منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 05 - 2024, 03:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,110

لا للشقاء نعم للشفاء (مر 1: 43-45)





لا للشقاء، نعم للشفاء (مر 1: 43-45)



تؤكد كلمات يسوع على أنّ شفاء الأبرص له أهميّة خاصة في السرد المرقسي. الأبرص الّذي إقترب من يسوع في هذا الحدث الواقعي وجد ذاته مُهمشًا ويعاني الموت بينما لايزال حيًا بسبب مرضه. وقد تم التأكيد على خطورة الوضع من خلال تفسيرنا لنص سفر اللّاويين، كما نوهنا بأعلى. فقد كان الأبرص في المجتمع المدني والديني في ذلك الوقت مثل الميت الحي. كان حيًا، لكن جسده كان يتحلل مثل جثة؛ كان عليه أن يعيش بعيدًا عن التجمعات السكنيّة ولهذا السبب ذهب بإرادة ورغبة للقاء يسوع باحثًا عنه لينال الشفاء. وأثناء بحثه، عندما دخل إحدى القرى مُعلنًا حضوره بسبب خطر نقل العدوى للآخرين.



إلّا أنّ في لقائه بيسوع، انقلبت الأدوار: فالشخص الذي كان من المفترض حاملاً لمرض النجاسة أخذ يسوع نجاسته حينما مد له يده ولمسه فصار بحسب الشريعة نجسًا. إلّا أن لمسة الأبرص من يسوع جعلت العكس يتم، إذ أُصيب الأبرص بقداسة يسوع طهارته. هذا هو البُشرى السّارة الّتي بدأت في حياة يسوع الأرضية وتستمر بحياتنا.



مدعويّن، كمعلمنا، لنصبح حاملين رّوح القداسة ومُبشرين بوجه الله لمَن حولنا. كثيرًا ما نتعرّض لتجربة رؤية باطلة أو مشوهة لإرادة الله ورغباته. وبدلاً من ذلك، يكشفها لنا يسوع في جمالها وعظمتها، مشيرًا لتلاميذه بوجود خطة مختلفة، ورغبة تتفق مع رغبته الشفائية: «ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس» (مر 10: 45) ويسوع ذاته هو النموذج لهذا البذل الشافي. يسرد مرقس كيفية الإنتقال من شقاء البرص إلى نعمة الشفاء «فزالَ عَنهُ البَرَصُ لِوَقِته وبَرِئ» (مر 1: 42). تكفي كلمة يسوع الشافيّة فتحرر من كلّ شقاء.





يُظهر لنا نص العهد الأوّل من سفر اللّاويين بأن الرغبة تقاوم الشقاء، متى رغب الإنسان ليعرض ذاته أمام كاهن الرّبّ ينال الشفاء (لا 13: 1- 2، 43- 45). وهذا ما رأيناه في حدث شفاء يسوع للأبرص الّذي بحسب مرقس علّمنا طريق لتهذيب إرادتنا لتنتقل من الشقاء إلى الشفاء متى نجحنا في تغيير رغباتنا، لنصبح مُبشرين بالله لذاواتنا ولمن حولنا مثل يسوع. مدعوين في هذا الأسبوع بترك شقائتنا بناء على رغبتنا ولنتعرض بارادتنا للإصابة بعدوى قداسة الله. كما يكشف لنا ختام النص المرقسيّ، لايتم شفاء الأبرص كصانع العجائب من بعيد، بل يشفيه من خلال مساعدته في تحمل مسؤولية شفائه. يؤكد الإنجيلي في كلماته الختاميّة بأن يسوع يجد ذاته في مكان الأبرص الأوّلى قائلاً: «ِإيَّاكَ أَن تُخبِرَ أَحَداً بِشَيء، بَلِ اذهَبْ إِلى الكاهن فَأَرِهِ نَفسَك، ثُمَّ قَرِّبْ عن بُرئِكَ ما أَمَرَ بِه موسى، شَهادةً لَدَيهم» (مر 1: 44). مما يعني بأنّه لم يتمكن من دخول المدينة علنًا وإضطر إلى البقاء في أماكن مهجورة أيّ إنّه أخذ شقاء الأبرص المرضي مانحًا إياه الشفاء. هكذا يكشفا لنا نصيّ هذا المقال بأنّ الله يُحفزنا على توّليّ مسؤوليتنا بالشفاء وإتخاذ القرار بالبقاء في الشقاء أم الصرخ وتحمل المسئوليّة لننال الشفاء. ومن خلال كوننا تلاميذه نقتدي به، يمكننا نحن أيضًا أنّ نجعل من شفاء الله لنا بُشرى سّارة لنساء ولرجال عصرنا الحالي، حينما نخبر عن أعمال الله في حياتنا ومعاونتنا إياهم ليتحملوا مسؤولية ذاواتهم عن أفراحهم وآمالهم، وآلامهم ومعاناتهم؛ وإختيارهم الشفاء وليس الشقاء بإراتهم. دُمتم في شفاء جسديّ وروحيّ ونفسيّ.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ويا للشقاء لمن هو حي لكنه في القبر
وبقيت وحدي للشقاء.💔
لم يخلقك للشقاء
أول صور لأشقاء «عوفاديا» المصرية المجندة في جيش إسرائيل
صوم الرسل هل هو بدعة أم اختراع للشقاء


الساعة الآن 12:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024