كان في مدينة أخّان، فإختار الصغير منهما أن يعيش حياة اللذة والبسط، وإنحرف رويدا رويدا حتى انساق وراء رفقة لا تعرف الله ولا تخافه.
أما الأخ الكبير فكان يخاف الله، وطالما كلّم أخوه الصغير لكي يتوب ويرجع عن طريقه، لكن للأسف الشديد، لم يكن من مجيب. وإذ كان يخاف أن يكلمه كثيرا، أخذ يصلّي من أجله كل يوم.
سائت أحوال الأخ الأصغر، إذ تراكمت عليه الديون، وعجز عن تسديدها، فالتجأ إلى السرقة والسطو، ولم يكن يعلم الأخ الأكبر ما يفعله أخوه الأصغر سنا.
وفي إحدى الليالي وبينما الأخ الأكبر في فراشه، إذ بأخيه الصغير يدخل الغرفة حيث يسكنان، وعلى وجهه علامات الذعر والخوف، وهو يتوسّل الى أخيه أن يساعده.
فطلب منه أن يخبره عما حصل، فأجابه: لقد دخلت إحدى المنازل وسط الليل، وفوجئت إذ أن صاحب البيت كان قد استقظ من نومه حال دخولي منزله، وإذ رأني بدأ يصرخ، وانا إذ لم أستطع الإفلات، انقضيت عليه ضاربا إياه بالسكين الذي كان بحوزتي حتى قتلته.
كانت يداه وقميصه ملطختان بالدم، وشكله محزن لسبب الخوف، وفيما هو يخبر أخاه عما حدث، إذ بالباب يطرق بشدة وسط الليل.
حالا طلب الأخ الكبير من أخيه أن يخلع قميصه الملطخ بالدم، ثم أعطاه ثياب النوم التي كان يلبسها هو، بينما وضع عليه ذلك القميص الملطخ بالدم. وما كاد ينتهي إذ برجال الشرطة يدخلون البيت ويلقون القبض على الأخ الكبير.
لم يعرف الأخ الصغير ما حصل إذ كان مختبأً في البيت، وخاف أن يخرج من المنزل حتى لا ينكشف أمره.
لم يطل الأمر، إذ في المحكمة لم يكن للمدعي العام حاجة لتقديم الكثير من البراهين، إذ كانت قميص المتهم أكبر دليل على جرمه... قضت المحكمة بالإعدام على المتّهم لسبب جرمه، إذ كان يردد دائما ... " يجب أن أدفع ثمن الجريمة"
قبل تنفيذ حكم الإعدام بيوم واحد، سؤل ذلك المتّهم لو كان لديه طلب أخير... فطلب ورقة وقلم... لقد كتب هذه الكلمات وأرسلها الى أخوه الذي أحبه كثيرا.
أخي أنا أحبك كثيرا جدا، لقد لبست ثيابك وأخذت مكانك... فهل لك وأنت لابسا ثيابي أن تحيا الحياة التي كنت أود أن أحياها أنا.
أخوك الذي بذل حياته لإجلك...
أخي وأختي... لكل واحد منا ثياب ملطخة بالخطية ... لكن محبة الرب يسوع دفعته أن يأخذ مكاننا على الصليب كما فعل ذلك الأخ المحب... لقد أعطانا المسيح ثيابه، ثياب البر، وحمل عار خطايانا... أطلب منه فيغفر كل خطاياك....