البابا تواضروس
القرارات أنواع
بعضها دائمة التكرار أو قليلة التكرار أو نادرة التكرار مثل قرار الهجرة للخارج أو قرار الزواج أو قرار التكريس ودخول الدير..
كما أن القرارات تمر بثلاث مراحل أساسية وهي: مرحلة ما قبل القرار ويجب أن تكون خطوة ذكية ومحسوبة جيدًا وتأخذ حقها من التفكير والوقت. ثم المرحلة التالية وهي خطوة اتخاذ القرار أو صناعة القرار وهي خطوة حاسمة وتوصف دائمًا بأنها خطوة جريئة. وتكتمل هذه الخطوات بالخطوة الثالثة وهي دعم القرار والحرص على فاعليته ومتابعته من أجل النجاح.
وفي المقابل هناك القرار الفاشل والذي يتم بدون مشورة وبدون حساب للوقت وعامل الزمن وبدون تقدير لعواقبه ونتائجه وآثاره على المدى البعيد والمدى القريب…
وإذا بحثنا في أعظم قرار يأخذه الإنسان في حياته ويدوم معه ويمتد بأثره إلى حياته السماوية فإنه بلا شك “قرار التوبة”
لأن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين لا يحتاجون إلى التوبة (لو 15: 7).
وقرار التوبة هو الذي يجعل لحياة الإنسان معنى وقيمة، فلولا التوبة ما كان القديس موسى الأسود القوي معروفًا في التاريخ وبالمثل القديسة مريم المصرية وبالمثل القديس أوغسطينوس وكثيرين غيرهم عندما تبدلت حياتهم تمامًا بهذا القرار وانتقلوا من الظلمة إلى النور.
وإذا أردنا أن نفهم طبيعة قرار التوبة وآثاره وفعاليته فإنه يجب أن ندرس في (لوقا 15) حيث أصحاح التوبة والذي يذكر ثلاثة معاني واقعية تشرح أبعاد هذا القرار من خلال ثلاثة أمثلة: الخروف الضال والدرهم المفقود والابن الضال.