منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 08 - 2025, 05:02 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,346,796

مسيرةُ إيمانٍ تحتاجُ إلى صبرٍ ومُثابرةٍ وثقةٍ ثابتةٍ بمواعيدِ الله


وقالَ لَهم: ((مَن مِنكم يَكونُ لَه صَديقٌ فيَمْضي إِلَيه عِندَ نِصفِ
اللَّيل، ويَقولُ له: يا أَخي، أَقرِضني ثَلاثَةَ أَرغِفَة
"فَيَمْضي إِلَيْهِ عِندَ نِصفِ اللَّيْل" فتُشيرُ إلى ذَهابِ الرَّجلِ إلى صَديقِه في ساعةٍ غيرِ مُعتادة، دونَ تردُّدٍ أو خَجَل، طَلَبًا لِسَدِّ حاجتِه، لأنَّهُ يَعلَمُ أنَّ له صَديقًا يَثِقُ بِهِ وبجُودِه.
أمّا عبارةُ "أَقرِضني"، فتشيرُ إلى طلبِ الحصولِ على خبز الجسد، أي الحاجات الجسديّة الضروريّة. ويُشيرُ هذا الطَّلبُ إلى أنَّ الصَّلاةَ ليست مجرّدَ تَردادٍ لكلماتٍ أو تِلاوةٍ لصِيغةٍ محدَّدة، بل هي مسيرةٌ روحيَّةٌ تتضمَّنُ تحدّياتٍ وتعقيداتٍ، وتستلزمُ جهدًا ومثابرةً في السَّير نحو الله. فالصلاةُ ليست استجابةً فوريَّةً أو تلقائيَّة، بل هي مسيرةُ إيمانٍ تحتاجُ إلى صبرٍ ومُثابرةٍ وثقةٍ ثابتةٍ بمواعيدِ الله.
ويُعلّق القدّيس مقاريوس المصريّ قائلًا: "لا يَشعُرُ المُتسوِّلُ بأيّ إحراجٍ في أن يقرعَ البابَ ويَسألَ، وإن لم يُعطِهِ أحدٌ شيئًا، يدخلُ إلى المنزلِ ويطلُبُ بمزيدٍ من قلّةِ الإحراج: خبزًا أو لباسًا أو حذاءً، في سبيل راحةِ جسده. هو لا يَرحلُ إن لم يحصلْ على شيءٍ ما، حتّى لو تمَّ طرده" (العظة 16، المجموعة الثالثة).
وأمَّا عبارةُ "ثَلاثَةَ أَرغِفَةٍ"، فلها أبعادٌ رمزيَّةٌ غنيَّة، نذكر منها:

يرى القدِّيسُ ثيوفلاكتيوس بطريركُ بلغاريا، أنَّها تُشيرُ إلى إشباعِ حاجاتِ الجسدِ، والنَّفسِ، والرُّوح.

ويعتبر القدِّيسُ أوغسطينوس أنَّها ترمزُ إلى الإيمانِ بالثالوثِ الأقدس.

ويرى بعضُ المفسِّرين أنَّ رقمَ (٣) يرمزُ إلى الثالوثِ الإلهي، الّذي به نَشبَع: إذ يُثبِّتنا الرُّوحُ في الابن، ويحملُنا الابنُ إلى أحضانِ الآب.

كما يُشيرُ آخرون إلى أنَّها تَحملُ دلالةً على القيامةِ في اليومِ الثالث، إذ نَشبَعُ بجسدِ المسيحِ القائمِ من بينِ الأموات.

تُبيِّنُ لنا هذِهِ الآيَةُ أنَّ الصَّلاةَ هِيَ أوَّلًا إدراكٌ لِأنَّ لنا أبًا في السَّماء، يُنعمُ علينا بالقُدرةِ على إبقاءِ أبوابِ قلوبِنا ومَنازِلِنا مفتوحةً، مُستعدِّينَ لاستقبالِ مَن يَلجَأُ إِلَينا في كُلِّ وقت، لأنَّنا نَعلَمُ أنَّ لنا نحنُ أيضًا مَن نَلجَأُ إليهِ بثقةٍ وأمانٍ.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لصخرةٍ منيعةٍ فيها أرى حِمايْ
فقيرُ الرّوح هو صاحِبُ رَجاءً عَظيم وثقةٍ كبيرةٍ بالله
البشارة مسيرةُ وعد بالإنتصار على الخطيئة
البشارة مسيرةُ وعد بالإنتصار على الخطيئة
لا تحتاجُ المرأة أن يُحبّها الجميع


الساعة الآن 08:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025