منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 12 - 2024, 04:33 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

أناشيد جنائزية المراثي




أناشيد جنائزية
المراثي



يقف الإنسان في دهشة أمام السفر، فينسحب كل كيانه الداخلي ليرى محبة الله الفائقة لكل البشرية، كما يتلامس مع قداسة الله الذي لا يطيق الخطية مع محبته للخطاة حتى أثناء تأديبه لهم. يبقى هذا السفر مصدرتعزية للنفوس الجريحة، تفتح أمامها أبواب السماء. ويحمل هذا السفر أيضًا صورة نبوية خاصة بالسيد المسيح مخلص العالم الذي يقدم ذاته ذبيحة عن البشرية، لكن خاصته لا تقبله، بل تود الخلاص منه. أيضًا هو سفر كل مؤمنٍ يحترق بالحب قلبه المنكسر والمخلص مشتهيًا خلاص العالم كله.
1. رأى إرميا النبي وراء خراب الهيكل وسبي الشعب صورة مؤلمة لشعب اختاره الله لينعم بحضنه الإلهي، ويقيم منه نموذجًا حيًا تقتدي به البشرية، فتترك عبادة الأصنام ورجاساتها لتؤمن بالله الحي، وتلتصق به وتتمتع بأبوته. فإذا بهذا الشعب ينحرف نحو الشر، مفضلًا الحياة الفاسدة عن الشركة مع الله. فمن أجل تأديبه تركه الله أو سمح بتسليمه لشعب وثني يستعبده، حتى يذوق مرارة الخطية وثمرها المُهلك، فيرجع عنها بالتصاقه به، كما ترجع البشرية كلها إليه عبر الأجيال.
2. تصف هذه المراثي مرارة الخطية، فندرك أن ما يحل بنا من تأديب -مهما بدا قاسيًا- إنما يصدر عن أبٍ سماوي محب يحبنا ويترقب رجوعنا إليه. إن كنا نحبه، إنما لأنه هو أحبنا أولًا (1 يو 4: 19).
3. يشير عنوان هذا السفر إلى أنه أناشيد جنائزية أو ألحان لمناسبة مؤسفة تعادل الموت ذاته. لكن مع ما حملته هذه المراثي من مرارة، تقدم تعزية للنفوس الجريحة، تفتح أمامنا أبواب السماء، وتردنا إلى الأحضان الإلهية.
4. يحمل هذا السفر أيضًا صورة نبوية عن السيد المسيح المتألم حيث يبدأ السفر بالكشف في مرارةٍ عما حلّ بالشعب القديم بسبب جحوده للمسيح الذي طالما انتظره الآباء والأنبياء وكل الأتقياء، فصوَّر مدينة أورشليم وأرض الموعد في كارثة، تبدو كأن لا رجاء في الخلاص منها، ولكن في منتصف السفر (أصحاح 3) يلمس النبي مراحم الله التي تشرق مع كل صباحٍ، حيث يتخلى الإنسان عن جحوده، ويقبل الإيمان بشمس البرّ (مرا 3: 22-23)، فتظهر نعمة الله الغنية ومراحمه التي لن تنتهي بالنسبة للبشرية.
5. تكشف هذه المراثي عن انكسار قلبٍ مُخْلِصٍ يحترق بالحب نحو شعبه، يشتهي أن يرى الكل قد استرد مجده المفقود. فالكاتب شاهد عيان لخراب أورشليم على يد جنود نبوخذنصر البابلي في أكتوبر عام 587 ق.م.
لم يكن دمار أورشليم بالنسبة لإرميا النبي هو مجرد خسارة لعاصمة حصينة رائعة، كانت تُحسب بارعة الجمال، بكونها مدينة الله، تحتضن الهيكل الفريد، فتمثل حضور الله وسط شعبه. إنما شعر النبي بأن هذا الدمار يشير إلى مفارقة مجد الله للمدينة والهيكل والشعب، وفي رجاءٍ يترقب الخلاص الإلهي المجيد. كانت الصدمة بالنسبة له أكثر من أن تُحتمل، سواء بالنسبة لتحقيق الأسر البابلي أو جحد اليهود للسيد المسيح، فصرخ متوجعًا، وبكي، ونادى بالصلاة والرجوع إلى الله بالتوبة العملية.
إنه سفر كل مؤمن يلتهب قلبه بمحبة البشرية كلها، فلا يحتمل هلاك إنسانٍ ما، أيا كانت جنسيته أو ظروفه، فيئن طالبًا خلاص البشرية كله. يصرخ مع النبي، قائلًا: "أحشائي أحشائي، توجعني جدران قلبي، يئن في قلبي! لا استطيع السكوت، لأنكِ سمعتِ يا نفسي صوت البوق وهتاف الحرب". (إر 4: 19) "يا ليت رأسي ماء، وعينيّ ينبوع دموع، فأبكي نهارًا وليلًا قتلى بنت شعبي". (إر 9: 1)
*إنه وقت مناسب لي أن أنطق بهذه الكلمات الآن. نعم، بل وأكثر مما كان في أيام النبي. فإن كنت لا أحزن على مدنٍ كثيرة، أو كل الأمم، لكنني أحزن على نفسٍ توازي أممًا كثيرة كهذه، بل وأثمن منها.
إنني لا أحزن لأجل دمار مدينة أو أسر الأشرار لها، بل لأجل تدمير روحك المقدسة... وهلاك الهيكل الحامل للسيد المسيح وإبادته... هذا الهيكل أقدس من ذاك (هيكل العهد القديم)، فإنه لا يتألق بذهبٍ أو فضةٍ بل بنعمة الروح القدس، وبدلًا من تابوت العهد وتمثاليّ الشاروبيم يوجد في القلب السيد المسيح وأبوه والباراقليط .
القديس يوحنا الذهبي الفم
*إني أبكي أيامًا كثيرة على الشعب الذي انسحب للهلاك خلال التعاليم الشريرة، فإن آذان البسطاء قد ضلت واعتادت أن تسمع الشرور الهرطوقية [2].

القديس باسيليوس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يعني بالظالم هنا المرابي المستغل للفقير
سفر المراثي أسمه في العبرية هو “كيف؟” في الكتاب المقدس
أناشيد فرحهم
يسوع في سفر المراثي هو النبي الباكي
طقوسٌ جنائزية للفيلة


الساعة الآن 10:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025