رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v الإنسان الذي يقيم سلامًا مع آخر للحال بعدما يكون قد ثار ضده، يعالج غضبه لكنه لا يعالج حقده، لذلك فانه يبقى مستاءً من أخيه. لأن الغضب شيء، والحقد شيء آخر، والتهيج (الثورة) شيء ثالث، والاضطراب شيء آخر. ولكي تفهم الأمر بوضوح أكثر، أعطيك مثالًا: لكي يشعل الإنسان نارًا يأخذ قطعة من الفحم، وهذه هي الكلمة التي أساء بها أخوك إليك، إن احتملتها تكون قد أطفأت الفحم. ولكن إن فكرت: "لماذا يقول لي هذا ذلك القول؟ إنني أيضًا أرد عليه قائلًا كذا وكذا. إنه لو لم يقصد الإساءة إليَّ ما كان قد قال لي هذا. لذلك يجب عليّ أن أرد الإساءة بالمثل". بهذا التفكير تضع بعض الوقود أو ما أشبهه لتبدأ النار. وبذلك ينتج دخانًا الذي هو الاضطراب. والاضطراب هو حركة في الأفكار وتقليب لها، تثير القلب وتهيجه. أما التهيج فهو عمل انتقامي ضد من أساء إليك. وهذا يبعث نحو الجسارة. وقد قال القديس مرقس: "سوء النية إذ تغذّيها الأفكار، تهيج القلب، ولكن الصلاة تقتلها". مع أنك لو احتملت تلك الكلمات الصغيرة التي نطق بها أخوك، لأطفأت قطعة الفحم الصغيرة قبل أن تنتج اضطرابًا. ومع هذا فإنك إن أردت تقدر أن تطفئ حتى الاضطراب في بدايته بالصمت والصلاة، بل وبمجرد انحناءه من القلب. أما إذا داومت في التدخين، أي تهيج القلب وإثارته بالأفكار القائلة: "لماذا فعل بي كذا؟.. وأنا أيضًا أَردّ له المثل، فإنه بهذا يشتعل القلب ويتولَّد التهاب التهيج. وإن أردت أيضًا تقدر أن تطفئ حتى التهيج قبل أن يبلغ إلى الغضب. لكن إن داومت على إثارة نفسك وتهيجها، فإنك تكون كمن يضيف إلى النار وقودًا. وهكذا تنتج لهيبًا، الذي هو الغضب. والغضب إذا استمر يتحوَّل إلى حقد، الذي لا يقدر أن يتحرَّر منه الإنسان إلا ببذل دمه (أي عرقه وجهده وتعب نفسه). الأب دوروثيؤس |
|