منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 09 - 2024, 01:10 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

من المهم تأكيد حقيقة أنّ الإله الذي هو شخص وحيد منحصر في ذاته


الله ليس وحيد الشخص


من المهم تأكيد حقيقة أنّ الإله الذي هو شخص وحيد منحصر في ذاته لا يستطيع إختبار ملء السمات الإلهية الأساسية الخاصة بالعلاقات الشخصية لحياة الشركة والحبّ وسكب الذات التي يعيشها الأقانيم الإلهية الثلاثة للثالوث الأقدّس منذ الأزل. سمات إله التوراة والإنجيل الخاصة بالعلاقات الشخصية (مثل المحبة، والشركة، والتعاطف، وسكب الذات، الخ) قد أُعربت وعُبِرت منذ الأزل في إطار العلاقة بين الأشخاص الثلاثة للثالوث الاقدس. من جهة أخرى، الإله الوحيد الشخص يعتمد على خليقته للتعبير عن هذه الصفات. ليس لديه اكتفاء ذاتي في كيانه. إنه معتمد على خليقته ومُتغير. هو قابل للتغيير، لأن خليقته لم تكن موجودة في الأزل، وهو يعتمد على شيء خارج كيانه حتى ينمو في تحقيق ذاته. لذلك الإله الوحيد الشخص هو إله ناقص لأنه لا يستطيع أن يختبر ملء الوجود. الله القدير كامل في ذاته الإلهية في كلّ شيء. لذلك لديه إكتفاء ذاتي في داخله، ولا يحتاج إلى خليقته ليختبر حياة شركة المحبة معها أو ليعبر عن أي من سماته الإلهية الأساسية. الخليقة لا تضيف أيّ شيء لوجوده وكينونته. الله لم يخلق العالم لإشباع حاجة ضرورية لديه. الثالوث الأقدس ليس له إحتياج لآخر حيث يصبّ ويسكب محبّته العظيمة، لأن الآخر هو في الثالوث الأقدس. الله المُكتفي ذاتيا لا بعتمد على أيّ وجود غير إلهي خارج ذاته. انه الإله المُتسامي المطلق الغير قابل للتغيير. لذلك، الإله الحقيقي الحيّ للكون لا يمكن أن يكون إله وحيد الشخص.

النقص الآخر في الإله الوحيد الشخص أنّه يفتقر إلى وسائل المشاركة العميقة القريبة الوثيقة مع خليقته. لا يمكن أن تتم هذه المشاركة بواسطة ملاك يُرسله اللّه، لأن الملاك هو مخلوق محلي ومحدود يستطيع أن يتّصل خارجيا فقط بشخص واحد في وقت ما. كما أن الملاك لا يستطيع أن يُؤثر في قلب الإنسان من الداخل لكي يعطيه إضاءة إلهية داخلية. على عكس ذلك، الروح القدس الغير مخلوق للإله الحيّ المثلث الأقانيم غير محدود وغير محصور في مكان معين (المَزَامير 139: 7-12؛ إِرْمِيَا 23: 24؛ أَعْمَالِ الرُّسُلِ 17: 28). الروح القدس يضيء بانور الإلهي في الأعماق الداخلية لقلوب كثير من المسيحيين في نفس الوقت. يود الله حياة شركة مع خليقته. يسكن الله بروحه القدوس (الشخص الثالث في الثالوث الأقدس) في خليقته البشرية المؤمنة. هو إله عظيم جدا يحكم الكون، وهو إله يهتمّ بالبشر لدرجة أنه يحيى حياة بشرية كاملة في المسيح يسوع، وهو إله مُحب وودود لدرجة أنه يعيش في كلّ مؤمن مسيحي.

الإله الوحيد الشخص لا يُكوِّن علاقات. فقد عاش قبل الخليقة في عزلة تامة ووحدة كاملة في فراغ أبدي. لا يوجد في مجتمع إلهي. لا يستطيع إله وحيد الشخص أن يخلق كائنات ترغب المعيشة في مجتمع. على العكس من ذلك، تؤمن المسيحية أن الثالوث الأقدس هو المجتمع الإلهي الأزلي الأبدي في وحدة مطلقة. ولذلك، فإن البشرية، باعتبارها انعكاسا لإله المسيحية، ترغب المعيشة في مجتمع. أعمال الله هي انعكاس لطبيعته.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ذاك الذي هو على الدوام كما هو عليه من ذاته وإلى ذاته
تأكيد حقيقة القيامة: المسيح حاضر بيننا
لنيسر الصداقات الفتوية بشرط أن تساعد المراهق على الخروج من ذاته
الذي يريد أن يكبر ذاته يعمل على تحقيق ذاته في كل شيء
ويحي انا الانسان الشقى اللهم ارحمنى انا الخاطى..


الساعة الآن 05:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024