لم يطلب داود يومًا من الأيام كرامته الشخصية، ولا تسرَّع في اعتلاء العرش، بالرغم من نواله وعدًا إلهيًا بذلك منذ صباه، إنما ما كان يشغله هو أن يجتمع الشعب مع القادة حول تابوت العهد، بكونه مُمَثِّلاً عرش الله، حيث يوجد كرسي الرحمة.
جمع داود كل جماعة إسرائيل ليأخذ قرارًا جماعيًا صادقًا خاصًا بهذا العمل. اشترك فيه قادة الجيش ورؤساء الأسباط والكهنة واللاويون، وأرسلوا إلى كل إسرائيل، لكن غاب عنهم أن يستشيروا الرب، لذا تحوَّل العمل المُفرِح إلى مرارةٍ، فقد مات عُزَّا الذي لمس التابوت لكي لا يسقط من العجلة، وحميَ غضب الرب، وخاف داود، ولم ينقل التابوت إلى أورشليم!