رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذهن هذا الجزء في تركيب الإنسان هو الذي يربطه بالله، لأن : « اَللهُ رُوحٌ » (يوحنا 24:4). وعندما نفخ في أنف آدم نسمة حياة، وضع فيه شيئًا منه لكي يشبهه. هذا الشيء هو الروح، بما فيها من إدراك وفهم : «وَلكِنَّ فِي النَّاسِ رُوحًا، وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ تُعَقِّلُهُمْ. [تعطيهم فهمًا].» (أيوب 8:32) وأرجو ملاحظة أن كلمات: ذهن، وعقل، وفكر، وفهم، ومعرفة، ترد كلّها في الكتاب المقدس وقد تحمل معاني مختلفة، وأحيانًا مترادفة؛ كما ترتبط بها ألفاظ أخرى كمثل: تعقّل، وصحو، وذكاء، وغباء، وحكمة، وحماقة، وجهل، متوقّفة على حسن أو سوء استخدام هذه الإمكانيات. والروح، والإمكانيات العقلية عند الإنسان، هي التي تميّزه عن الحيوان. فالحيوان يتكوّن من جسد ونفس فقط، وإمكانيات المعرفة عنده محدودة، : « إِنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ.» (مزمور 20:49) أيضًا عندما تكبّر نبوخذنصر وارتفع قلبه، حكم الله عليه أن يصير مثل الحيوان ويأكل العشب كالثيران، ونفّذ ذلك بأن نزع عنه عقله. وعندما أراد الله أن يرجعه إلى عالم البشر بعد تنفيذ الحكم، يقول هو عن نفسه : «وَعِنْدَ انْتِهَاءِ الأَيَّامِ، أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى السَّمَاءِ، فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي،..» (دانيآل 34:4) وعندما رجع إليه عقله، عاد مرة أخرى إنسانًا. * |
|