رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوصية والتحرر من الحزن القاتل "نعست نفسي من الحزن، فثبتني في أقوالك" [28]. إن كانت الوصية تسند الإنسان حتى في لحظات ضعفه، فيعترف بخطاياه ويخبر بنعمة الله الواهبة برَّ المسيح العجيب، فإنها تسند النفس في لحظات نعاسها أو فتورها أو رخاوتها أو حزنها لكي تتيقظ وتتشجع وتقوى على الجهاد، وقد جاءت كلمتا "نعست نفسي" بترجمات متباينة. لعله قد عانى المرتل من حالة إحباط شديدة في فترة معينة، لهذا صرخ إلي الله ليهبه الرجاء المفرح لمواعيده الإلهية وأقواله. * يعلم (المرتل) أننا لا نستطيع أن نطرد روح "الحزن" إلا عن طريق التأمل في التعاليم الإلهية، لهذا يجب أن نكون يقظين كما قال: "اسهروا وصلوا" مت 41:26. البابا أثناسيوس الرسولي * "نعست نفسي من الحزن"، "قطرت نفسي من الحزن" تقول الترجمتان الخامسة والسادسة: "قطرت نفسي بقطرات" ويترجمها سيماخوس: "سالت نفسي بقطرات"... فهو يريد القول بأنه إذ تكون النفس في حالة حزن وأسى وألم تفقد يقظتها، وتسقط في النعاس المُنهي عنه في القول: "لا تعطي عينيك نومًا، ولأجفانك نعاسًا" أم4:6. أما من يأخذ بالنص الذي يشهد له أغلب المترجمين: "سالت نفسي بقطرات من الحزن" فيؤكد أن نفس الصديق هي منيعة وشديدة الاحتمال، لا تسمح أن تسيل منها قطرة، أما نفس الشرير فتختلف تمامًا عن نفس الصديق، إذ لا تقدر أن تخفي بداخلها كلمة الرب التي نثقفها بها. يمكننا القول بأنها تسيل "بقطرات". توجد هذه الفكرة أيضًا في سفر الأمثال: "يا ابني، لا تسيل جانبًا؛ لا تبرح هذه من عينيك" أم21:3. وفي رسالة بولس الرسول إلي العبرانيين: "يجب أن ننتبه أكثر إلي ما سمعنا لئلا نُسأل جانبًا" عب1:2. من جهة أخرى يصلي قائلًا: "أقمني حسب كلامك"، أي اجعلني راسخًا، ثابتًا في أقوالك وأن أكون غير مزعزع ولا متغير بأية وسيلة. العلامة أوريجينوس * بما أن النعاس هو بدء النوم، أي فتور في الحواس وتراخي لها، لذا استخدمه النبي تشبيهًا لبدء الخطية .. أنثيموس أسقف أورشليم * ماذا يعني "نعست"؟ إلا أنه قد يرد الرجاء الذي يود أن يبلغ إليه. القديس أغسطينوس * في تعبير يثير الإعجاب يوجز داود كل مضار ذلك المرض في عبارة واحدة: "نعست نفسي من الحزن"، أي من النكبة. حقًا لا يقول أن جسده بل نفسه قد نعست، لأنه في الحقيقة النفس التي تُجرح بثقل الهوى تنام وسط التأمل في الفضائل . القديس يوحنا كاسيان * من يحب الحق ولا يتفوه قط بكلمة كذب يمكنه القول: "اخترت طريق الحق"، ومن يضع أحكام الرب أمام عينيه ويتذكرها في كل كلماته يقول: "أحكامك لم أنسَ". يوسابيوس القيصري * الاسترخاء هو بداية النوم، هكذا نقول عن النفس عندما تبدأ أن تخطئ بأنها قد استرخت. كما لو كانت النفس قد انجذبت إلي نعاس الخطية، وعليها أن تقوم وتستيقظ بتذكرها الصلاح. يوسابيوس القيصري |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | الوصية والتسليم |
مزمور 119 | يا لعذوبة الوصية |
مزمور 119 | يا لعذوبة الوصية |
مزمور 119 | الوصية والتحرر من روح الكذب |
مزمور 119 |الوصية غنى الشاب |