يَا اَللهُ رَفَضْتَنَا. اقْتَحَمْتَنَا. سَخِطْتَ. أَرْجِعْنَا.
سخطت: غضبت جدًا.
يعاتب داود الله لأنه رفض أولاده، واقتحمهم، أي دخل بين صفوف الجيش، وفرقه، وشتته. وكذلك سخط عليه، أي أدبه بغضب شديد، كل هذا يظهر تخلى الله عن شعبه، فتعرضوا لعنف جيوش الأعداء. ولكن يظهر إيمان داود، ورجاؤه في الله، بقوله أرجعنا، أي ارجع عنايتك لنا، ولنعد إلى أحضانك، فترعانا بأبوتك ومحبتك.
هذه الآية نبوة عما حدث في السبي الأشوري، ثم البابلي، عندما تخلى الله عن شعبه، وأدبهم بالسبي، فأقتحمهم الأعداء، وخربوا بلادهم، وأخذوهم عبيدًا. ولكن شعب الله تاب، وترك عنه الأوثان، والشهوات، وطلبوا منه أن يرجعهم من السبي، فأعادهم بكرامة عظيمة، وبنوا الهيكل.
هذه الآية أيضًا نبوة عن المسيح الذي رُفض، واقتحم، وأتى عليه السخط الإلهي في العذابات، والصليب لأجلنا؛ لأنه حمل خطايا العالم كله، ولكنه يرجع بقوة في القيامة المقدسة.