|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أوصاهُم أَلاَّ يَأخُذُوا لِلطَّريقِ شَيئًا سِوى عَصًا: لا خُبزًا ولا مِزوَدًا ولا نَقدًا مِن نُحاسٍ في زُنَّارِهم "مِزوَدًا" فتشير إلى كيس صغير يضع اليهود فيه الطَّعام لحفظه أثناء سفرهم. أمَّا عبارة "نُحاسٍ في زُنَّارِهم" فتشير إلى النُّقود التي كانت من الذَّهب والفضَّة والنُّحاس. وأعتاد اليهود أن يحملوا معهم العملات الصَّغيرة في ثنية الموجودة في رداء المنطقة تستعمل كما نستعمل الجيوب الآن. والمنطقة تُربط على القميص والرِّداء معًا. فيسوع يمنع الرسل من قليل القليل. أمَّا عبارة "لا خُبزًا ولا مِزوَدًا ولا نَقدًا مِن نُحاسٍ في زُنَّارِهم" فتشير إلى عدم اعتماد الرُّسل على القدرات والموارد البشريَّة والضَّمانات البشريَّة، إنَّما على ضيافة من يستقبلهم حيث أن من واجب المُرْسَلين أن يعيشوا روح الفقر، وان يضعوا ثقتهم بالله الذي يعولهم ويهتم بهم. الله الّذي صار قريبًا في يسوع، هو إلهٌ يوفّر احتياجات الإنسان، وبالتَّالي لا يُحاول المُرْسَلون تأمين ضمانة لحياتهم بقواهم: فهم يتلقّونها من الله. يحصلون عليها من الآب، ولكنّهم يتلقّونها أيضًا من الّذين يستقبلونهم في بيوتهم يُعلق القديس أمبروسيوس: "يُظهر الإنجيل صفات الكارز بملكوت الله... فإنه إذ لا يطلب عونًا من موارد هذا العَالَم ويسلم نفسه للإيمان، يدرك أنه كلما ترك طلب خيرات الأرض ازدادت بالنِّسبة له. أوصاهم الرَّب ألاَّ يأخذوا لا خبزًا ولا نقودًا ليكون نفسه هو طعامهم وشرابهم وغَناهم". فإن التعليمات التي قدَّمها يسوع لتلاميذه المُرسلين حول عدم حمل خبز أو كيس أو مال ليست مجرد تعليمات حول الزهد والفقر، بل إنَّها نمط حياة لأولئك الذين يعتمدون لا على قواهم بل على الرب لضمانة حياته. في الصحراء تكفّل الله بأن يطعم شعبه بالمنّ (سفر الخروج 16). يريد الرب أن يعتمد المرسل في عمله لا على الوسائل الدُّنيويَّة بل على التَّجرد وعون الله، لانَّ الرسالة عمل الله بالدرجة الأولى. |
|