على مر العصور والأزمان، كانت إشكالية الإنسان ليست في معرفة الخطية؛ فقد عرفها من جده آدم (تكوين3: 22)، ومن ضميره أيضًا (رومية2: 15)، وعرف أيضًا عقوبتها (رومية6: 23). ولكن الإشكالية في مغالطة الإنسان في تعريف الخطإ؛ فقد حاول الإنسان تبسيط الأمر وتغيير تعريف الخطية عنده؛ فأصبح التعدي حرية، والخطأ ضعفًا، والفجور طبيعة البشر الخطَّائين، وتم فيهم الكلام: «ويل للقائلين للشر خيرًا، وللخير شرًّا، الجاعلين الظلام نورًا والنور ظلامًا، الجاعلين المُرَّ حلوًا والحلو مُرًّا» (إشعياء5: 20).
ولكن تناسى الإنسان أنه مهما غالط نفسه وخدَّر ضميره، فالخطية تعريفها وعقوبتها ثابتة أمام الله، لأنها موجَّهة ضد الله الثابت الذي لا يتغير ولا تتغير قوانينه، «فليس الله إنسانًا فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم» (عدد23: 19)، ولذلك فلا يمكن أن يرتكب الإنسان الخطأ أو التعدي ويقول لله: “لم أكن أعرف أنه خطأ! لا مؤاخذة!”