كان يوسف يُدرك أن إرادة الله هي قداسة المؤمن (1تس4: 3)، وأن هذه القداسة تُكمَّل في خوف الله «مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ» (2كو7: 1).
وعاش يوسف في ضوء هذه الحقيقة. ففي بيت أبيه لم يتستر على شر إخوته، رغم محبته لهم، بل «أَتَى يُوسُفُ بِنَمِيمَتِهِمِ الرَّدِيئَةِ إِلَى أَبِيهِمْ» (تك37: 2)، لعله يجد لهم علاجًا، لأن «الْمَحَبَّةُ ... لاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ» (1كو13: 6).
وعندما كان يوسف يخدم في بيت فوطيفار، عاش في ضوء قداسة الله وخوفه، فرفض الشر بكل قوة قائلاً: «كَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟» (تك39: 9).
وبالتأكيد كان هذا العمل نابعًا من تقديره لقداسة الله، فعاش في مخافة الله. وعندما كان يقوم بتدريب إخوته قال لهم: «أَنَا خَائِفُ اللهِ» (تك42: 18).
وحقًا إن تقديرنا لقداسة الله، وفهمنا أننا قديسون، يحفزنا على حياة القداسة في خوف الله.