لاَ يَرْجِعُ عَـنْهُ، مِنْ ثَمَرَةِ بَطْنِكَ أَجْعَـلُ عَـلَي كُرْسِيِّكَ " ( مز132/11 ). وأيضًا " هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأُقِيمُ لِدَاوُدَ غُـصْنَ بِرٍّ فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ وَيُجْرِي حَقّاً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ. فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُـوذَا وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِناً وَهَـذَا هُـوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُـونَهُ بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَ ا " ( ار23/5، 6 ).
ويكون وارثاً لعرش داود النبي والملك " لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَي كَتِفِهِ وَيُدْعَي اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً ‏ قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ، لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَي كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَي ‏ مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْـضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 10 - 2012, 07:26 PM   رقم المشاركة : ( 46 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,558

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: النبوات عن السيد المسيح

شهادة التاريخ لصلب السيد المسيح

شهادة التاريخ
*كورنيليوس تاسيوس (55ب.م.) مؤرخ روماني ملحد، ويعتبر من أعظم مؤرخي روما القديمة . سجل قصة صليب المسيح بالتفصيل في مجلداته التي وصل عددها الى الثمانية عشر مجلداً .



* جوزيفس (37 - 97 ب.م. ) مؤرخ يهودي كتب عن تاريخ شعبه في عشرين مجلداً . حيث سجل قصة حياة المسيح وتعاليمه ، ومعجزاته ، وقصة صلبه بالتفصيل ، بأمر من بيلاطس البنطي . ثم أشار ايضاً الى ظهور المسيح لتلاميذه حياً في اليوم الثالث .
*لوسيان الإغريقي مؤرخ بارز كتب عن صلب المسيح وعن المسيحيين الذين كانوا قد قبلوا الموت لأجل ايمانهم بالمسيح .
*بيلاطس البنطي الحاكم الروماني الذي أرسل الى طباريوس قيصر ، تقريراً كاملاً عن صلب المسيح ذلك التقرير الذي استخدمه تورتيليانوس ، كاحدى الوثائق في دفاعه الشهير عن المسيحيين .

2 - شهادة التلمود
*التلمود هو كتاب مقدس لليهود . وقد جاء في نسخة طبعت في أمستردام عام 1943 صفحة 42 ، بأن : "يسوع الذي يدعى المسيح كان قد صلب مساء يوم الفصح ."
3- شهادة نبوءات العهد القديم
يوجد أكثر من 47 نبوءة تتحدت عن صلب المسيح على الصليب ، والتي قد تحققت حرفياً في نفس اليوم الذي صلب فيه المسيح . ومن أهم هذه النبوءات هي نبوءة اشعياء النبي المذكورة في سفره الإصحاح الثالث والخمسون . وفيما يلي بعض النبوءات التي تحققت في ذلك اليوم عينه .


النبوءة
اتمام هذه النبوءة
تسليم المسيح لليهود بثلاثين من الفضة.زكريا 11 :12
متى 26 : 15
عطشه على الصليب . ------- مزمور 22 : 15
يوحنا 19 :38
تركه التلاميذ وهربوا --------- زكريا 13 : 7
متى 16 :31 - 56
ثقبوا يديه ورجليه . --------- مزمور 22 :16
لوقا 33 : 23
ألقوا القرعة على ثيابه. ------- مزمور 22 : 18
هژںه¸–هœ°ه‌€: كنيسة صداقة القديسين شهادة التاريخ لصلب السيد المسيح
يوحنا 19 : 23 -24
معارفه يقفون بعيداً عنه . ------ مزمور 31 :11
مرقس 14 :48-50
إعطاؤه الخل ليشرب . ------- مزمور 69 :21
متى 27 :34
طعنه في جنبه . ------------ زكريا 12 :10
يوحنا 19 : 34-37
شفاعته من أجل صالبيه . ------ اشعياء 53 :12
مرقس 15 : 28
حمل خطايا كثيرين . -------- اشعياء 53 : 12
عبرانيين 9 :28
عظم من عظامه لا يكسر. مز 2 :34 وخروج 12 :46
يوحنا 19 :33-36


4-شهادة المسيح نفسه
يحتل موت المسيح على الصليب المكانة الأولى في حياته على الأرض . لهذا السبب نرى بأن كاتبي الأناجيل الأربعة قد أعطوا اهتماماً كبيراً لهذه القضية ، فالمسيح قبل صلبه تحدث مع تلاميذه في عدة مناسبات عن موته نيابة عن البشر على الصليب وقيامته من بين الأموات . فمرة سأله اليهود أن يريهم آية . فقال لهم : " انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه . فقال اليهود في ست واربعين سنة بُنيَ الهيكل أفأنت في ثلاثة أيام تقيمه . وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده . فلما قام من الأموات تذكر تلاميذه أنه قال هذا فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع . " (يوحنا 2 : 18-22) ومرة أخرى قال الرب يسوع لتلاميذه : "ها نحن صاعدون الى أورشليم وابن الإنسان يُسلَّم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت . ويُسلمونه الى الأمم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه . وفي اليوم الثالث يقوم" (متى 20 :18-19)
5- شهادة الأناجيل
من الواضح بأن النصف الأخير من انجيل يوحنا يتكلم عن صلب المسيح . والنصف الأول يتكلم عن الثلاثة سنين ونصف الأخيرة من حياته على الأرض . فهذا يعني أن صلب المسيح هو السبب الأساسي والرئيسي الذي جاء المسيح من أجله. وهكذا ايضاً الثلث الأخير من كل من انجيل متى ومرقس ولوقا .
6- شهادة يوحنا المعمدان
كانت رسالة يوحنا هي انه عندما رأى المسيح ماشياً أشار بأصبعه اليه قائلاً: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم."
فقبل يوحنا المعمدان كان اليهود يذبحون الكثير من الحملان للتكفير عن الخطايا أما الآن فحمل الله فيه الكفاية للتكفير عن الخطايا .
قبلاً كانت الحملان تنتخب من قبل الناس ولكن الآن يوجد حمل واحد أرسل من قبل الله . "هوذا حمل الله"
لقد كان قبلاً عدداً كبيراً من الحملان يُضحى بها للتكفير او لستر الخطايا والآثام أما الآن فحمل الله يرفع جميع الخطايا
قبل ذلك التاريخ كان الكثير من الحملان تذبح لأجل شعب اسرائيل فقط ، أما الآن فيوجد حمل الله الوحيد للتكفير عن العالم كله "هوذا حمل الله الذي يَرفَعْ خطية العالم" (يوحنا 1 :29)
في سفر التكوين الإصحاح الرابع نقرأ عن هابيل الذي قدم من أبكار غنمه ومن سمانها … قرباناً للرب . فهنا نجد خروف واحد لشخص واحد . وفي سفر الخروج الإصحاح الثاني عشر نقرأ عن حمل واحد للعائلة كلها ، وفي سفر اللاويين نقرأ عن حمل واحد لكل الشعب اليهودي ، ولكن الآن المسيح "حمل الله" للعالم بأسره .

النبوات عن السيد المسيح
7- شهادة موسى
في سفر التثنية 18 :15 تكلم موسى عن المسيح وهذه النبوة قد تمَّت في (اعمال الرسل 22 : 3) .
8- شهادة قانون الإيمان النيقاوي
في عام 325 ب.م. اجتمع من كافة انحاء العالم عدد من الأساقفة المسيحيين في مدينة نيقية . ووضعوا بصورة مختصرة قانون الإيمان المسيحي . كان الغرض من هذا القانون تلخيص العقيدة المسيحية وحماية الكنيسة الفتية من الهرطقات التي ظهرت في الكنيسة في ذلك الوقت . وقد اشار قانون الإيمان النيقاوي بصورة واضحة وصريحة الى صلب المسيح بالقول "وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور … الذي به كان كل شيء . الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد بقوة الروح القدس من مريم العذراء وتأنس . وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي وتألم ومات وقُبر وقام في اليوم الثالث كما في الكتب وصعد الى السماء … وايضاً سيأتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات …"
9- شهادة استخدام الصليب كرمز واشارة للمسيحيين
لقد كان الصليب رمزا للكنيسة منذ نشوئها ، فكنت ترى الصليب مرفوعاً على مناراتها وموضوعاً على تيجان ملوكها ومنقوشاً على مقابر تابعيها ليذكرهم بمحبة الله العظيمة لخلاص البشرية . ومن العجب ان ترى علامة الصليب محفورة بكثرة على جدران دهاليز المقابر (الكاتاكومب) الموجودة تحت الأرض في روما منذ القرن الأول الميلادي.
10- شهادة كلمات المسيح
لا يوجد شخص في الوجود سوى الرب يسوع المسيح الذي يمكنه ان ينطق بتلك الكلمات السبع التي تفوه بها وهو يعاني الآلام الشديدة على الصليب . فمن يستطيع ان ينطق ويقول "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا فعلون" إلا المسيح يسوع ؟
11- شهادة يوسف الرامي
عندما طلب يوسف الرامي جسد يسوع من بيلاطس البنطي وأعطي له (مرقس 15 :42-46) كان يوسف الرامي يعرف ان الجسد الذي انزله من على الصليب هو جسد المسيح وليس غيره .
12 - شهادة يهوذا الإسخريوطي
ان النظرية التي تقول بأن يهوذا أخذ مكان المسيح اذ وضع الله شبه المسيح على يهوذا فصلب يهوذا عوضاً عن المسيح لا يمكن ان تكون صحيحة للأسباب التالية :
النبوات عن السيد المسيح
*لأننا بذلك ننسب الى الله صفة الخداع والتضليل . وحاشا لله ان يخدع البشر .
*ان النبوة التي تنبأ بها زكريا عن إعطاء الثلاثين من الفضة لمن يسلّم المسيح لا يمكن ان تتحقق (زكريا 11 :12 ومتى 26 :15)
*ان النبوة التي تتحدث عن أخذ الثلاثين من الفضة التي طرحها يهوذا في الهيكل لشراء حقل الفخاري لا يمكن ان تتم ( زكريا 11 :13 ومتى 22 :7)
*من البديهي انه لو كان الشخص الذي صلب غير المسيح ان يقاوم ويعترض ويقول لعسكر الرومان اني لست المسيح .

13- شهادة اليهود
سأل اليهود بيلاطس بأن يختم الحجر على القبر ليس خوفاً من أن يخرج من القبر ، ولكن خوفاً من أن يأتي تلاميذه ويسرقوه الجسد ومن ثم يقولوا انه قام من الأموات .
14- شهادة عشاء الفصح
عندما صنع الرب يسوع الفصح مع تلاميذه أخذ الكأس وقال "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي . اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري . فانكم كلما أكلتم من هذا الخبز وشربتم من هذه الكأس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء" (1كو 11:25-26) ولقد كان المسيحيون عبر التاريخ يجتمعون مع اختلاف طوائفهم في اول كل اسبوع وفي كل انحاء المعمورة ليحتفلوا بعشاء الرب كذكرى لعمل محبة الله العظيمة . بأن يسوع المسيح قد سفك دمه للتكفير عن خطايا العالم أجمع .
15- شهادة تعليم الرسل
لقد كان تعليم الرسل مبنياً على ايمانهم العظيم بموت المسيح على الصليب وقيامته . فلقد عاش تلاميذه وماتوا كلهم شهداء . من أجل ايمانهم الراسخ في عمل المسيح الكفاري على الصليب . فبطرس في موعظته في يوم الخمسين قال لليهود "أيها الرجال الإسرائليون اسمعوا هذه الأقوال . يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم تعلمون . هذا أخذتموه مسلماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه" (اعمال 2 :22-23) وبولس الرسول يكتب في رسالته الى كنيسة رومية عن حقيقة تبريرهم بموت المسيح الكفاري فيقول: "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال الله" (رومية 3 :24) "لأن االمسيح اذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعيّن لأجل الفجار . فانه بالجهد يموت أحد لأجل بار ربما لأجل صالح يجسر أحد ايضاً أن يموت . ولكن الله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة قد مات المسيح لأجلنا" (رومية 5 :6-8) "لأنك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت." (رومية 10 :9-10) لأن فصحنا ايضاً المسيح قد ذبح لأجلنا" (5 :7) " فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة واما عندنا نحن المُخلَّصين فهي قوة الله" (1كو 1: 18) "لأني لم أعزم أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع وإياه مصلوباً (1كو 2 :2)"
16 - شهادة معمودية المؤمنين
عندما يعتمد المؤمن يشهد بمعموديته عن موته وقيامته مع المسيح "أم تجهلون ان كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته .فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن في جدة الحياة" (رومية 6 :3-6)
17- شهادة الذبائح التي كانت تُقدَمْ في العهد القديم
كانت الضحايا في العهد القديم تُذبح كوسيلة للتكفير عن الخطايا … "لأن الدم يُكفّر عن النفس" (لاويين 17 :11) وكلنا نعلم بأن المسيحيين والمسلمين واليهود يؤمنون بالفداء او الضحيَّة . فالمسلمون يحتفلون بعيد الأضحى واليهود بعيد الفصح بتقديم ذبائح دموية للتكفير عن خطاياهم والمسيحيون يؤمنون بموت المسيح "حمل الله" الذي هو الذبح العظيم والضحيَّة الكبرى والنهائية للتكفير عن خطايا العالم فموت المسيح وذبيحته الكفارية هي التي اعطت معنى لكل الضحايا ولكل الأعياد السابقة وما تلك الضحايا إلا رمزاً مثالياً للتضحية الحقيقية التي قدمها المسيح على الصليب وإلا فالضحايا تبقى بلا معنى على الإطلاق.
18- شهادة موت التلاميذ
يعلن لنا التاريخ بأن جميع التلاميذ ما عدا يوحنا الرسول قد استشهدوا بسبب ايمانهم بموت المسيح

  رد مع اقتباس
قديم 25 - 10 - 2012, 07:27 PM   رقم المشاركة : ( 47 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,558

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: النبوات عن السيد المسيح

كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث
نزوله من السماء



1 قال السيد المسيح في حديثه مع اليهود:


" أنا هو الخبز الذى نزل من السماء" (يو6: 41).

وقال إنه بهذا معطى الحياة "لأن خبز الله هو النازل من السماء، الواهب حياة للعالم" (يو6: 33).

وكرر عبارة "نزلت من السماء" (يو6: 38). وفسر نزوله من السماء بقوله:


2 " خرجت من عند الآب، وأتيت إلى العالم ".


" وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب" (يو16: 28). وركز على عبارة خروجه من عند الآب بقوله لتلاميذه " الآب يبكم لأنكم قد أحببتموني، وآمنتم أنى من عند الآب خرجت" (يو16: 27). وكرر هذا المعنى أيضاً في حديثه مع اليهود (يو8: 42).


3 إذن هو ليس من الأرض، بل من السماء، وقد خرج من عند الآب.


هذا هو موطنة الأصلي. أما وجوده بين الناس على الأرض بالجسد، فلذلك لأنه " أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد في شبه الناس" (في2: 7). ولكنه لابد أن يصعد إلى السماء التى نزل منها.

أما عن هذه الأرض، فهو كائن قبلها، بل هو الذى أوجدها، لأن " كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كلن" (يو1: 3) أما هو فقد كان في الآب منذ الأزل، وهذا هو مكانه الطبيعى، بل هذه مكانته...

4 ونزوله من السماء وصعوده إليها، أمر شرحه لنيقوديموس، فقال:


ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذى من السماء، ابن الإنسان الذى هو في السماء" (يو3: 13).


والمقصود بالسماء هنا سماء السماوات، التى لم يصعد إليها أحد، ولم ينزل منها أحد، إلا المسيح باعتباره أقنوم الابن " الكائن في حضن الآب" (يو1: 18) في سماء السماوات حيث عرش الله،

كما قال في العظة على الجبل إن السماء هي كرسى الله (متى5: 34) أي عرشه.

وقوله " ابن الإنسان الذى هو في السماء " معناها أنه كائن في السماء، بينما هو على الأرض يتكلم، مما يثبت لاهوته أيضاً لوجوده في السماء وعلى الأرض في نفس الوقت.

ومعجزة صعوده إلى السماء (أع1: 9) هي تأكيد لقوله لتلاميذه " أيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب" (يو16: 28).


5 وهو ليس في السماء كمجرد مقيم، إنما له فيها سلطان:


فقد قبل إليه روح القديس اسطفانوس أول الشمامسة الذى قال في ساعة رجمه

" أيها الرب يسوع اقبل روحى" (أع7: 59).


وهو الذى أدخل اللص إلى الفردوس أي السماء الثالثة (2كو12: 2، 4) إذ قال لهذا اللص

" اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 43).


من هو الذى يقبل الأرواح، وله السلطان أن يدخلها إلى الفردوس إلا الله نفسه؟! وهكذا كان المسيح.



6 وهو الذى أعطى الرسل مفاتيح السماء أيضاً:


فقال لبطرس ممثلاً لهم " وأعطيهم مفاتيح ملكوت السموات" (متى16: 19). وقال للتلاميذ جميعاً " كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء" (متى18: 18).


وهنا نسأل من له سلطان أن يسلم مفاتيح السموات للبشر، ويعطيهم سلطاناً أن يحلوا ويربطوا فيها سوى الله نفسه؟!



7 ومن سلطان المسيح في السماء، أنه تسجد له كل القوات السمائية.


وفي هذا يقول الرسول " لكى تجثو باسم يسوع كل ركبه ممن في السماء، ومن على الأرض؟" (في2: 9). وسجود الملائكة له دليل على لاهوته. وقد قال عنه الرسول أيضاً:

8 إنه أعلى من السموات، وإنه في السماء يشفع فينا:


فقال " إذ هو حي كل حين ليشفع فيهم. لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلى من السموات" (عب7: 25، 26).

إذن من علاقة المسيح بالسماء، يمكن إثبات لاهوته بدلائل كثيرة.




  رد مع اقتباس
قديم 25 - 10 - 2012, 07:29 PM   رقم المشاركة : ( 48 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,558

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: النبوات عن السيد المسيح

كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث




السيد المسيح فوق الزمان


1 نستطيع أن نستنتج أن السيد فوق الزمن من قوله لليهود:

" قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو8: 58).

ومعنى هذا أن له وجوداً وكياناً قبل مولده بالجسد بالآف السنين، قبل أبينا إبراهيم، وقد فهم اليهود من هذا أنه يتحدث ضمناً عن لاهوته، لذلك " رفعوا حجارة ليرجموه" (يو8: 59).



2 وصرح أيضاً أنه قبل جده داود:

فمع أنه من نسل داود حسب الجسد، إلا أنه قال في سفر الرؤيا " أنا يسوع... أنا أصل وذرية داود" (رؤ22: 16). وعبارة ذرية داود مفهومة وواضحة، لأنه من نسله، ولكن كلمة (أصل) هنا، تعنى أنه كان موجوداً قبل داود... وقد شهد بهذا أيضاً أحد الكهنة الجالسين حول العرش الإلهي، فقال ليوحنا الرائي " هوذا قد غلب الأسد الذى من سبط يهوذا، أصل داود" (رؤ5: 5)...



3 وهو أيضاً قبل كوكب الصبح:

إن الكتاب يعطيه وجوداً قبل داود ويهوذا وإبراهيم، فيقول له الرب في المزمور " من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك" (مز110: 3).



4 بل هو قبل العالم وقبل كل الدهور.

هكذا في مناجاته للآب في (يو17: 5) يقول له " مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك، بالمجد الذى كان لي عندك قبل كون العالم" (يو17: 5). ويقول له أيضاً " لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم" (يو17: 24). إذن فهو موجود قبل إنشاء العالم.



5 هو قبل الخليقة، التى به قد خلقت:

ففي حديث القديس بولس الرسول عنه باعتباره " صورة الله غير المنظور" (كو1: 15) قال " الكل به وله قد خلق. الذى هو قبل كل شئ، وفيه يقوم الكل" (كو1: 16، 17). إذن فهو كائن قبل كل شئ. لماذا؟ لأن الكل به قد خلق.



6 وطبعاً كونه قد خلق كل شئ، يعنى أنه كائن قبل كل شئ.

ذلك يقول القديس يوحنا الإنجيلي " كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان" (يو1: 3). وقال " في العالم كان، والعالم به كون" (يو1: 10). مادام العالم به كون، إذن هو قبل كون العالم، وقبل كل شئ.

7 بل إن وجوده أزلى (منذ الأزل).

لعل أوضح ما قيل عن وجوده قبل الزمن، نبوءة ميخا النبى الذى يقول " وأنت صغيرة أن تكونى بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذى يكون متسلطاً على إسرائيل. ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (مى5: 2).

وهنا يصفه بالأزليه، وهي من صفات الله وحده. فما معنى عبارة " مخارجه من القديم منذ أيام الأزل " معناها هو الآتى:


8 أنه خرج من الآب منذ الأزل، أي ولد من الآب منذ الأزل،

باعتباره الابن في الثالوث القدوس، إنه عقل الله الناطق. وعقل الله كائن فيه منذ الأزل وهو حكمة الله (1كو1: 24)، وحكمة الله كائنة فيه منذ الأزل.

ومادامت الأزليه صفة من صفات الله وحده، فهذا دليل أكيد على لاهوت المسيح، لأنه أزلى، فوق الزمن.

9 وله أيضاً صفة الأبدية:

ولعل صفة الأبدية فيه تتضح من قول الرسول " يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عب13: 8). وقول المسيح لتلاميذه " ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (متى28: 20).

وعن هذه الأبدية يقول عنه دانيال النبى " سلطانه أبدي ما لن يزول. وملكوته ما لا ينقرض" (دا7: 14).




الله هو الموجود في كل مكان





1 الوجود في كل مكان صفة من صفات الله وحده.

وهكذا يقول له داود النبي " أين أذهب من روحك، ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحى الصبح، وسكنت في أقاصى البحر، فهناك أيضاً تهدينى يدك وتمسكني يمينك" (مز139: 7 10).


2 الكائن الموجود في كل مكان، لاشك أنه كائن غير محدود.


والله هو الكائن الوحيد غير المحدود. وعلى ذلك تكون هذه صفة خاصة به وحده. إذ لا يوجد كائن سواه غير محدود. إن الله في السماء، وفي نفس الوقت على الأرض. لأن السماء هي كرسيه، والأرض هي موضع قدميه" (متى5: 34: 35)، (اش66: 1). وما وجود الله في أماكن العبادة سوى نوع من وجوده العام. وهكذا قال له سليمان الحكيم عند تدشين الهيكل " هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك، فكم بالأقل هذا البيت الذى بنيت" (1مل8: 27).


3 ولا يمكن لكائن آخر غير الله أن يوجد في كل مكان،

وإلا أصبح هو الآخر غير محدود، بينما هذه هي إحدى الصفات المميزة لله وحده. فإن استطعنا أن نثبت أن المسيح موجود في كل مكان، أمكن بذلك اثبات لاهوته.



المسيح موجود في كل مكان


1 إنه بعد المؤمنين به وعداً لا يستطيع أن يصرح به سوي الله وحده.


فهو يقول لهم " حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى، هناك أكون في وسطهم" (متى18: 20).

ومعنى هذا أن السيد المسيح موجود في كل بقاع الأرض، إذ قد انتشرت الكنيسة حتى وصلت إلى أقاصى الأرض. تصور يوم الأحد مثلاً، والمسيحيون في العالم كله مجتمعون باسم المسيح في صلواتهم في الكنائس، والمسيح وسطهم في كل مكان يصلون فيه... ألا يعنى هذا أنه موجود في كل مكان على الأرض.



2 وفي نفس الوقت الذى يحدد فيه كل الأرض، هو موجود أيضاً في السماء،


إذ قد صعد إلى السماء كما رآه الرسل (أع1: 9)، وهو عن يمين الآب كما رآه اسطفانوس (أع7: 56).



3 وهو في نفس الوقت في الفردوس،

مع الذين انتقلوا من عالمنا، ودليلنا على ذلك قوله للص اليمين " اليوم تكون معى في الفردوس" (لو23: 43). وأيضاً قول القديس بولس الرسول " لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، فذاك أفضل جداً" (فى1: 23).

وهذا اثبات أن الذين ينطلقون من الجسد، يكونون مع المسيح في الفردوس، بينما هو مع المؤمنين المجاهدين على الأرض.
هژںه¸–هœ°ه‌€: كنيسة صداقة القديسين *** المسيح فوق الزمان - وهل
4 السيد المسيح موجود إذن في السماء، وعلى الأرض،


وحيثما ينتظر الأبرار، وهذا يتفق مع وعده للكنيسة حينما قال " وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (متى28: 20).


5 وفي حديث السيد المسيح مع نيقوديموس، صرح بهذه الحقيقة،

فقال له " ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذى نزل من السماء، ابن الإنسان الذى هو في السماء" (يو3: 13). أي أنه كان في السماء فس نفس الوقت الذى كان فيه يكلم نيقوديموس على الأرض.

فهو على الأرض يكلم نيقوديموس، وهو الذى صعد إلى السماء وهو موجود في نفس الوقت في السماء.



6 والسيد المسيح ليس فقط موجوداً على الأرض حينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمه،

بل هو أيضاً موجود في قلب كل مؤمن محب له. وفي ذلك يقول " إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبى، وإليه نأتى، وعنده نصنع منزلاً" (يو 14: 23) أي أن كل إنسان محب لله هو بيت للمسيح، ينزل للسيد في قلبه ويعيش معه في كل مكان يحل فيه، وفي كل أقامته وتنقلاته، وهكذا استطاع بولس الرسول أن يقول:

" أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غل2: 20).



7 والسيد المسيح لا يوجد فقط حيثما يوجد الأبرار القديسون.

بل أيضاً في الأمكنة التى ضل فيها الأشرار، يبحث عنهم ويفتقدهم ويقرع على أبواب قلوبهم. وهكذا يقول " هأنذا واقف على الباب واقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل وأتعشى معه وهو معي" (رؤ3: 20).



# استنتاج :

ثابت من كل الكلام الذي قلناه أن السيد المسيح كائن غير محدود، موجود في كل مكان:


في السماء وفي الفردوس، وفي نفس الوقت على الأرض، في أماكن العبادة، وفي اجتماعات المؤمنين، وفي قلوب محبيه. كما أنه يقرع على أبواب قلوب الضالين والمبتعدين عن وصاياه. ينتقل مع كل إنسان حيثما انتقل، ويكون معه وهو مستقر هو مع الأحياء، ومع الذين انتقلوا أيضاً.

كل هذا لا ينطبق إلا على كائن واحد هو الله.

  رد مع اقتباس
قديم 25 - 10 - 2012, 07:30 PM   رقم المشاركة : ( 49 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,558

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: النبوات عن السيد المسيح

كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث


قدرته على الخلق



لاشك أن الخالق هو الله.

وقصة الخليقة تبدأ بعبارة

" في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك1: 1).

والإصحاح الأول من سفر التكوين يشرح كيف خلق الله كل شئ.

وفي سفر اشعياء يقول الله " أنا الرب صانع كل شئ،

ناشر السموات باسط الأرض" (اش44: 24).

" أنا الرب صانع كل هذه" (اش45: 7).



1 ومع ذلك هناك آيات في الكتاب

تذكر أن المسيح هو الخالق:






أ (يو1: 3) يقول يوحنا الإنجيلي عن السيد المسيح " كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان " وهنا لا يذكر فقط أنه الخالق، إنما أيضاً بغيره ما كانت هناك خليقة. ويقول أيضاً " كان في العالم، وكون العالم به" (يو1: 10)..


ب (عب1: 1) ويقول بولس الرسول " الذى به عمل العالمين ".

ج (كو1: 16) ويقول أيضاً " فإن فيه خلق الكل، ما في السموات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، سواء كانوا عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق.

د (1كو8: 6) ويقول أيضاً " به جميع الأشياء ونحن به ".



2 وقد ذكر الكتاب معجزات للسيد تدل على الخلق.

منها معجزة إشباع خمسة آلاف من خمس خبزات وسمكتين (لو9: 10 17).

وهنا خلق مادة لم تكن موجودة،

أمكن بها إشباع هذه الآلاف.

ويزيد هذه المعجزة قوة أن الجميع أكلوا وشبعوا. ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر أثنتا عشرة قفة. فمن أين أتت كل هذه الكسر. إنها مادة لم تكن موجودة، خلقها الرب يسوع. وهذه المعجزة العظيمة ذكرها كل الإنجيليين الأربعة.

ويشبة هذه المعجزة إشباع أربعة آلاف من الرجال عدا النساء والأطفال.

وذلك من سبع خبرات وقليل من السمك (متى15: 32 38) ثم رفعوا ما فضل عنهم سبعة سلال مملوءة. وهنا أيضاً خلق مادة لم تكن موجودة. والقدرة على الخلق هي من صفات الله وحده.



3 ومن معجزات الخلق أيضاً تحويل الماء خمراً في عرس قانا الجليل (يو2).


وهنا عملية خلق:

لأن الماء مجرد أوكسجين وأيدروجين، فمن أين أتى الكحول وباقى مكونات الخمر؟

لقد خلق السيد كل هذا في تلك المعجزة، التى مما يزيد قوتها أنها تمت بمجرد إرادته في الداخل، دون أية عملية، ولا رشم ولا مباركة، ولا حتى صدر منه أمر كأن يقول فليتحول الماء إلى خمر... إنما قال " املأوا الأجران ماء، فملأوما. ثم قال لهم استقوا الآن (يو2: 7، 8). وهكذا صار الماء خمراً بمجرد إرادته. أراد أن تخلق مادة الخمر فخلقت حتى بدون أمر.



4 ومن معجزات الخلق أيضاً منح البصر للمولود أعمى (يو9).



لقد خلق له السيد المسيح عينين لم تكونا موجودتين من قبل. وخلقهما من الطين مثلما خلق الإنسان الأول.الطين الذى يضعونه في عين البصير فيفقده البصر، وضعه السيد في محجرى الأعمى فصار عينين.

ويزيد هذه المعجزة قوة أن الرب أمر المولود أعمى أن يغتسل بعد ذلك في بركة سلوام.

والمفروض أن الاغتسال بالماء يذيب الطين، ولكنه على العكس أمكن هنا أن يثبت الطين العينين في المحجرين، ويربطهما بشرايين وأنسجة وأعصاب...

ولكل هذا قال الرجل المولود أعمى لليهود " منذ الدهر لم يسمع أن أحداً فتح عيني مولود أعمى (يو9: 32).


هنا ويوجهنا سؤال لاهوتي هام وهو:


5 كيف يكون المسيح خالقاً، بينما الخلق من صفات الله وحده؟

لقد كان يخلق بقوة لاهوته، باعتبار أنه الأقنوم الثاني، عقل الله. إذن فهل هو الذى خلق الكون أم الله الآب هو الذى خلق الكل ظ إن الله الآب خلق العالم كله بالابن، خلقه بعقله، بفهمه بمعرفته، بكلمته، أي بالأقنوم الثاني. لذلك يقول الرسول " الذى به عمل العالمين ". به أي بعقله، بحكمته...

المسيح مُعطي الحياة



1 يقول عنه يوحنا الإنجيلي

" فيه كانت الحياة" (يو1: 4).

والسيد المسيح قد أعطى الحياة هنا، وفي الأبدية وهذا عمل من أعمال الله وحده.


2 وقد أعطى السيد المسيح الحياة في إقامته للموتى.


وذكر الكتاب المقدس ثلاث معجزات من هذا النوع.

أ (مر5: 22، 35 42) إقامة ابنه يا يرس وكانت مسجاة على فراشها في البيت. وأهلها يبكون ويولولون كثيراً.

ب (لو7: 11 17) إقامة ابن ارملة نايين، وكان محمولاً على نعش في الطريق. وجمع كثير من المدينة حوله.

ج (يو11) إقامة لعازر بعد موته بأربعة أيام، وكان مدفوناً في قبره، وقالت أخته عنه قد أنتن.

والمهم في هذه المعجزة الثلاثة أنها تمت بالأمر.

مما يدل على لاهوته،

وعلى أنه مانح الحياة،

وسنعرض لهذا الأمر بالتفصيل عند حديثنا عن اثبات لاهوت المسيح من معجزاته.

3 ويكفى تعليقاً على معجزاته في إقامة الموتى،

قول السيد المسيح " لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيى، كذلك الابن يحيى من يشاء" (يو5: 21). وهنا مساواة بينه وبين الآب، وأيضاً جعل منح هذه الحياة متوقفاً على مشيئته.



4 قال السيد المسيح عن نفسه إنه " المواهب الحياة للعالم" (يو6: 33) باعتباره " خبز الحياة" (يو6: 35).


وقال " أنا هو خبز الحياة " " النازل من السماء " " إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد " " والخبز الذى أنا أعطى هو جسدي الذى أبذله من أجل حياة العالم " " من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 35 58).

وهذا الفصل السادس من إنجيل يوحنا يقدم المسيح كمعطى للحياة، من خلال سر الافخارستيا،

تقديم جسده ودمه، وأيضاً من جهة قول المسيح " وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 54).



5 وتحدث المسيح عن ذاته بأنه يعطى الحياة الأبدية،

كما قال " خرافي تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيهما حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد. ولا يحفظها أحد من يدى" (يو10: 27، 28). ونلاحظ هنا عبارة " أنا أعطيها ".

6 كذلك منح الحياة الأبدية لكل من يؤمن به.

فقال " لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية ".

* * *

7 كذلك في حديثه مع المرأة السامرية، شجعها أن تطلب منه " الماء الحى ".

وقال لها " من يشرب من الماء الذى أعطية أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذى أعطية يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يو4: 10 14).

ونلاحظ هنا قوله مرتين " الذى أعطية " على اعتبار أن منه هذه العطية، التى هي الحياة هنا التى تنبع إلى حياة أبدية.


# استنتاج:



لم يحدث مطلقاً أن إنساناً بهذا الأسلوب، الذى به يكون واهباً للحياة، ومعطياً لها، وأنه يعطى حياة أبدية، وأنه يحيى من يشاء.

والذى يتبعه يحيا إلى الأبد، ولا يهلك، ولا يحفظه أحد من يده... إنها كلها أعمال من سلطان الله.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 10 - 2012, 07:31 PM   رقم المشاركة : ( 50 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,558

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: النبوات عن السيد المسيح

شرح لقب الابن - ابن الله لقداسة البابا




الابن

وعبارة (الابن) في الكتاب تعنى المسيح وحده:

وفي هذا يقول
السيد المسيح عن نفسه


" إن حرركم الابن، فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو8: 36).

قال هذا يبشرهم بأنه جاء ليحرره من خطاياهم.

وقال القديس يوحنا الانجيلى

" من له فله الحياة. ومن ليس له ابن الله، فليست له حياة" (1يو5: 12).


وهكذا جمع في آية واحدة بين عبارتى الابن وابن الله ليدلا على كائن واحد.

وقال أيضاً

"ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصاً للعالم"
(1يو4: 14).

وعبارة الابن وحدها تعنى المسيح.


وقال القديس يوحنا المعمدان

" الآب يحب الابن، وقد دفع كل شئ في يده.

الذى يؤمن بالابن له حياة أبدية.

والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله"
(يو3: 35، 36).


وواضح أن استعمال كلمة (الابن) هنا خاص بالسيد المسيح وحده، يضاف إليه بركات الإيمان به، ودفع كل شئ إلى يدية، أي كل سلطان، حتى سلطان منح الحياة الأبدية. إن المسيح كان يتحدث عن نفسه باعتباره الابن وابن الله.



واليهود كانوا يفهمون هذه البنوة لله بمعناها اللاهوتى:

لذلك لما سألوه في مجمع السنهدريم


هل أنت المسيح ابن الله وأجاب بالإيجاب.

مزق رئيس الكهنة ثيابة وقال: قد جدف. ما حاجتنا بعد إلى شهود"

(متى26: 65).

ويقول إنجيل يوحنا

" من أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضاً إن الله أبوة معادلاً نفسه بالله"
(يو5: 18).


لاهوته هذا كان سبب طلبهم قلته إذ قالوا له

" لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً" (يو10: 33).

وهذه هي التهمة التى قدموه بها للصلب، وقالوا لبيلاطس

" لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله"
(يو19: 7).


وليست البنوة العامة تدعو إلى الحكم بالموت، هذه التى يقول فيها اشعياء النبى

" أنت يارب أبونا" (اش64: 8).

ولكنها البنوة الخاصة التى يفهم منها لاهوته، وأنه معادل لله.


ابن الله الوحيد


لقد أطلق على السيد لقب ابن الله الوحيد،

لتميزه عن باقى أبناء الله الذين دعوا ابناء بالمحبة، بالإيمان، بالتبنى،

أما هو فإنه الابن الوحيد الذى من نفس طبيعة الله وجوهره ولاهوته.


وقد دعى ابناً في المواضع الآتية:

1 " الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الكائن في حضن الآب هو خبر"

(يو1: 18)


أى أنه أعطى خبراً عن الله، أى عرفنا الله عن طريق ابنه المنظور لنا بتجسده، بينما الآب غير منظور في لاهوته.

وهكذا قال في موضع آخر لتلميذه فيلبس

" الذى رآنى فقد رأى الآب. فكيف تقول أنت أرنا الآب؟!" (يو14: 9).





2 ورد تعبير الابن الوحيد في قوله أيضاً

" هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16).


3 " الذى يؤمن به لا يدان. والذى لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يو3: 18).



وكون الإيمان بهذا الابن الوحيد يؤهل للحياة الأبدية، ويمنع الدينونة، فهذا دليل على لاهوته، إن سلك الإنسان حسبما يليق بهذا الإيمان.



4 كذلك قال القديس يوحنا في رسالته الأولى

" بهذا اظهرت محبة الله فينا، أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكى نحيا به" (1يو4: 9). ولا يمكن أن نحيا به إلا إن كان هو الله، لأن الله هو مصدر الحياة.



5 وقال في الاصحاح الأول من انجيله

" والكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً" (يو1: 14).

وهنا يتحدث عن المجد اللائق به كابن الله الوحيد.

هذه خمسة شواهد من الكتاب تتحدث عن
السيد المسيح باعتباره الابن الوحيد للآب، تمييزاً له عن باقى البشر.


أما دليل بنوته على لاهوته

فيكفى في هذه الآيات أنه سبب الحياة، وبه تكون الحياة الأبدية.

والإيمان به ينجى من الهلاك ومن الدينونة،

بينما عدم الإيمان به سبب الدينونة.

وأن له المجد اللائق بابن الله الوحيد.

قداسة البابا شنودة الثالث
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
النبوات عن المسيح في المزامير
النبؤات عن السيد المسيح له كل المجد فى العهد القديم
النبوات عن المسيح
توالي النبوات عن المسيح
نبوات وردت عن السيد المسيح في العهد القديم وبيان تمام هذه النبوات في العهد الجديد


الساعة الآن 03:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025