رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللاويّون فدية عن الشعب إن عدم إحصاء سبط لاوي مع بقية الأسباط كرجال حرب لا يعني إعفاءهم عن العمل أو سلوكهم بروح أرستقراطي متشامخ، إنما التزامهم بالعمل الروحي عوض أبكار الشعب. لقد خصّص الوحي عدة أصحاحات للحديث عنهم تبدأ بمعاقبة بعضهم بالموت من أجل شرهم. 1 وَهذِهِ تَوَالِيدُ هَارُونَ وَمُوسَى يَوْمَ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى فِي جَبَلِ سِينَاءَ. 2 وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي هَارُونَ: نَادَابُ الْبِكْرُ، وَأَبِيهُو وَأَلِعَازَارُ وَإِيثَامَارُ. 3 هذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي هَارُونَ الْكَهَنَةِ الْمَمْسُوحِينَ الَّذِينَ مَلأَ أَيْدِيَهُمْ لِلْكَهَانَةِ. 4 وَلكِنْ مَاتَ نَادَابُ وَأَبِيهُو أَمَامَ الرَّبِّ عِنْدَمَا قَرَّبَا نَارًا غَرِيبَةً أَمَامَ الرَّبِّ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا بَنُونَ. وَأَمَّا أَلِعَازَارُ وَإِيثَامَارُ فَكَهَنَا أَمَامَ هَارُونَ أَبِيهِمَا. سقط ابنا هرون ناداب وأبيهو في تقديم نار غريبة أمام الرب فماتا ولم يكن لهما أولاد، فكهن الأخوان الصغيران ألِعازار وإيثامار أمام هرون أبيهما. كلمة "ناداب" تعني "كريم"، و"أبيهو" تعني "أبي هو". مع عذوبة اسميهما وبالرغم من كونهما من القلائل جدًا الذين سمح لهم الرب أن يصعدوا على جبل سيناء (خر 24: 1) وكرسوا كهنة للرب (خر 28: 1)، لكنهما سقطا تحت غضب الله واللعنة وفقدا حتى حياتهما الزمنيّة لأنهما كسرا الوصيّة (لا 10: 1-7، عد 26: 6). لقد ابتدأا بالروح لكنهما كملا بالجسد فلم يشفع فيهما اسميهما ولا لقبهما ولا انتسابهما لهرون ولا اختيار الرب لهما للعمل الكهنوتي... الخ، بل بالعكس صارت هذه الأمور كلها سرّ دينونة لهما، فبقدر ما يتمتع الإنسان من عطايا إلهيّة ويدخل تحت نير المسئوليّة وتصير له معرفة يُطالَب بأكثر! يرى البعض أنهما كانا في حالة سُكْر حينما فعلا هذا، لذلك حَرَّم الله على الكهنة دخول خيمة الاجتماع بعد شرب الخمر (لا 10: 9). ويرى البعض أن سرّ انحرافهما أنهما خدما بإرادتهما الخاصة دون مشورة أبيهما، لهذا أمر الرب أن يقف اللاويّون أمام هرون الكاهن ليخدموه كما كهن الأخوان الصغيران أمامه (ع 4-5)، أي صار الكهنة واللاويّون يخدمون بروح التلمذة. ولعله أراد منذ بدء تاريخ الكهنوت الموسوي إعلان خطورة العمل الكهنوتي إن دخل فيه روح الكبرياء والاعتداد بالذات وسلك كل منهم بهواه الشخصي بغير تلمذة. أقول أيضًا ما أحوج الكنيسة في كل عصر إلى مثل هرون الذي يحمل روح الأبوة لا للشعب فحسب بل وللكهنة يتتلمذون على الرب نفسه بين يديه! أخيرًا كان اللاويّون في الحقيقة يمثلون دور الشمامسة، هم يذبحون والكهنة يرشون الدم ويحرقون الشحم، هم يعدون البخور والكهنة يقدمونه للرب. إن الشماس معين للكاهن في كل خدمته الروحيّة وعمله الرعوي. |
|