رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن الخطية أنتجت عنفًا وشراسةً وقتلاً واغتصابًا وسحقًا. والعالم من خلال القوانين والشرائع والحكومات الأرضية والسلطات المدنية، ينظم العلاقات بين الناس ويحفظ الحقوق والممتلكات العامة والخاصة ويكبح جماح الشر والفساد والبلطجة. إن هذه القوانين تضع الحواجز لتقلل الجرائم في المجتمع، ولكي يعيش الناس في سلام ومودة مع بعضهم. وقد قال الله لنوح: «سافك دم الإنسان بالإنسان يُسفَك دمه» (تكوين9: 6)، وكانت هذه أول حكومة في التاريخ بعد الطوفان. ويبقى السؤال: هل نجحت الحكومات والقوانين المدنية في إصلاح حالة الإنسان؟ وهل قلَّتْ الجريمة حقًا؟ إن الإنسان في شرِّه وجموحه يُقطِّع السلاسل ويُكسِّر القيود، ولا يقدر أحد أن يُهذِّب طباعه الشرسة. إنه في السجون يخترع شرورًا، ويخرج منها أكثر إجرامًا. فبدون عمل النعمة في القلب لن يتغير الإنسان. ونحن نتذكر أول جريمة قتل في التاريخ عندما قام “قايين” على “هابيل” وقتله، ولم يذرف عليه دمعة واحدة ولا شعر بالندم، بل بكل تبجُّح رد على سؤال الرب له: «أين هابيل أخوك؟» بالقول: «أحارسٌ أنا لأخي؟» (تكوين4: 9). ومن نسل قايين خرج “لامك” الذي قال في كبرياء قلبه: «قتلتُ رجلاً لجرحي وفتىً لشَدْخِي (كسري)» (تكوين4). وقبل الطوفان كانت الأرض قد امتلأت ظلمًا، وكان في الأرض طغاة وجبابرة (تكوين6). ورغم كارثة الطوفان التي قضت على العالم القديم، إلا أن الإنسان عاد إلى شَرِّه وشراسته، والكتاب يذخر بحوادث وجرائم القتل والإرهاب في كل تاريخ البشرية، وكانت أبشع الجرائم أنهم قتلوا رب المجد مُعلِّقين إياه على خشبة الصليب. وقد وبَّخ الرسول بطرس اليهود الذين اشتركوا في جريمة صلب المسيح قائلاً: «طلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل، ورئيس الحياة قتلتموه» (أعمال3: 14). لقد صار الحكام أنفسهم يقضون جورًا ويرفعون وجوه الأشرار، وفي موضع العدل هناك الظلم. هذه هي حالة العالم في كل العصور. وكم خاب الرجاء في الحكام والحكومات، وكم سحق الحكام شعوبهم، وهذا ما نراه بعيوننا الآن. وستظل الجرائم والمعاناة تزداد طالما العالم قد “وُضع في الشرير”، والشيطان هو رئيس هذا العالم وهو القتال من البدء. |
|